لقي، زوال أول أمس الخميس، طفل في الثامنة من عمره حتفه في وادي سيباو بوادي عيسي، الواقع على بعد 10 كلم شرق مدينة تيزي وزو، بعدما سقط فيه عندما كان بصدد البحث عن مواد بلاستيكية ونحاسية في مفرغة عشوائية لبيعها، حيث جرفته سيول وادي سيباو الذي يشهد خلال الأيام الأخيرة فيضانا كبيرا، نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت في تيزي وزو· أكدت مصادرنا، أن هذا الطفل الذي جرفته سيول وادي سيباو يدعى ''مراد'' يبلغ من العمر ثماني سنوات، يعيش مع والدته المتسولة البالغة من العمر 42 سنة، التي تنحدر من ولاية الجلفة، حيث انتقلت إلى ولاية تيزي وزو واستقرت فيها منذ سنة 2003 عندما طلقها زوجها· وأضافت مصادرنا، أن هذه الوالدة وابنها، يعيشان كبدو رحل، حيث يتنقلان لفترة تقارب السبع سنوات بين مختلف الأحياء القصديرية المتواجدة في تراب ولاية تيزي وزو، على غرار مول الديوان بذراع بن خدة، حي الاستقلال بذراع الميزان، حي رحاحلية، حي وادي عيسي، الحي الفوضوي بسيدي نعمان، ليستقر بهم المطاف تحت جسر بوادي عيسي المحاذي لوادي سيباو، كمأوى لهما في ظروف مزرية لا يتحملها بشر، حيث ومنذ شهرين يفتقدان لمأوى، بعدما طردا من كوخ قصديري بأحد الأحياء الفوضوية المتواجدة بوادي عيسي لأسباب مجهولة· وذكرت مصادرنا، أن الطفل ''مراد'' لم يلتحق بمقاعد الدراسة، لأسباب اجتماعية مقهورة من جهة، ومن جهة أخرى نظرا لافتقاده الوثائق الرسمية خصوصا بطاقة الإقامة وشهادة الميلاد، لأن والد الطفل رفض منحه دفتر العائلة، والسلطات المحلية رفضت تسجيله في المدرسة دون وثائق، حيث بقي هذا الطفل يمارس مع والدته مهنة التسول قبل أن يلقى حتفه في وادي سيباو· حيثيات هذه الحادثة، حسب المعلومات المتوفرة لدينا، وقعت زوال الخميس المنصرم، عندما لجأ الطفل ''مراد'' إلى إحدى المفرغات العشوائية المتواجدة بمحاذاة وادي سيباو، في المكان المسمى وادي عيسي، للبحث وجمع بعض المواد البلاستيكية والنحاسية قصد بيعها لكسب بعض الأموال، لكن ''مراد'' سقط في الوادي عندما كان بصدد محاولة سحب بعض الأسلاك النحاسية التي غمرتها الأوساخ في المفرغة العشوائية، وحينما نجح في استخراج الأسلاك بكل قوته، دفعته قوة الثقل والانجذاب إلى وادي سيباو، وجرفته سيوله القوية· وأضافت مصادرنا، أن هذه الحادثة شاهدها أحد الأطفال الذي كان بالقرب من المكان، ولم يخبر أحدا إلا في حدود الخامسة مساء، حيث أخبر والده بأنه رأى طفلا مجهولا يسقط في وادي سيباو، لكن عائلته لم تصدقه، لأنه لم يتسرب ولم ينتشر أي خبر حول اختفاء طفل من وسط سكان الحي القصديري· وبحدود السادسة مساء، وعندما لم يعد ''مراد'' إلى مأواه تحت الجسر، خرجت والدته للبحث عنه، ولما سمعت عائلة الطفل الذي شاهد طفلا آخر يسقط في الواد، أن امرأة مجهولة تبحث عن ابنها، صدقوا ابنهم، وسألوها عن مكان ذهاب ابنها، وأجابتهم بأنه خرج إلى مفرغة عشوائية للبحث عن مواد بلاستيكية ونحاسية كما كان معتادا، ليتأكدوا بعدها أن ابنها حقا جرفته سيول وادي سيباو، وعندما علمت والدته أصيبت بذعر شديد، وحاولت الانتحار برمي نفسها إلى الوادي، إلا أنها لم تنجح بسبب تدخل بعض المواطنين الذين منعوها· هذا، ولم يتجرأ السكان على البحث عن الطفل وإنقاذه، لأن منسوب مياه الوادي كان مرتفعا جدا، فيما لم يتم حتى إخبار مصالح الحماية المدنية·