انتقلت المواجهات والمشادات العنيفة والدامية التي نشبت، صبيحة أول أمس السبت، بين قوات مكافحة الشغب والمواطنين بحي ''لاكاريير'' بالمدينة الجديدة إلى قرية تيميزار لغبار الواقعة بحوالي 2 كلم شرق مدينة تيزي وزو، حيث شهدت هذه الأخيرة، صبيحة أمس الأحد، مواجهات ساخنة بين شباب القرية المذكورة وقوات مكافحة الشغب، بعد إقدام الشباب على غلق الطريق الوطني رقم 72 في المكان المسمى ''جسر بجاية'' وشل حركة المرور، احتجاجا على تماطل السلطات المحلية في تجسيد الوعود التي قدمتها للسكان منذ ستة أشهر، والمتمثلة في التعجيل في تخصيص مشاريع تنموية من شأنها إخراج السكان من العزلة التي يعانون منها منذ سنوات· وحسب تصريحات المحتجين ل ''الجزائر نيوز''، فإن والي ولاية تيزي وزو ورئيس البلدية ورئيس الدائرة ''لم يفوا بوعودهم التي قدموها في أعقاب الحركات الاحتجاجية المتكررة التي شهدتها المنطقة السنة المنصرمة''، حيث أكدوا أن قريتهم محرومة من أدنى المشاريع التنموية، على غرار افتقارها للغاز الطبيعي، الإهتراء الكلي للطريق والانتشار الكبير للأوحال والبرك المائية، غياب الإنارة العمومية، فضلا عن معاناتهم من أزمة العطش التي مستهم حتى في عز فصل الشتاء، ناهيك عن تجاهل المسؤولين لمطالب الشباب في منحهم مناصب شغل وتوفير لهم مرافق ثقافية وترفيهية· وحسب ما علمناه من المحتجين، فإن قوات مكافحة الشغب تدخلت بقوة وحاولت فتح الطريق وتفريق المحتجين، وهذا بإطلاق كمية معتبرة من القنابل المسيلة للدموع، حيث رد الشباب عليهم بالرشق بالحجارة، فتحولت المنطقة إلى مسرح للمواجهات العنيفة بين الطرفين كادت أن تحدث ما لا يحمد عقباه· وفي هذا الإطار، علمنا من مصادر أمنية أنه تم اعتقال شخصين لا يتجاوز عمرهما 25 سنة عقب هذه الأحداث، فيما لم يتم تسجيل أي إصابة في صفوف الطرفين، وبعدما هدد الشباب المحتجون بنقل هذه الأحداث وأعمال الشغب إلى وسط مدينة تيزي وزو، إذا لم يتم إطلاق سراح المعتقلين، اضطرت مصالح الأمن إلى الاستجابة لمطلبهم وأطلقت سراح الشخصين المعتقلين بعد ساعتين من احتجازهما· هذا، وقد عاد الهدوء إلى المنطقة في حدود الساعة الواحدة ظهرا، بعدما تلقى المحتجون ضمانات بالتعجيل في تخصيص مشاريع تنموية لمنطقتهم·