تتواصل بالمقهى الأدبي ''جزيرة الأدب'' فعاليات معرض الفن التشكيلي للفنان (بودربالة· ب) إلى غاية الأسبوع المقبل· المعرض يضم أكثر من 51 لوحة اختلفت مواضيعها باختلاف لمساتها الإبداعية، وقد حاول الفنان عبر لوحاته أن يفرض نفسه من خلال صرخاته· ويقول للجميع بأنه موجود، وهذا ما يكتشفه المتمعن للوحات بودربالة الشاب الذي تحدى إعاقته من خلال تقديم لوحاته الفنية بحلة إبداعية جميلة تحمل أكثر من دلالة· تعبر لوحات بودربالة، حسب صاحب المقهى، عن روحه الجميلة بصدق، ليضيف في السياق ذاته أن لوحاته امتزج فيها الخوف من المجهول بالتحدي من أجل التفوق، أما عن مواضيع اللوحات فقد وجدها صخري حسب قوله أنها تتماشى مع أحداث الساعة سواء كانت اجتماعية أو عاطفية· وفيما يخص التقنية المستعملة، فقد اعتمد على الألوان ذات النظرة التشاؤمية، ليغير بعدها نظرته إلى أفق آخر، هذا ما لاحظناه من خلال اللوحة المعنونة ب ''الأرق''، حيث رسم الفنان أشكال حواس للإنسان بطريقة مبعثرة، وربما حاول من وراء ذلك التعبير عن إعاقته ونظرته الأحادية للحياة، وقد طغت على اللوحة لمسات الحزن والخوف من زمن المجهول، أما اللوحة الثانية المعنونة ب ''أشواك'' هي الأخرى تلتمس أن الحزن لا زال يسيطر على ريشة الفنان، حيث من خلال اللوحة المعنونة ''والدي''، يكتشف المتمعن أن فيها روح الأمل والتحدي، خاصة وأن الألوان المستعملة جاءت فاتحة، مما يدل على أن الفنان غيّر نظرته إلى الحياة· للإشارة، الفنان بودربالة يبلغ من العمر تقريبا 27 سنة يعاني من إعاقة بدرجة تسعين بالمائة، حين يرسم يستلقي على الأرض ويوجه رأسه نحو الأعلى، هدفه من ذلك أن يخرج من عزلته، وقد ساعدته لتخطي ذلك والدته، ويعتبر هذا أول معرض له·