وقد لجأ الفنان إلى الرمزية لإنجاز هذه المجموعة المتكونة من ثلاث سلاسل من الأعمال حيث خصصت للأزياء والحيوانات والفن الإفريقي. فكان موضوع اللباس التقليدي الجزائري في مقدمة المواضيع التي تعالجها اللوحات الواقعية للفنان، والتي تظهر في بعضها المرأة الترفية والقبائلية والشاوية، لتتحدث عن التنوع الثقافي للجزائر الشامخة. وفي هذا الإطار أوضح الفنان في حديثه ل"الفجر" عن سبب اختيار هذا النوع من الرسومات بالقول:" أردت أن آخذ ما هو قديم وأنتج لوحات عصرية تابعة للتراث الجزائري" ويضيف" اخترت أن يكون اللباس التقليدي حاضرا في لوحاتي من أجل أن يترك لمسات جزائرية عليها". و في سلسلته الثانية أبرز الفنان رضا بن إيديري الحيوانات النادرة كالفنك والغزال اللذان أبرزهما بفن الخط العربي و رموز أنجزها على خلفية رسم فيها بيوتا تقليدية. و في عرضه للسلسلة الثالثة من اللوحات تطرق الفنان رضا بن إيديري إلى الفن الإفريقي من خلال رسم أقنعة و دروع من مختلف مناطق النيجر، والذي يعود حسبما أشار اليه الفنان كونه "عاش لمدة قصيرة في النيجر حيث كان والده يعمل بإحدى الشركات مما جعله يتأثر بثراء ثقافة هذا البلد" ، بالإضافة إلى ذلك فقد أدخل الفنان على لوحاته رسومات تمثل الثروة النباتية و الحيوانية للنيجر. أما فيما يتعلق بالألوان التي اعتمد عليها في لوحاته، أوضح الفنان أنه يتمتع بحرية كاملة في اختيارها وهو ما جعله يمزج بين الألوان الزاهية تارة والفاقعة تارة أخرى. وعن سبب ميوله لاستعمال السريالية في لوحاته فقد أرجعه الفنان إلى كون أن الواقع أصبح صعبا جدا، وهو نفس الرأي الذي يشاركه فيه جل الفنانين اليوم ، الذين أصبحوا حسبه، يميلون إلى هذه المدرسة في محاولة منهم للتعبير عن آمالهم بطريق اللاواقع رغبة في تحقيق المستحيل. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان رضا بن ايديري، الحامل لشهادة الليسانس في اللغة والأدب الفرنسيين و شهادة في الفنون المطبعية و التقنيات الإشهارية، سبق له أن نظم عددا من المعارض الفردية والجماعية، حيث شارك في الصالون الوطني بتيزي وزو في2007 والصالون الوطني بولاية فالمة في 2008، كما نظم معارض فردية في كل من الجاحظية وميدياتيك. وعن مشاريعه المستقبلية يستعد الفنان رضا بن ايديري لتنظيم معرض بقاعة الموفار في الشهر القادم، كما سيشارك في معرض آخر للوحات الحيوانية نهاية السنة الجارية بحديقة التجارب بالحامة.