''براكات يا بركات، نحن لسنا كلاب، نحن أطباء ممارسون وأخصائيون، أطباء غاضبون···'' وغيرها من الشعارات التي نادى بها أزيد من 2000 ممارس وأخصائي للصحة العمومية، خلال الاعتصام الذي نظموه، حيث تصدت لهم قوات مكافحة الشغب ومنعتهم من الخروج إلى الشارع، مما زاد من إصرار المضربين على مواصلة الحركة الاحتجاجية مهددين ومقررين الخروج إلى الشارع في أقرب الآجال· استجاب، أمس، أزيد من 2000 ممارس وأخصائي للصحة العمومية من كافة ولايات الوطن خاصة الوسط كولايات البليدة، المدية، عين الدفلى، البويرة، بجاية، تيزي وزو، بومرداس، تيبازة والجزائر العاصمة، للنداء المشترك لكل من النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية والنقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، حيث اعتصموا بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، بحضور ممثلين عن الكتل البرلمانية المتمثلة في حزب العمال وممثل عن حركة مجتمع السلم، إضافة إلى حضور كل من رئيس عمادة الأطباء بركاني بقاط، والمنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، حيث قام المعتصمون بترديد شعارات منددة بسياسة اللامبالاة والهروب إلى الأمام التي تنتهجها وزارة الصحة والسكان وعلى رأسها المسؤول الأول عن القطاع، مطالبين بحل فوري لجميع المشاكل. وقد قام الممارسون والأخصائيون بمسيرة كانت في البداية داخل محيط المستشفى، لكن عند وصولهم إلى الباب الخارجي للمستشفى اصطدموا بمجموعة من قوات مكافحة الشغب التي حاولت إعادة إرجاعهم، حيث طالب المعتصمون بالسماح لهم بالخروج، لكن قوات الأمن رفضت وتصدت لهم دون أن يتم لمس أو ضرب أي أحد منهم· وقال رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، مرابط إلياس، ''إنه بعد أن قامت السلطات العمومية باللجوء إلى قوات مكافحة الشغب من أجل إيقاف اعتصامنا وعدم السماح لنا بالخروج إلى الشارع، لن نتراجع عن الإضراب مهما كان الأمر، فسوف نخرج المرة القادمة إلى الشارع ولا أحد يستطيع إيقافنا، ولو استعملوا كل الوسائل لردعنا لن نتراجع''، مشيرا إلى أن وزارة الصحة حاولت تكسير الإضراب وذلك عن طريق إنشاء نقابة جديدة تدعى النقابة الوطنية للأطباء العامين، موضحا أن هذه النقابة قامت بنشر بيان يؤكد أن الإضراب توقف وهذا كله من أجل تكسيره، وأكد مرابط أنه بعد هذه الحادثة، قررت كل من النقابتين مراسلة وزير العمل ورئيس الجمهورية من أجل وضع حد لهذه التدخلات من طرف الإدارة في العمل النقابي. من جانبه، أكد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين في الصحة العمومية، يوسفي محمد، أنه بعد إهانة السلطات العمومية للأطباء لن يتراجعوا عن قرار الخروج في مسيرات إلى الشارع، موضحا أنه خلال الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن تاريخ الخروج· تصريحات: مزيان مريان المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني السناباست'' ''نحن نساند زملاءنا النقابيين في القطاع الصحي، الذين لم يجدوا بابا للتعبير عن مطالبهم، بعد إغلاق كل أبواب ومنافذ الحوار معهم، فالمطالب التي نادوا بها شرعية، ويجب على المسؤول الأول عن القطاع الصحي فتح أبواب النقاش''· بركاني بقاط رئيس عمادة الأطباء ''كنا قد اتصلنا بوزير الصحة واصلاح المستشفيات السعيد بركات وعرضنا عليه أن نكون كوسيط بين النقابتين والوصاية لحل المشكل، لكنه للأسف الشديد لم يتم الرد علينا إلى حد الآن، وهذا شيء مؤسف جدا لأنه في آخر المطاف المواطن الجزائري هو من سيكون الضحية''· مصطفى بوعزة ممثل عن حركة مجتمع السلم ''لا بد على رئيس الجمهورية والوزير الأول أحمد أويحيى التدخل العاجل من أجل حل مشكلة ممارسي وأخصائيي الصحة العمومية، حيث لا بد من الحوار الحقيقي مع الشركاء الاجتماعيين وممثلي العمال، خاصة أن عدد قطاعات تشهد غليانا يستدعي تدخل السلطات العليا''· مراد منصور ممثل عن حزب العمال ''سنعمل كل ما في وسعنا من أجل حل مشكلتهم، وهذا ليس بدافع التدخل في شؤونهم النقابية، وقد كنا قد حذرنا السلطات العمومية من الغليان الذي يحدث في الكتلة الاجتماعية، وطالبنا بفتح أبواب الحوار والتكفل بكل انشغالات ومطالب العمال في كل القطاعات بما فيها القطاع الصحي·