فشلت وزارة الصحة والسكان في إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد وباء أنفلونزا الخنازير بعد مرور 25 يوما عن انطلاق الحملة التي استهلها وزير الصحة والسكان السعيد بركات، إذ قدرت مصادر مطلعة ل''الجزائر، اليوم''، نسبة الأشخاص الذين تم تلقيحهم ب 7, 1بالمائة أي حوالي 275 ألف مواطن من أصل 20 مليون ممن كان من المفترض تلقيحهم· لم تفلح وزارة الصحة والسكان عبر الحملات التحسيسية ولا حتى الهالة الإعلامية التي صاحبت عملية تلقيح وزير الصحة والسكان، عشية العام الميلادي الجديد، من إقناع المواطنين بالتلقيح بلقاح ''أريبانريكس'' المستورد من كندا والذي كلف الخزينة العمومية مبلغ 56 مليون أورو· النساء الحوامل: تلقيح 6 بالمائة فقط من أصل 850 ألف امرأة وجدت مصالح أقسام أمراض النساء والتوليد عبر مختلف مستشفيات الوطن صعوبة كبيرة في إقناع النساء الحوامل بالتلقيح ضد داء أنفلونزا الخنازير، منذ تاريخ 6 جانفي 2010 الذي أعطيت فيه إشارة انطلاق الحملة، في وقت أن عملية تلقيح عمال الصحة لم تلق استجابة تذكر· وبلغة الأرقام، فإن 68 ألف امرأة فقط تم تلقيحهن ضد الفيروس، بعد أن تم إقناعهن من طرف أطباء أقسام التوليد، ودون علم أولياء أمورهن، وتخشى النساء الحوامل من الآثار الجانبية لعمليات التلقيح، بالإضافة إلى وفاة رئيس قسم الاستعجالات الطبية بسطيف مباشرة بعد تلقيها التلقيح، وقد أثر هذا الخبر كثيرا على نفسية النساء الحوامل، خاصة وأن وزارة الصحة والسكان لم تشرح جيدا أسباب الحادث، وكان من الأجدر نشر نتائج تحقيق عملية تشريح الجثة، قبل أن تصدر مديرية الصحة بيانا تؤكد فيه بأن الأمر بيد العدالة· وحتى إن تعلقت الأمور بأسباب وفاة أخرى، فكان من الواجب على الوزارة نشر هذه النتائج لتفادي تزييف وتحريف أسباب الوفاة وتأويلها· عمال السلك الطبي: 3 بالمائة فقط من أصل 350 ألف تم تلقيحهم من جانب آخر، رفض أغلب عمال القطاعات الصحية والسلك الطبي التلقيح ضد وباء ''أ · أش 1 / إن 1/'' والتي شرع فيها منذ 30 ديسمبر 2009 أي بعد تلقيح وزير الصحة والسكان مباشرة، ولم تفلح الهالة الإعلامية التي صاحبت هذه العملية من إقناع عمال السلك الطبي من التلقيح، خاصة بعد أن تم تسجيل حالة جانبية أخرى على غرار تلك المسجلة بالقطاع الصحي بسطيف، ونقل أحد الأطباء من برج بوعريريج الذين تلقوا التلقيح على جناح السرعة إلى العاصمة بعد إصابته بأعراض جانبية إثر تلقيه للقاح، ولم يقتنع عمال الصحة بعملية التلقيح، فمن أصل 350 ألف شخص تم تلقيح حوالي 30 ألف شخص فقط· أعوان الشرطة لم يلقحوا بلقاح ''أريبانريكس'' لم تفرض المديرية العامة للأمن الوطني على أعوان الشرطة وموظفيها التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، حيث اكتفت بمطالبة أعوان الشرطة ممن يريدون التلقيح التوجه للمراكز الصحية القريبة من مقرات سكناهم أو عملهم للتلقيح ضد الجائحة الوبائية ضمن المرحلة الثالثة لحملة التلقيح التي تعني القطاعات الاستراتيجية على رأسهم قطاع الأمن الوطني· أما أعوان الحماية المدنية فلم يتم تلقيحهم أيضا وتركت لهم الحرية التامة في قبول التلقيح من عدمه، وهو نفس الأمر بالنسبة لأعوان الجمارك· في حين أن أفراد الجيش الوطني الشعبي، فقد تلقوا التلقيح وهو نوع خاص بهم ضد أي جائحة وبائية قد تحل بالبلاد· أما قطاع التربية، فقد تركت الحرية في عملية التلقيح أيضا للأولياء، بمعنى أن أي تلميذ سيتم تلقيحه من الواجب حصوله على تسريح أبوي سواء في المؤسسات التربوية العمومية أو الخاصة، علما أن عدد التلاميذ في الجزائر يقارب ثمانية ملايين تلميذ· المراحل التي حددتها الوزارة ولم تنجح جندت وزارة الصحة والسكان ثمانية آلاف فرقة للقيام بعملية التلقيح على مستوى مراكز متخصصة وكذا على مستوى المستوصفات والمستشفيات، وتمّ تصنيف 5 فئات، أولها تشمل عمال قطاع الصحة بشقيه العام والخاص 350 ألف عامل، ثم النساء الحوامل 850 ألف امرأة حامل، يليهم أعوان الدولة (الشرطة والدرك والجمارك والجيش وحرس الحدود والحماية المدنية''، ثم الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، ليتم الانتقال إلى الفئة العمرية ما بين 6 أشهر و24 سنة، قبل أن تتوسع العملية إلى سائر الشرائح الاجتماعية· وسيستفيد الجزائريون من التلقيح بصورة مجانية، غير أن النتائج الأولية للعملية توحي فعلا بفشلها بعد مرور 25 يوما عن الشروع فيها·