انطلاق عملية التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير اليوم أعطى السعيد بركات وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس إشارة بدء حملة التلقيح ضد وباء أنفلونزا الخنازير، حيث ستبدأ المرحلة الأولى منها اليوم وهي موجهة للعاملين في مختلف أسلاك الصحة. أمام عدسات الكاميرا وممثلي مختلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية قام السعيد بركات أمس بمقر وزارته بالتلقيح ضد وباء أنفلونزا الخنازير، ليكون بذلك أول مواطن جزائري يخضع لهذه العملية، كما وعد بذلك قبل حوالي أسبوعين قبل الانتهاء من مراقبة اللقاح على مستوى المخابر المختصة. وخضع بعد الوزير إطارات الوزارة والمخابر الوطنية لنفس العملية، حيث لقح بعده الأمين العام للوزارة عبد السلام شاكو، ثم مدير المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية السيد منصوري وإطارات أخرى من الوزارة.أعلن السعيد بركات بعد ذلك في لقاء بالصحفيين رسميا انطلاق عملية التلقيح ضد مرض أنفلونزا الخنازير، وقال موجها كلامه للذين كانوا متخوفين"ها نحن نلقح أمام الجميع" ثم طمأن المواطنين بان اللقاح سليم مائة بالمائة وان عملية التلقيح ستكون مؤطرة في اقرب وقت، وطلب من مدير المخبر الوطني لمراقبة الأدوية الصيدلانية إرسال المزيد من كميات اللقاح في أسرع وقت ممكن. وكشف بركات أن الجزائر تسلمت حتى الآن مليون و310 آلاف جرعة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير من طرف المخبر الكندي gsk، بكلفة 90 مليون دولار، مضيفا أن اللقاح من النوع الجيد جدا وهو معترف به من طرف المنظمة العالمية للصحة والمخبر المنتج له ودولة كندا وقد سوق إلى 36 دولة حتى الآن.وأضاف وزير الصحة والسكان ان الجزائر وقبل طلب هذا اللقاح اشترطت على كندا الدولة المنتجة له ورقة ضمان بأنه يستعمل داخلها وفي دولتين على الأقل، وان يمر على المخابر الجزائرية للمراقبة وهي العملية التي جرت عبر كل مراحلها.وطمأنة للجميع قال الوزير انه جرب الدواء على نفسه وعلى إطارات الوزارة قبل غيرهم وان الوزارة لها ضمانات كبيرة في هذا الشأن، مطالبا بعض وسائل الاعلام الوطنية بالكف عن التهويل وتخويف الناس لان الأمر يهم مصلحة الأمة. أما عن عملية التلقيح التي ستنطلق اليوم فقد أكد الوزير أنها ستمر عبر ستة مراحل حسب الأولويات وبدون أي اعتبارات أخرى، حيث سيتم تلقيح عمال القطاع الصحي في كل مكان سواء في المؤسسات العمومية أو الخاصة، ثم النساء الحوامل في مرحلة ثانية، فالعالمين في القطاعات الحساسة والاستراتيجية، مثل أسلاك الأمن والجمارك والجيش، وعمال البترول وسونلغاز وغيرهم، وفي المرحلة الرابعة يلقح المصابون بالأمراض المزمنة، ثم فئة السكان الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و24 سنة لأن الرضع الذين لم يبلغوا ستة أشهر ممنوع تلقيحهم، وفي المرحلة السادسة والأخيرة يلقح أقارب الرضع الذين لم يبلغوا الستة أشهر.وتنطلق المرحلة الأولى اليوم على أن تنطلق المرحلة الثانية في السادس جانفي الداخل. ويؤكد السعيد بركات من جهة أخرى على أن اللقاح سيكون متوفرا في جميع الهياكل الصيدلانية عمومية وخاصة وسيقدم مجانا للذين تثبت التحاليل الطبية أنهم مصابون فعلا بداء الأنفلونزا. ورد الوزير على الذين أثاروا مسألة بطء عملية المراقبة بالقول أن هذه العملية استغرقت ثلاثة أسابيع، أما مدير المعهد الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية السيد منصوري فقد رد من جهته بان عملية المراقبة مرتبطة بالإجراءات التنظيمية التي أقرتها السلطات، وان المخبر الذي يشرف عليه قد اخضع اللقاح لمراقبة جد معمقة هنا في الجزائر وفي بعض الدول الأوربية ولدى الوكالة الأوربية، وتبين أن هذا الأخير مطابق للمعايير المعمول بها، وهو معترف به من طرف المخابر الكندية.أثيرت خلال اللقاء الصحفي بوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مسألة تلقيح تلاميذ المدارس خاصة وان العطلة الشتوية على وشك الانقضاء، فقال أن عملية التلقيح هذه ستكون حسب العدد وحسب هشاشة كل مؤسسة وحسب الكميات المستلمة، لكنه رفض تقديم أي تاريخ لانطلاق هذه العملية التي تهم الأولياء كثيرا، مكتفيا بالتأكيد على أنها ستكون قبل شهر ماي، وموضحا أن الدولة لن تبخل على الشعب بخصوص هذه المسألة.أما ممثل المخبر الكندي المنتج للقاح بالجزائر فقد طمأن من جهته جميع المواطنين بان اللقاح جيد وهو مطابق للمعايير الدولية.ستواصل الجزائر استلام كميات أخرى من هذا اللقاح إلى غاية ماي المقبل حتى تصل إلى 20 مليون جرعة التي ستغطي نسبة 60 بالمائة من السكان، وقد صنفت الجزائر في المرتبة 21 على سلم الدول التي استلمت اللقاح، علما أن الطلب العالمي في هذا الشأن يقدر بخمسة ملايير جرعة، في حين لا تنتجه سوى أربعة مخابر في العالم.