اهتزت مجددا صباح أمس الجمعة، قرية "أغريب" الواقعة على بعد حوالي 45 كلم شمال شرق مدينة تيزي وزو وللمرة الثانية على التوالي في ظرف أقل من أسبوع، اهتزت على وقع أحداث مؤلمة وأعمال شغب وتدمير وحرق لمعدات البناء التابعة للمسجد الجديد للقرية، وكانت مسرحا لمشادات ومواجهات جسدية خفيفة ورشق بالآجر أصيب من خلالها أزيد من 7 مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. * وحسب ما تحصلت عليه "الشروق اليومي" من مصادر متطابقة من عين المكان فقد أقدمت مجموعة من سكان القرية قيل لنا بحدود الثلاثين شخصا ، على القيام بمحاولة جديدة لمنع مواصلة أشغال بناء المسجد الذي تعرض جزء من بنائه القاعدي ومعدات ومواد بناء للحرق والتخريب الجمعة الماضي، هذه الحادثة التي تطورت فيها الأمور وانفلتت إلى حد الملاسنات الكلامية والمواجهات الجسدية الخفيفة بين المواطنين، بدأت منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، وبعد أن قررت مجموعة من مواطني القرية تنظيم عملية "تويزة" لترميم ما تم تخريبه الجمعة الماضية بهذا المسجد ومواصلة باقي أشغال بنائه، حيث تقدمت منهم مجموعة أخرى من سكان القرية كانوا في اجتماع بضريح الوالي الصالح سيدي جعفر الجارية أشغال ترميمه بمقبرة القرية يتقدمهم بعض السياسيون، وبادروهم باستفزازات أوصلت الطرفين إلى حد النرفزة وتبادل الملاسنات الكلامية، والتي بدورها أثارت موجة غليان بين الطرفين قادتهم إلى الاشتباك جسديا وكادت أن تحدث مأساة لولا تدخل بعض العقلاء الذين تصرفوا معها بمنطق العقل والحكمة والتريث، وأضافت مصادرنا أن هؤلاء الأفراد لم يتوقفوا عند هذا الحد. بل واصلوا في عملهم التخريبي بعد أن هدأت الأوضاع نسبيا، وهموا بحدود العاشرة والنصف بدخول رقعة المسجد من أجل تخريب ما بقي منه وقاموا برش الحديد بسائل روح الملح قصد إتلافه، كما قاموا بإضرام النيران في بعض الدعائم الخشبية المتواجدة بعين المكان بعد رشها بالبنزين والوقود، وعلى إثر هذا التصعيد تحرك العديد من مواطني القرية وقاموا باحتلال قاعدة المسجد قصد منع هؤلاء المتعصبين من هدم منشآت هذا المسجد وقاموا بإخماد النيران التي أشعلت وتمكنوا من استرجاع بعض الأعمدة الخشبية، هذه الوثبة التي قام بها المواطنون باحتلالهم رقعة المسجد قصد حمايته من التخريب وإخماد النيران أجّجت نيران الفريق المتعصب وشرع في مواصلة سيناريو التخريب وعمدت مجموعة منهم على تصعيد المواجهة وصعدت نحو الجهة العلوية لرقعة المسجد، وشرعوا في تحطيم قرابة 10 آلاف وحدة من الآجر وباشروا برشق المواطنين الذين بادروا بهذا العمل الجماعي ببقاياها، مما تسبب في إصابة ما يزيد عن 7 أشخاص من الطرفين بجروح متفاوتة الخطورة قيل لنا ثلاثة من الطرف المتعصب وأربعة من الطرف المنظم للتويزة ، هذا وقد أكدت مصادرنا أن أعضاء اللجنة الدينية للقرية قاموا بالاتصال بمصالح الدرك الوطني لفريحة من أجل إبلاغها بالمنعرج الخطير الذي تطورت إليه القضية، وكذا قصد طلب تدخلها العاجل لعين المكان للوقوف على حجم التجاوزات الخطيرة التي يرتكبها هؤلاء الأفراد، هذا التدخل الذي طال وصوله إلى مسرح الأحداث بالقرية، دفع بأعضاء اللجنة الدينية مساء أمس، بعد صلاة الجمعة إلى التوجه من جديد إلى مصالح الدرك بفريجة من أجل تقديم شكوى أخرى ضد المتسببين في هذا العمل الشنيع. * وتبعا لما توفر لدينا من معطيات، فقد باشرت مصالح الدرك الوطني في التحقيقات الأولية في القضية ومن المنتظر أن تشرع في استدعاء قرابة 40 شخصا من القرية من أجل القيام بجميع الإجراءات اللازمة بخصوص سماعهم وإعداد ملف كامل للقضية يقدم لاحقا للعدالة للنظر فيه.