تعرض أول أمس الجمعة ، مسجد بوسط بلدية أغريب التابعة لدائرة أزفون لأعمال تخريب وحرق من طرف مواطنين متعصبين، من بينهم نواب ومنتخبون عن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ''RCD''، ادعوا أنهم معارضيين لتشييد مسجد بالقطعة الأرضية وعمد هؤلاء على هدم جزء من البناية قيد الإنجاز وحرق وإتلاف أدوات البناء المستعملة، والتي كانت موضوعة في المحيط، حيث قام قرابة ثلاثين شابا مسلحين بالقضبان الحديدية والهراوات والمازوت، بتحطيم قرابة 2000 قطعة آجور ومعدات البناء كخلاطة الخرسانة، كما قام الشباب الذين كانوا في حالة هستيرية بحرق حوالي 600 لوحة خشبية مخصصة لترتيل القرآن. أكدت مصادر مسؤولة أن نوابا ومنتخبين من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يتزعمه سعيد سعدي، قد شاركوا في حرق بيت من بيوت الله في طور البناء بمنطقة أغريب التي تبعد ب60 كلم شمال ولاية تيزي وزو، حيث قاد نائب برلماني جماعة من الشباب لحرق مسجد بلغت نسبة انجازه أزيد من 40 بالمائة. وحسب مراجع ''النهار'' ورواية شهود عيان، فإن هؤلاء اغتنموا فرصة غياب رجال القرية لأداء صلاة الجمعة، في منطقة معزولة وفي الهواء الطلق بسبب انعدام المساجد بالقرية، وقام هؤلاء الشباب بصب المازوت فوق معدات البناء وأعمدة البناية ورمي النار فوقها، ومباشرة بعد عودة المصلين اكتشفوا الكارثة وكادت المنطقة أن تتحول إلى مكان لمعركة بالخناجر والأسلحة البيضاء بين الفريقين لولا تدخل عقلاء المنطقة. من جانب آخر، يكون السبب وراء الفعل الشنيع هو أن المكان الذي تم تشييد عليه المسجد هو مقبرة شهداء، لكنها لم تعد واضحة المعالم بسبب قدمها، وهناك من يقول أنها مقبرة جماعية لمجاهدي الثورة أعدمهم الاستعمار في يوم واحد في المكان. وتعود خلفيات هذا الحادث إلىقرابة السنة عندما رفضت بلدية أغريب منح رخصة بناء للقائمين على الجمعية الدينية للمشروع إنجاز مسجد بالمنطقة، إلا أن الجمعية بقيت متمسكة بالمشروع، خاصة وأن المسجد القديم مساحته ضيقة ولم يعد يتسع إلى عدد المصلين وتم اختيار القطعة الأرضية المتوسطة لبلدية أغريبأمام فقر العقار بالبلدية وقبل أقل من شهر أصدرت البلدية قرارا جديدا بإلغاء قرار المنح والسماح للجنة الدينية بإنجاز المسجد على القطعة الأرضية، وهو ما لم يتقبله بعض من سكان القرية بدافع أن الشهداء المدفونين في المكان من عائلاتهم.وقد أفادت مصادر متطابقة أن أعضاء اللجنة الدينية أودعوا شكوى على مستوى فرقة الدرك الوطني لبلدية فريحه ضد أشخاص معينين اعتبروهم معتدين على حرمة مسجد. يذكر فقط أن ليست هذه أول مرة يتعرض فيها مسجد إلى عملية تخريب وحرق في بلدية أغريب، بل هي الحالة الثانية لما أقدم مريض نفسيا ومتعصب دينيا بحرق مسجد بإحدى قرى بلدية أغريب عندما تم منعه سكان القرية من إقامة الآذان، وقد أصدرت في حقه العدالة حكما يقضي بسجنه 7 سنوات كاملة في الدورة الجنائية ما قبل الماضية.