وري جثمان الجنرال العربي بلخير، أمس بمقبرة بن عكنون وسط جو جنائزي مهيب حضره معظم رجال الدولة المدنيين والعسكريين على رأسهم الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد والوزير الأول أحمد اويحي، وقائد الأركان قايد صالح، إلى جانب وفد مغربي هام، باسم الملك محمد السادس على رأسه وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، وكان من أبرز الغائبين عن الجنازة، كل من الجنرال محمد العماري، ومدير الحماية المدنية مصطفى لهبيري، والسعيد بوتفليقة وزعيم ''الأرسيدي'' السعيد سعدي· توافدت الحشود الرسمية وغير الرسمية منذ الساعات الأولى للصباح إلى مقر سكن الجنرال العربي بلخير بحيدرة، حيث كانت عائلته تتلقى التعازي من شخصيات سياسية وعسكرية هامة، قدم البعض منها رفقة أزواجها وأولادها، وتواصلت أجواء التعازي إلى غاية الواحدة زوالا، وكان الوفد المغربي الرفيع قد وصل قبلها إلى مقر سكن الفقيد ساعتين قبل ذلك، يقوده وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري واثنان من مستشاري الملك، الذين كان يرافقهم خلال التعازي والجنازة، وزير خارجيتنا مراد مدلسي، حيث أبلغ الفاسي أرملة الفقيد وذويه من الأهل والأقارب، التعازي الخالصة للملك المغربي محمد السادس· فُتحت أبواب إقامة العربي بلخير أمام كل من جاء معزيا، وألقى على جثمانه، كل من شاء، النظرة الاخيرة· كان جسده مغطى بالعلم الوطني وموضوعا على محمل بسيط يتوسط الغرفة التي كان دوما يهوى المكوث فيها، في حين كانت الشخصيات الرسمية بعد أن تلقي عليه نظرة الوداع الأخير تنزوي ببيت الضيافة قبالة تلك الغرفة· كانت الدموع تملأ كل الوجوه الرجالية والنسائية التي تشبهه من العائلة، وحتى من رجال الدولة· وما إن اقتربت الواحدة زوالا، حتى خرج نعش العربي بلخير على أكتاف حرس التشريفات الدركيين، متوجها على متن سيارة إسعاف خاصة بالمؤسسة العسكرية، إلى مسجد حي مالكي بابن عكنون، حيث كان الإمام يلقي درسا حول ''الأفعال التي تُبقي صاحبها المتوفي خالدا عند ذويه ويترحم عليه الناس من بعده''، لتليه خطبة الجمعة حول ''الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة''· عقب صلاتي الجمعة والجنازة، غادر الجميع إلى مقبرة ابن عكنون حيث وري الجثمان، وكان من بين أبرز الحضور، الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، الوزير الأول أحمد أويحيى، ممثل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، وزير الداخلية يزيد زرهوني، الوزير المنتدب للدفاع عبد المالك قنايزية، وكل من الجنرالات تواتي وجوادي، نزار وقائد الأركان القايد صالح، مدير الأمن الوطني علي تونسي، رئيسي غرفتي البرلمان، عبد القادر بن صالح وعبد العزيز زياري· وحضر إلى جانب معظم وزراء الحكومة، نظراؤهم السابقون أهمهم رؤساء الحكومة السابقون علي بن فليس، مقداد سيفي، أحمد بن بيتو، سيد أحمد غزالي، بلعيد عبد السلام، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الأحزاب أبرزهم أبو جرة سلطاني، بينما كان الغائب اللافت للنظر، سعيد سعدي، الذي لم يكن على قائمة الغائبين البارزين وحده، بل رفقة عدد من الشخصيات الهامة مثل الرئيس السابق زروال والجنرال محمد العماري ومدير الحماية المدنية مصطفى لهبيري ورئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، وشقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، الذي تؤكد مصادر بأنه عزى العائلة في البيت قبل تشييعه· تأبينية الرجل كانت عسكرية تلاها اللواء نذير متيجي قائد خلية الإعلام والاتصال باسم المؤسسة، أهم ما جاء فيها أن ''الرجل عرفناه شهما ومخلصا في حياته العسكرية والمدنية ولواء خدم فكرة التواصل بين الأجيال داخل وخارج الجيش·· فكسب ثقة الرؤساء واحترام الرفقاء·· فنم قرير العين يا ابن الجزائر البار''·