نقلت العديد من وكالات الأنباء وقناة ''فوكس نيوز'' الأمريكية تصريحا لفرحات مهني، رئيس ما يسمى ب ''الحركة من أجل استقلال القبائل''، يؤكد فيه اعتماده على الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس باراك أوباما، في الضغط على الحكومة الجزائرية لحملها على فتح الحوار من أجل تحقيق الاستقلال، مقابل اعتماد الأخيرة على سكان القبائل في دحر الإرهاب· وقال فرحات مهني إنه يعتمد بشدة على دعم الإدارة الأمريكية في تحقيق هذا المطلب في الجزائر، ''كون إجراءا كهذا سيعزز من الديمقراطية التي تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إرسائها في المنطقة''· ليس هذا فقط بل راح فرحات مهني يؤكد أنه إذا كان أهم ما يقلق الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر هو الإرهاب، ''فإننا قادرون في منطقة القبائل على إنجاز مهمة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه والارتقاء أيضا بالديمقراطية على أتم الأوجه''· ووصف رئيس الحركة الداعية للانفصال، مشروع الاستقلال، بالمشروع الذي يكافح من أجله سكان منطقة القبائل، إذ تحدث باسمهم كمفوض من طرفهم· ودعا من جهته المسمى فارس وليد من جماعة الدفاع الوطني الأمريكية إلى جانب فرحات مهني، دعا الجزائر إلى فتح حوار مع الحكومة الجزائرية للتباحث حول المطلب· كما تناقلت وكالات الأنباء والإعلام الأمريكي أن واشنطن لم تبد رأيها إلى غاية الآن حول هذا المطلب، وأن تعاطيها مع هذا الملف ''سيكون بشكل يأخذ بعين الاعتبار احتمال الحساسية الكبيرة التي يمكن أن يخلفها لدى الإدارة الجزائرية''· يأتي هذا المطلب الغريب من نوعه المقدم من طرف فرحات مهني لإدارة أوباما، في وقت كانت فيه الجزائر قدمت احتجاجاتها الرسمية المنددة بإجراءات التفتيش الاستثنائية التي سيتعرض لها المسافرون الجزائريون عبر مطارات الولاياتالمتحدةالأمريكية، ورد واشنطن باحتمال مراجعة قائمة الدول المعنية بالإجراء· ومن الممكن أن يكون هذا الملف مفجرا قويا للعلاقات على محور الجزائرواشنطن إذا تعاطت إدارة أوباما معه إيجابيا، وقد يرجئ الكثير من المشاريع بينهما خاصة في المجال الاقتصادي والأمني· كما يرجح ألا يكون لهذا الموقف المتحفظ لإدارة أوباما من مطلب مهني، سوى خلفية تستعمله فيها واشنطن كورقة لصالحها يبدو فيها ''الماك'' برئيسها مجرد أداة مهمشة، لتُمني بها على الجزائر فيما بعد، بفضلها في حسم موقفها من هذا المطلب الانفصالي الخطير الذي يمس بالاستقرار الداخلي للبلاد·