''القصة القصيرة لا تحظى باهتمام من طرف الكتاب والمهتمين، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب من بينها عزوف المختصين في هذا الجنس الأدبي عن التوجه نحو الكتابة الروائية''· هذا ما أكده، أمس، الصحفي والكاتب علاوة حاجي عندما نزل ضيفا على ''فضاء صدى الأقلام'' بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي لتقديم مجموعته القصصية ''ست عيون في العتمة''. وتحدث، علاوة في هذا الفضاء، عن الظروف التي دفعته إلى كتابة مجموعته القصصية حيث قال أنه كتبها في أوقات مختلفة من طفولته، وأضاف أن مجموعته ''ست عيون في العتمة'' هي عبارة عن زبدة القصص القصيرة التي كتبها في السابق على مواقع الإنترنت، وفي بعض المجلات العربية، ويرى أن مجموعته فيها الكثير من النضج الفني الذي يؤهلها أن تكون في مجموعة قصصية، وفيما يخص الحديث عن القصة القصيرة الجزائرية، يرى حاجي أنها لا تحظى بالإهتمام من الأقلام الجزائرية المختصة في المجال، وأرجع الأسباب إلى عزوف معظم الكتاب عن جنس الرواية. كما يؤكد علاوة أن جنس القصة من جنس الرواية، فالقصة في رأي حاجي تمرين ومخاض لميلاد الرواية، ويضيف علاوة، في هذا السياق، أنه لا توجد حركة في كتابة القصة، وعليه يدعو الأسماء الكبيرة التي توقفت عن كتابة القصة للعودة ومواصلة التألق في هذا المجال. وبالنسبة لرد الاعتبار للقصة الجزائرية، يشير علاوة إلى أنه لا توجد إستراتجية لأن الكتابة في جنس القصة يعود إلى الحالات الفردية للمبدعين. كما دعا المهتمين بمجال القصة إلى تذوق هذا الفن لأنه من الفنون الجميلة بدليل كما أكده ل ''الجزائر نيوز'' أنه تتهاطل على موقعه رسائل تشجيعية لكتابته القصصية التي أعادت للمشهد الثقافي الجزائري بعض أنفاسه، والواضح أن علاوة حاجي عبر مجموعته ''ست عيون في العتمة''، حسب ما يؤكد المختصون لا يملك نظرة موحدة لماهية القصة حيث جمعت مجموعته أربعين نصا تراوحت بين القصة القصيرة والأقصوصة، وكلها رغم انضوائها تحت ما يسمى ''مظلة القصة''، فإنها تمثل مجالات سردية متمايزة، وعليه فإن نظرة علاوة في مجموعته ''ست عيون في العتمة'' تحمل نظرة أبعد رغم مزجه بين الأسلوب المضحك والساخر والتهكمي، فالقصة بعد أن سلطت الأضواء عليها، يؤكد، أنها قصص جادة تتخللها فترات من السخرية. وما يمكن أن يقال عن علاوة حاجي، حسب شهادة المثقفين الجزائريين، هو أنه سيعيد للقصة الجزائرية رونقها إذا وجد من يحتضن ثورته وطاقاته الإبداعية.