أدت ندرة الكواشف المتعلقة بمختلف الزمر الدموية على مستوى المستشفى الجامعي إلى تأجيل 150 عملية جراحية مختلفة، وهو ما خلق لدى أغلبية المرضى، الذين تمت برمجتهم قصد إخضاعم للعمليات الجراحية، موجة من الاستياء والغضب وصلت إلى حد التجمع أمام إدارة المستشفى للاستفسار عن سبب هذا التأجيل· وحسب ما أكدته إحدى السيدات قادمة من إحدى الولاياتالغربية للوطن، فإن المشكل مرتبط أساسا بالمخبر المركزي الذي يعاني منذ ثلاثة أشهر من انعدام أجهزة الكشف التي يستعملها الأطباء لإعداد ملف طبي يمكن المريض الاستفادة من عملية جراحية بعد معاينة وتحليل دمه والوقوف على مدى إصابته بأمراض أخرى قد تعيق إجراء العملية· وحسب ذات المتحدثة، فإنها قصدت مستشفى أول نوفمبر نظرا لتوفير مصالحه على أجهزة كشف التحاليل المخبرية، بيد أن القائمين على شؤون المصلحة أكدوا لها أن هناك نقصا في مثل هذه الأجهزة، وما يحوزونه موجها للمتبرعين بالدم فقط، وينتظر -حسبها- أن يتم تعزيز هذا المستشفى قريبا بأجهزة إضافية، حسب ما ذكره نفس الأطباء· من جهة أخرى، أفادت مريضة أخرى أنها تعاني من مشكل عويص يستدعي إجراء عملية جراحية مستعجلة، غير أنها وجدت نفسها حائرة بعد استحالة ذلك في ظل غياب الكواشف، وقد اضطرت للاستنجاد بالقلوب الرحيمة حتى تتمكن من إجراء تلك التحاليل على مستوى المخابر الخاصة· والغريب في الأمر أن هناك أطباء بالقطاع العام هم من وجهوها إلى تلك المخابر التي يشرف عليها بعض الأطباء الذين يشتغلون أيضا بالمستشفيات الحكومية· وأرجعت مصادر أخرى بالمستشفى سبب نقص الكواشف إلى أسباب مادية محضة، حيث لم تقدر ذات الإدارة على توفيرها نظرا لغلائها، ما دفعها إلى مراسلة الوزارة الوصية في انتظار تحقيق هذا المطلب·