أفادت معلومات ''الجزائرنيوز''، كشف عنها الإرهابي الذي سلم نفسه، مساء أول أمس، لمصالح أمن الأربعاء ناث إيراثن، خلال عملية التحقيق الأولي، عن معلومات مثيرة حول اليوميات المخزية والكارثية التي يعيشها عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجبال، وأدلى المعني بحقائق عن استعداد العديد من الإرهابيين لتسليم أنفسهم من بينهم أمراء بعدما ضاقت بهم سبل الحياة في الغابات، وأن العديد من العناصر الإرهابية المتواجدة في مختلف غابات القطر الوطني أصيبوا بمرض ''الجنون'' والاضطرابات النفسية، وغيرها من المشاكل التي تزيد من حدة نزيف ما يسمى ب ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''· تشير المعلومات التي تحصلت عليها ''الجزائرنيوز''، أن الإرهابي المدعو (د· ج) 30 سنة، والذي سلم نفسه مساء أول أمس لمصالح أمن بلدية الأربعاء ناث إيراثن، اعترف خلال عملية التحقيق الأولي أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لم يبق منه إلا الاسم فقط، وأن عملها الميداني تراجع بنسبة كبيرة، وأهدافها تبخرت بسبب المشاكل القاسية التي يعيشها الإرهابيون في مختلف الجوانب، والتي أفرزها الطوق والحصار الأمني وتواجد مختلف التشكيلات الأمنية بكثافة عبر العديد من المناطق الحساسة التي يتخذها الإرهابيون كقواعد خلفية وملاجئ لهم، إضافة إلى المشاكل والأزمات المعروفة كتراجع عدد الإرهابيين، أزمة الذخيرة والسلاح، الجوع ونقص الغذاء··· وغيرها· كشف ذات الإرهابي التائب أن ''الجنون'' أو ما يسمى بالأمراض العقلية، أصبح يفتك بصفوف الإرهابيين، وأن العديد من العناصر الإرهابية المتواجدة في الجبال أصيبت بهذا المرض بسبب الحالة المزرية التي يعيشونها في ظل غياب أدنى شروط الحياة· سحبه، فإن هذا المرض ظهر بعدما اقتنع العديد من هؤلاء الإرهابيين، أن العمل الإرهابي لا يجدي نفعا وأن أبوابه مغلقة، ما يقابله من الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في تسليم أنفسهم لمصالح الأمن في ظل غياب الثقة بين الإرهابيين· وكشف ذات التائب أن الإرهابيين الشباب هم الأكثر عرضة لهذا المرض كونهم لم يستطيعوا تحمل الضغوطات المفروضة عليهم في الجبال بعدما اكتشفوا أن ما يروج له التنظيم الإرهابي في منتدياته عبر الأنترنت وفي أشرطة الفيديو ليس له أي صلة بالواقع، أضف إلى ذلك فئة المعوقين والمصابين خلال العمليات العسكرية وكذا الأمراض الخطيرة والخبيثة· وحسب ذات الإرهابي التائب، فإن هذه الفئة أصبحت تعيش فراغا رهيبا انتهى المطاف بالعديد منهم إلى الإصابة بالأمراض العقلية، كونهم لا يقوون على التحرك ولا على المشي، ومعظمهم يظلون في المخابئ· وفي هذا الإطار، اعترف بأن سرية عين الحمام وكتيبة النور الناشطة في منطقة القبائل هي الأكثر عرضة لهذه الظاهرة، تليها فيما بعد كتيبة الأنصار وسرية واسيف· ومن جهة مقابلة، أكد نفس الإرهابي أن معظم الإرهابيين الذين لا يزالون ينشطون في الجبال يتناولون المخدرات بكل أنواعها بما فيها الأقراص المهلوسة قصد الهروب من الواقع المر الذي يعيشونه، وهذا -حسبه- خلق العديد من المشاكل وأخطرها الاقتتال فيما بينهم بطريقة غير إرادية لأتفه الاختلافات· تشير المعلومات التي أدلى بها ذات الإرهابي التائب أن هناك العديد من الإرهابيين يبحثون عن الوساطة لتسليم أنفسهم بعدما سئموا من العمل المسلح· وفي هذا السياق، أكد أنهم يجدون صعوبات كبيرة لترتيب هذه الأمور، أولها غياب الوساطة لربط الاتصال مع مصالح الأمن، والثانية انعدام الثقة بين الإرهابيين خوفا من تصفيتهم، لاسيما بعدما أمر عبد المالك درودكال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود'' من أتباعه الأوفياء تصفية كل عنصر إرهابي يشتبه فيه في محاولة تسليم نفسه، أضف إلى ذلك تهديده بقتل عائلات الذين سيسلمون أنفسهم· ومن جهة مقابلة، واستنادا إلى ذات المصدر، فإن ذات الإرهابي التائب أدلى بمعلومات لمصالح الأمن يؤكدون فيها أنه وإلى جانب استعداد العديد من الإرهابيين البسطاء على تسليم أنفسهم لمصالح الأمن، هناك كذلك العديد من الأمراء وقياديين في التنظيم الإرهابي لاسيما في منطقة القبائل بكل من ولاية تيزي وزو، البويرة، بومرداس وبجاية وأكثرهم التحقوا بالعمل المسلح بداية التسعينيات هم مستعدون لتسليم أنفسهم وأنهم يبحثون عن الوساطة قصد التمكن من تسهيل المهمة· أكد ذات الإرهابي التائب أن الأمير الوطني لما يسمى ب ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' عبد المالك درودكال، قد فشل في إقناع الإرهابيين المعوقين والمصابين بمختلف الأمراض لتنفيذهم العمليات الانتحارية، واعترف أن العديد من هؤلاء يفضلون الانتحار بطريقتهم الخاصة كإطلاق الرصاص على أنفسهم، الشنق، تناول المواد السامة، قطع الشريان الدموي··· وغيرها من الوسائل، لأجل تجنب ارتكاب عمليات انتحارية التي تتسبب في هدر دماء الجزائريين بدون أي أسباب ولا أهداف، وهذا الأمر دفع بدرودكال لإقرار القيام بعمليات إرهابية عن بُعد كتفجير القنابل اليدوية، وهذا يؤكد حقائق تراجع تنفيذ العمليات الانتحارية في الجزائر· وفي هذا السياق، كشف الإرهابي التائب أن عبد المالك درودكال أمر بتصفية وقتل كل الإرهابيين الذين أصيبوا بأمراض خطيرة أو بإعاقات وعاهات جسدية بليغة· وحسبه، قصد تجنب استسلامهم لمصالح الأمن والكشف عن معلومات وحقائق التنظيم الإرهابي لاسيما عندما يتعلق الأمر بأمير أو قيادي على صلة بأهم معلومات الجماعة السلفية للدعوة والقتال· اعترف الإرهابي (د· ج) الناشط تحت سرية عين الحمام، أن التنظيم الإرهابي في منطقة القبائل يفتقد إلى التنسيق بين مختلف السرايا والكتائب بسبب الطوق والحصار الأمني الشديدين، وانتشار العناصر الأمنية في كامل تراب الولاية، وكشف أن الإرهابيين يواجهون خلال هذا الفصل معاناة شديدة بسبب البرودة الشديدة لاسيما في مرتفعات غابات تيزي وزو والبويرة، حيث زاد من حدتها أزمة الجوع وغياب الغذاء·