احدى الشاليهات المخربة /تصوير بشير زمري ثار للمرة الثانية على التوالي سكان الشاليهات بموقع علي عمران بحي الباخرة المحطمة ببلدية برج الكيفان، حيث طال الغضب حرق3 شاليهات مساء أول أمس الجمعة، على خلفية توقيف 10شبّان من قبل مصالح الدرك الوطني على إثر أعمال الشغب التي تسبّبوا فيها، وغلقهم للطريق الرابطة بين عين طاية والعاصمة نهاية الأسبوع. * * مازالت حالتا الغليان والغضب تسودان وسط منكوبي الشاليهات بحي الباخرة المحطّمة، احتجاجا على الظروف المأساوية التي ما فتئت تلاحقهم في شاليهات وصفوها ب"إسطبلات"، فبعد أن شلّوا حركة المرور طيلة يوم الخميس الفارط، حاولوا أول أمس الجمعة غلق الطريق للمرة الثانية، لكن قوات مكافحة الشغب التابعة لقيادة الدرك الوطني لولاية الجزائر منعتها من ذلك، ودخلت في اشتباكات أمسية يوم الجمعة مع عشرات الشباب من موقع الشاليهات بحي على عمران 3، واستمرّت المناوشات إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، أين أقدم البعض من الشباب الغاضب على حرق 3 شاليهات بالكامل. * وحسب شهود عيان فإن الحريق طال شاليين فارغين لتلتهب ألسنة النيران شالي ثالث كان صاحبه غائبا، مما دفع بجيرانه إلى كسر الشالي وإخراج ما سلم من أثاث صاحب الشالي، وخوفا من أن تطال أعمال التخريب شاليهات أخرى، كثّفت مصالح الدرك الوطني من أعوانها وحاصرت الحي بقوات مكافحة الشغب، حيث أكّد ممثل عن السكان المحتجين أنهم قاموا بتوقيف ما يزيد عن 50 شابا، بتهمة تسبّبهم في أعمال التخريب، وما يزال التحقيق متواصلا مع الشبان الموقوفين في انتظار إحالتهم على العدالة، حسب ما أكّده قائد الكتيبة الإقليمة للدرك الوطني بحي بن مراد. * وعن الأسباب التي دفعت بالشباب إلى حرق الشاليهات صرّحت بعض العائلات "لقد سئمنا من الوعود الكاذبة للمسؤولين، إننا مهدّدين بالفيضانات ونحن على أبواب فصل الشتاء، الكوابل الكهربائية كانت وراء العشرات من الحوادث، ماذا تنتظر السلطات لترحيلنا، أتنتظر سقوط أرواح بشرية مثلما حدث في الحي الفوضوي المجاور الذي توفي فيه شابين بسبب الصاعقة الكهربائية؟"، طرقنا أبواب الولاية والدائرة الإدارية في الكثير من المرات لكن لا حياة لمن تنادي"، وبينما كنا نتحدث مع بعض الشباب خرجت النسوة من الشاليهات، غير مباليات بالعشرات من عناصر مكافحة الشغب التي طوّقت أرجاء الشاليهات يوم أمس يترجون منا الدخول لمعاينة وضع الشاليهات التي تفوح منها روائح قنوات الصرف الصحي، وتكاد تفتقد لأرضياتها نتيجة الرطوبة والصدّأ. * وكانت الحالة الإجتماعية التي وجدنا فيها الطفلة "زينب" أكثر ما أثّر فينا داخل هذه الشاليهات، حيث حاولت الإنتحار في الكثير من المرات بسبب الظروف الحرجة التي تعيشها مع عائلتها، وقد أكّدت لنا والدتها أنها كانت في صحة جيدة، قبل أن تنتقل إلى هذا الموقع، حيث اعتدى عليها الشباب المنحرفين لتدخل عالم المجانين من بابه الواسع. * للإشارة، فإن هذا الموقع يأوي ما يقارب 400 عائلة حوالي20 منها من منكوبي الزلزال، كانوا يقيمون بحي الضفة الخضراء ببرج الكيفان وحوّلوا للإقامة بالشاليهات على خلفية إعادة ترحيلهم بعد 18 شهرا، والآن مرّ على وجودهم هناك 6 سنوات كاملة دون أن تتحقق وعود المسؤولين بترحيلهم بعد شهر رمضان، كما يجمع هذا الحي سكان العديد من المواقع الفوضوية بأحياء متفرقّة من العاصمة.