ويسألونك عن نتائج التعليم في الجلفة !! نعلم أن ولايتنا محط الكثير من القيل والقال حول التعليم فيها، ونحن كآباء وأولياء نترقب الساحة ونتابع باهتمام وحسرة في كثير من الاحيان مصير فلذات اكبادنا ، ونتحرى المؤسسات الأفضل لهم والتوجيه الأنسب بحسب صدى العارفين والمهتمين وصدى الشارع أيضا. ولكننا نجد أنفسنا عالقين في وضعيات لا حيلة لنا فيها يأسرنا العجز و تنهكنا الحسرة ... وضعيات أشبه بمشاهد الهزليات المبكية ... والكاريكاتور الصاخب المضحك الدامي ... وهذا ما لمسته شخصيا في وضعية ثانوية يُفترض أنها المثال المحتذى لأنها تحمل اسم علم جبار من المنطقة ، وتتموضع مقابل الولاية وتحت نظر الوالي وفي طريق مروره يوميا هو وجميع ترسانته الولائية وبالضرورة هي أيضا على مرمى حجر من مديرية التربية وعلى طريق مديرها ورؤساء مصالحها ...
تقصد هذه الثانوية تريد أن تعرف مصير ابنك المتمدرس بالجذع المشترك، فلا تجد ما يرضيك ... تتجه الى مديرية التربية تستعمل علاقاتك الشخصية فتعرف أن الأمر بيد مركز التوجيه المدرسي ... تستقل سيارتك وتقطع الجلفة نحو غربها بحي "بن جرمة" يستقبلك مدير التوجيه ويخبرك أن الأمر يتم على مستوى الثانوية، وأن أشغال المجالس الأولية تعقد فيها أولا ثم تعقد مجالس التوجيه والقبول تحت اشراف مدير التربية، وأن العملية تمت منذ رمضان وانتهت وصفيت المحاضر ، أي منذ أزيد من نصف شهر ... تعود للثانوية فتعلم أن الثانوية العظيمة لم تنجز المحاضر ولم يشارك مديرها العظيم في جلسات القبول والتوجيه وأنه لا يروقه حضورها ولا يحب ذلك، هذا المدير القادم من منطقة مشهورة بصنع "الشاربات"، أمضى كل وقته وخاصة الشهر الكريم في صناعة "الشاربات" في مطعم الثانوية ونصب طاولة مدرسية مقابل الثانوية وبعتاد المطعم من " قازار" ودلاء وغيرها ، ليبيعه على ناصية الشارع الكبير المؤدي للولاية ومديرية التربية وغير بعيد من مصالح الضرائب أيضا ... واتخذ لنفسه كرسيا هو وابنه ويتولى البيع صديق لابنه لا نعلم ان كان تلميذا ام لا ... وتحول مدير الثانوية الى مدير الشاربات وراحت أشغال مجالس الاساتذة ومجالس القبول في كيل الماء كما يقال عندنا أو "في كيل الشاربات" ... في الأخير قد يكون المدير غير واع أو محتاج أو أي شي قد يخطر أو لا يخطر بالبال، ولكن ألا يحق أن نتساءل عن السيد الوالي والسيد مدير التربية والسيد مدير الضرائب وكل أرمادة الدولة التي وراءهم ... عن طعم الشاربات ؟ امضاء ولي تلميذ يبحث عن كشف ابنه بعيدا عن طعم وصناعة الشاربات