سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دار الشيوخ تحتضن الطبعة الثانية للملتقى الوطني حول صفحات من تاريخ الولاية السادسة، و الدعوة لإقامة ملتقى سنوي جامع و فضاءات علمية للناشئة بحضور نوعي لأساتذة و باحثين من 13 جامعة جزائرية
احتضنت ثانوية النور ببلدية دار الشيوخ يوم أمس السبت، وسط حضور نوعي لأساتذة و باحثين من مختلف ربوع الوطن، الملتقى التاريخي الوطني في طبعته الثانية الموسوم ب صفحات من تاريخ الولاية السادسة – القادة والمعارك – المنظم من طرف المجلس الشعبي البلدي بدار الشيوخ ومركز "الجلفة إنفو " للدراسات والبحوث والاستشارات والتدريب، بمساهمة مديرية الثقافة لولاية الجلفة وبالتعاون مع مخبر الجنوب الجزائري للبحث في التاريخ والحضارة الإسلامية جامعة غرداية. وقد انطلقت أشغال الملتقى، الذي عرف حضور منتخبين محليين و مجاهدين و طلبة، بإلقاء كلمات افتتاحية من طرف منظمي الفعالية على غرار رئيس المجلس الشعبي البلدي" مختار بلخيري" ومدير الثقافة بالولاية "عبد المجيد مرسيس" و كذا مدير مركز الجلفة إنفو للدراسات الدكتور "بولرباح عسالي" ، بالإضافة إلى الأستاذ " حمداني محمد علي الأمين" بصفته رئيس الملتقى الذي أعلن عن الافتتاح الرسمي، ليأخذ الكلمة الامين العام لاتحاد المؤرخين الجزائريين البروفيسور "تلمساني بن يوسف" متحدثا عن الدور الذي يلعبه أساتذة التاريخ أبناء الجلفة وخاصة أساتذة دار الشيوخ الذين ساهموا في إقامة هذا الملتقى العلمي الذي يهدف إلى إماطة اللثام عن أحداث مهمة من تاريخ الولاية السادسة... الملتقى الوطني الثاني شهد في جلسته الأولى التي أدارها البروفيسور" تلمساني بن يوسف "مداخلات حول قادة الولاية السادسة، أين تطرق الأستاذ "لخميسي فريح" من جامعة بسكرة لشخصية العقيد "علي ملاح" ودوره في تأسيس الولاية السادسة بعد أن تم اختياره من طرف قادة مؤتمر الصومام رغم انه لم يدم طويلا بحكم المؤامرة التي دبرت له من طرف مجموعة من الجنود والضباط على رأسهم الشريف بن السعيدي، في حين تم القاء مداخلة الدكتورة "جمعة بن زروال" من جامعة باتنة من طرف الأستاذ "حمداني الأمين" و التي تمحورت حول شخصية قاضي الولاية السادسة "الشيخ أحمد الغسيري" وعلاقته بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين حيث يعد من تلاميذ العلامة ابن باديس والإمام العربي التبسي، بالإضافة إلى دوره في الثورة التحريرية أين اختارته قيادة الولاية ليكون قاضيا للفصل بين الأفراد و الجماعات. أما الأستاذ "نارة عبد العزيز" من جامعة ادرار فقد تحدث عن شخصية مهمة في تاريخ الولاية السادسة وهي شخصية "حاشي عبد الرحمان"، متطرقا لمسيرته النضالية رفقة القائد عمر ادريس الذين واجها مؤامرة الخائن "محمد بلونيس". شخصية القائد عمر ادريس كانت حاضرة في الملتقى من خلال مداخلة للاستاذ "قاسم سليمان" الذي تطرق لمساره النضالي بالولاية السادسة ومنطقة دار الشيوخ بالخصوص بحكم قيادته لأهم المعارك في هذه المنطقة خاصة بجبل قعيقع وجبل مناعة كما عرّج المتدخل على معركة جبل ثامر التي اسر فيها القائد عمر ادريس واعدم بعدها منتصف 1959 بالجلفة. الجلسة الثانية للملتقى خصصت لمعارك جيش التحرير بالولاية السادسة، فقد كانت المداخلة الأولى للأستاذ بجامعة الجلفة الدكتور "قرود امحمد" الذي تحدث عن معركتين مهمتين وهما معركة الدلاج عام 1957 تحت قيادة زيان البوهالي ومعركة الصفيصيفة عام 1959، من جانبه الأستاذ "محمد علوي" تحدث عن معركة عين الريش بولاية المسيلة، في حين أماط الدكتور "بن بوزيد لخضر" من جامعة بسكرة اللثام عن أحداث جديدة حول معركة جبل ثامر التي وقعت مجرياتها يوم 28 مارس 1959 والتي استشهد فيها العقيدين سي الحواس والعقيد عميروش وأسر يومها القائد عمر ادريس... في ذات السياق، كانت مداخلة الدكتور "القن محمد الفاتح " من جامعة الجلفة حول معركة ال 48 ساعة "الكرمة والجربيع" والتي جرت أطوارها بجبل بوكحيل يومي 17و18 سبتمبر 1961 والتي قادها العقيد محمد شعباني رفقة قادة مناطق الولاية السادسة و الذين اثبتوا للعدو مدى قوة جيش التحرير الوطني إثر انتصارهم في هذه المعركة رغم قساوة الطبيعة وهمجية المستعمر. أما المداخلة الأخيرة في هاته الجلسة فكانت للأستاذ "محمد حاتم بن عون" من جامعة وادي سوف الذي تطرق إلى أحداث معركة قرداش التي جرت يوم 28 أكتوبر 1958 بنواحي تقرت بقيادة الشهيد العيد بن الصحراوي... الجلسة الثالثة التي أدارها الدكتور "سعودي احمد" من جامعة عمار ثليجي بالاغواط فقد كانت مداخلتها الأولى من طرف الدكتور "مصمودي نصر الدين" من جامعة بسكرة الذي تطرق للنشاط العسكري في الولاية السادسة فترة العقيد محمد شعباني 1959-1962 والذي عرج خلالها على مسيرته النضالية منذ توليه لقيادة المنطقة الثالثة إلى أن أصبح اصغر عقيد في الثورة التحريرية ومواجهته للمؤامرات الفرنسية لفصل الصحراء. أما الأستاذ "قريتلي حميد" من جامعة المدية فقد تطرق هو الأخر لمسيرة العقيد "الطيب الجغلالي" محاولا من خلال طرحه إنصاف هذه الشخصية تاريخيا معددا مناقبها ودورها في تدعيم الولاية السادسة إلى غاية استشهاده منتصف 1959 . لتختتم هذه الجلسة العلمية بمداخلة للأستاذ "ربوح مختار" من الجلفة الذي تحدث عن شخصيات مهمة في تاريخ الولاية السادسة منها شخصية العقيد سي الحواس والعقيد علي ملاح والقائد عمر ادريس كما طرح عديد التساؤلات حول المشاكل التي وقعت على تراب الولاية السادسة وما تمخض عنها من نتائج وخيمة أدت الى استشهاد جميع القادة. وعقب الانتهاء من المداخلات خرج أعضاء اللجنة العلمية للملتقى بتوصيات مهمة بهدف مواصلة مسيرة الكتابة التاريخية، فقد تمت الدعوة إلى ترسيم هذا الملتقى ليصبح سنويا، بالإضافة إلى تأسيس مؤسسة ذاكرة الولاية السادسة بعضوية أساتذة التاريخ من الجامعات التي حضرت الملتقى والتي قدرت ب 13 جامعة، كما طالب المجتمعون بالاهتمام والإلحاح على تسجيل الشهادات الحية لمجاهدي الولاية السادسة، وإقامة ملتقى سنوي جامع لدراسة وكتابة تاريخ الولاية، هذا وقد تمت الدعوة لإقامة فضاءات ولقاءات علمية للناشئة من تلاميذ الثانويات والمدارس بغرض تعزيز الارتباط بالذاكرة الوطنية، في حين تم التأكيد على ضرورة التنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بالعاصمة والاستفادة من الدعم المادي والرعاية العلمية من تأطير و نشر للإصدارات. ليتم في الأخير تكريم الأساتذة المحاضرين تقديرا للمجهودات المبذولة في إنجاح الملتقى.