من موقع المسؤول الذي يمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ وترميمه، اجتمع والي ولاية الجلفة مساء يوم أمس الأول مع ممثلي اتحاد المقاولين وممثلي مكاتب الدراسات، وذلك في خطوة من الإدارة للملمة تداعيات الخلاف الذي اندلع بين الطرفين، عقب تصعيد الهيئتين السابقتين لخلافهما مع الوالي عبر بيان ''ناري'' جاء على خلفية ما اعتبرته هيئتي المقاولين والمهندسين إهانة لهما نهاية الأسبوع الفارط، بعدما تركهما ''الوالي'' أو من ينوب عنه مصطفين في قاعة الاجتماعات التي كان من المفروض أن تشهد انعقاد اجتماع بين الوالي وشركائه التنمويين.. الاجتماع الذي عقد يوم أمس الأول بين الوالي وممثلي المقاولين ومكاتب الدراسات، أذاب الجليد بعدما نفى والي الولاية أي نية له في الإهانة أو التقليل من شأن أي أحد، محملا المسؤولية الكاملة لما جرى للأمين العام للولاية الذي كان من المفروض أن يشرف على عقد الاجتماع''؟؟'' وسبب تأخره أزمة، وقد برر الوالي في سياق دفاعه عن نفسه بأن انشغالاته كمسؤول أول عن الولاية هي من أخرته، كما قدم اعتذاراته عن أي سوء فهم حدث.. من جهة أخرى، استمع الوالي لانشغالات ممثلي المقاولين والمهندسين، واعترف بأنه حقا هناك ''أخطاء'' حدثت في حق البعض وبررها بمبدأ أننا بشر وأنه لا ملائكة على الأرض وجل من لا يخطئ وهو اعتراف ضمني بأنه قد حدثت بعض التجاوزات من فسخ وعقوبات مالية ضد البعض بناء على معطيات تم تغليط الوالي بها. كما نفى الوالي أي نية له في التقليل من شأن المقاولات ومكاتب الدراسات وأكد في ذات الاجتماع أنه من أنصار الشفافية وتطبيق القانون ودليله المادي الذي قدمه لضيوفه، أنه فتح موقع الكتروني خاص بالولاية يتم فيه الإعلان على كافة المشاريع في منع للاحتكار الذي كان يمارس في حق المقاولات ومكاتب الدراسات، والمهم في نهاية الأمر أنه مهما كان حجم الأزمة والخلاف الذي انفجر بين الطرفين منذ مدة، فإن الوالي تمكن من إذابة الجليد عبر اعترافه بأنه ليس ملاكا وإنما بشر يصيب ويخطئ وجلا من لا يخطئ. يبقى السؤال العالق، هل سيعمم الوالي سياسة إذابة الجليد على مختلف القطاعات ويفتح جسورا للتواصل المبنى على الحوار والاستماع للآخر بداية من المنتخبين إلى غيرهم من الشركاء أم أن الأمر سيتوقف عند حدود الانحناء للعاصفة حتى مرورها وبعدها الله و''أبوبكر الصديق'' أعلم؟؟