يعيش العدد الكثير من العائلات في وضعية كارثية وذلك بالحي الفوضوي بالزريعة بمدينة الجلفة، حيث استقبلت هاته العائلات شهر رمضان في معاناة وبؤس وما يهددهم وأطفالهم تحت الأسقف التي قد تسقط في أي لحظة. وقامت "الجلفة إنفو" بجولة استطلاعية إلى أكبر تجمع فوضوي بالحي المذكور من أجل رصد معاناة المواطنين، حيث يفتقد الحي لأدنى متطلبات الحياة أين تناشد العائلات السلطات المحلية من أجل ترحيلهم في أقرب الآجال، واستقبلت أكثر من 2000 عائلة شهر رمضان في جو مأساوي يطبعه الفوضى وانتشار القاذورات وعدم وجود الماء الصالح للشرب حيث يظطرون لنقله عبر الصهاريج. كما أن الانتشار الكبير للقاذورات التي تحيط بالحي من كل جانب والذي يهدد صحة المواطنين، يجعلهم معرضين للإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة التي تهدد حياة المواطنين، خصوصا منهم الأطفال، و قد رصدت "الجلفة إنفو" عددا منهم من اتخذوا أماكن رمي القاذورات وجبال الأوساخ من أجل اللعب في غياب المرافق التي ترافق عادة الأحياء الراقية، كما أن التداخل الكبير بين المباني والفوضى العارمة التي يعيشها الحي في كل شيء هي الطابع الرئيس لوضعيته، ولا يزال المواطنون يستعملون "الحمير" في التنقلات في الحي وخارج الحي، واستعمالها من أجل الاسترزاق.. كما تحدث لنا عدد من المواطنين بأن هناك غيابا شبه كلي للمنتخبين والمسؤولين عن الحي، مناشدين السلطات المحلية من أجل النظر في معاناتهم ونقلهم في أقرب الأوقات إلى السكنات اللائقة، بحياة إنسان وتوديع خطر الأمراض الفتاكة الذي يهدد حياتهم. وذكر رئيس الحي على أن الساكانين بالحي محصيون في 2007 وهناك أيضا أكثر من 800 عائلة زادت أخيرا، وأن المسؤولين وأصحاب القرار غائبون عن الحي، وينتشر في الحي الأمراض الجلدية والتنفسية، وهناك من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من يعيشون في وضعية مأساوية، وأن الوعود التي أطلقتها الدولة لا تزال لم تر في أرض الواقع، كما أن على الدولة أن تتحمل المسؤولية إذا ما قام الشباب بالفوضى وغلق الطريق وحرق العجلات، متطرقا إلى أن التلاميذ يعانون من التمدرس جراء عدم وجود مؤسسات تستقطب الأطفال، وأن المتوفرة غير كافية. كما طالبت السيدة "بنت الشيخ" التقت بها "الجلفة إنفو" السلطات للتسريع بنقلهم، وأنها تعيش في وضعية كارثية كما أنها تعرضت للنهب أكثر من مرة وتعرض منزلها للسرقة وأشياءها للبيع، وانتقلت إلى مكان آخر بناه لها مواطنون وأنها تقوم بإعالة بنتين يتيميتين في غياب عائل مادي ما صعب عليها أكثر العيش في الظروف السيئة. الحي ذاته يأوي أكثر من 2000 عائلة منها من هم محصون ومنهم من التحقوا مؤخرا، وبنوا وينتظرون ترحيلهم جميعا، كما عاينت "الجلفة إنفو" أحد المواطنين الذي يعيش في كوخ ضيق جدا حيث يعاني ابنه من المرض والذي لا يستطيع أن يتنفس إلا باستعمال قارورة الغاز، كما يعيش العدد الكبير من الأطفال في معاناة إثر الأمراض المختلفة وخصوصا الجلدية منها. هذا وقد أحصت السلطات المحلية بحي الزريعة 1359 سكن منها حوالي ألف ملف استفادة أودع بصفة نهائية وينتظر 145 متنازل تسوية وضعيتهم من طرف السلطات، حيث قام هؤلاء بشراء منازل فوضوية قبل سنوات عديدة ويقطنوها منذ 03 سنوات أو أكثر، وينتظر قاطنو الزريعة "الفوضوي" الترحيل في أقرب الآجال.
ولا أكثر تعبير من الصورة، التي نتركها لتتحدث بنفسها عن نفسها...