اختتمت امس فعاليات الملتقى الوطني الثاني "ولاية الجلفةالمدينة والمجتمع" والمنظم من طرف ادارة المركز الثقافي الاسلامي بالجلفة بتنظيم محكم واستحسان من أهالي المنطقة . بحضور الامين العام للولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي ومدير الشؤون الدينية والاوقاف واساتذة وباحثين في تراث المنطقة , انطلقت اعمال الملتقى الذي شمل على إلقاء 24 محاضرة تناولت جانبين , محور يخص العمران في ولاية الجلفة قديما وحديثا والاخر يخص انثربولوجيا منطقة ولاية الجلفة وتغيرها الثقافي والاجتماعي . الاستاذ رشيد حساني الذي قدم محاضرة حول التغير الثقافي في ظل التطور العمراني في مدينة الجلفة ,أكد على كون المفاهيم والظواهر الاجتماعية والبيئية بالاضافة لدور الاذاعة والمركز الجامعي زيان عاشور لها تأثير في التطور العمراني بالمنطقة . في حين الاستاذ عبد الرحمان نوري صال وجال بين جغرافية المكان وتاريخية الانسان معددا الجوانب الحضارية التي تزخر بها المنطقة مشددا على كون التوسع السكاني مرتبط بتوفر المياه فبلديات سدرحال ,البيرين وعين وسارة فيض البطمة, حاسي العش تسمياتها مرتبطة بعبارات (السد والبئر والعين ) بالاضافة للجوانب الدينية والنباتية كبلدية حوش النعاس نسبة للرجل الصالح الشيخ النعاس وبلديات الزعفران والقرنيني تسميات على انواع نباتية قليلة الوجود. معتبرا ان جل البلديات بالمنطقة منشئها العائلة الواحدة دلدول سكانه من عرش اولاد طعبة .القديد عرش اولاد ام هاني .الشارف عرش العبازيز . الاستاذ عبد القادر قوبع قدم محاضرته حول ظاهرة تطور المجتمع الجلفاوي من خلال الاسماء الشخصية معتبرا تطورها نابع من تغير الذهنيات وتأثير وسائل الاتصال مذكرا الحضور بأن الاسماء العائلية عرفت بالمنطقة سنة 1881 لارادة السلطات الاستعمارية نشر التفرقة بين الجزائريين. اما الاستاذ ابراهيم بن داوود في دراسته الجلفة في نظر المستشرقين , تكلم عن عن قصة اسلام الكاتب الفرنسي روجي غارودي بمنطقة عين سرار عندما رفض الجنود الجزائريين اوامر النازيين بإطلاق النار عليه لان الاسلام يحرم قتل الاسرى معتبرا اياها اعظم ماتعلمه في حياته وان دراسته بالسربون وبالجامعات الامريكية لاتساوي شيئا مما رأه من اخلاق اسلامية في منطقة عين سرار , ثم تطرق الاستاذ بن داوود لمدير الثقافة السابق بالمكسيك الشاعر الاسباني Max Aub -1949 ،الذي اعتقل من طرف فرنسا وسجن بمنطقة عين سرار ونظم حينها قصيدة قارن من خلالها مايعيشه من ظلم ومايعانيه سكان المنطقة من قهر السلطات الاستعمارية. من جهته قدم الناقد والقاص قلولي بن سعد دراسة اكاديمية نالت اعجاب الحضور, حول بانوراما الابداع الادبي في مأزق الكتابة الابداعية ,معبرا عن عدم اعترافه بأي قصائد تكتب من شعراء المنطقة حول البحر وضفافه لأنها تخرج عن جغرافية المكان , ختام الملتقى كانت بالمحاضرة التي القاها الاستاذ عبد الحليم بوهلال حول نقد العقل الاجتماعي دراسة تحليلية للقيم في ظل التغير الاجتماعي الاستاذ اسهم في التحليل النفسي وعلاقة الأنا بنحن , متسائلا هل الظواهر المادية التى يعرفها مجتمعنا أثرت على شخصيتنا وقيمنا ؟ التحليل النفسي حسب المحاضر يؤكد أن هناك صراع بين الاصالة والتغير الاجتماعي ليخلص ان الامة يوجد بها سر هو الروح فالتركيبة الموجودة (البيئة الثقافية والاجتماعية)تعيدنا الى الاصل , وقبل اسدال الستار على الملتقى الوطني الثاني قدمت اللجنة المنظمة توصياتها بتنظيم الملتقى الثالث السنة المقبلة مع إنشاء مجلة وموقع الكتروني و طبع محاضرات الاساتذه وتسجيل اعمال الملتقى في قرص مضغوط. يذكر أن الملتقى شهد استحسانا من طرف الحضور واتسم بتنظيم محكم من طرف عمال المركز الثقافي الاسلامي .