في تعليق للسيد "عبد القادر" على موضوع "في ذكرى وفاة العلّامة الشيخ سي عطية مسعودي" بموقع "الجلفة إنفو"، تمنى على مشرفي الموقع أن يقوموا بزيارة إلى الشيخ "سي عبد الحميد بوعبدلي" تلميذ الشيخ سي عطية و الإمام السابق للمسجد العتيق ب"حاسي العش"، و قد ختم التعليق بكلمة "ولن يندمو ابدا" ...و بالفعل فقد قام طاقم إدارة "الجلفة إنفو" بداية هذا الأسبوع بزيارة الشيخ المتقاعد في بيته، حيث فرح الشيخ بهذه الزيارة أيّما فرح، و ممّا قال عنها: ما أجمل أن نتبادل الزيارات لوجه الله... و أن الخير ما زال في هذه الأمّة... و قبل انتهاء الزيارة طلبنا من أحد أولاده أن يزودنا بنبذة عن سيرة الشيخ، و ها نحن نعرضها على صفحة الموقع، لنعرّف بأحد أعلام ولاية الجلفة ، نسأل الله له الشفاء العاجل و أن يطيل في عمره ليُنتفع بعلمه. و لن ننسى أن نشكر الأخ "عبد القادر" على لفت انتباهنا لزيارة الشيخ و كما قال فإننا لم نندم، فقد استفدنا منه كثيراً رغم قِصر الزيارة... نبذة عن حياة الإمام العلامة بوعبدلي سي عبد الحميد بن إبراهيم عن "جمعية التنمية المحلية لبلدية حاسي العش" ولد الشيخ سي عبد الحميد بن براهيم في 28 ديسمبر 1930 ببادية "المويلح" التي تبعد عن مدينة دار الشيوخ بحوالي 6 كلم، و تربى و ترعرع بمنطقة "المبدوعة" ضواحي دار الشيوخ. حفظ الشيخ عبد الحميد القرآن الكريم على يد أبيه سي إبراهيم في سن صغيرة، حيث كان يبلغ 8 سنوات، و سافر مع أبيه في أول خروج له إلى ولاية بسكرة سنة 1945 حيث التحق بالزاوية المختارية بأولاد جلال و درس في الزاوية إلى جانب علماء الجزائر من بينهم: الشيخ سي محمد دكاني، الشيخ أبو بكر جابر الجزائري خطيب الحرم المدني، الشيخ سي محمد صاقي و المجاهد الشهيد أسد الصحراء زيان عاشور... و قد درس بالزاوية المختارية علوم التفسير، الفقه، علوم الحديث و اللغة، و تتلمذ على يد مشائخ من أهمهم: الشيخ سي عبد الحميد مختاري، الشيخ سي محمد بن الزبير، الشيخ سي بولنوار بن حبوب. و في سنة 1952 انتقل الشيخ إلى المعهد الباديسي بقسنطينة فكان مثالا للنجابة و الذكاء ، و بعد أقل من سنة لم تسمح له ظروفه الصحية بإكمال مشواره الدراسي فغادر المعهد بنية العودة بعد العلاج، و ما إن تعافى حتى استحوذ الاستعمار على المعهد الباديسي ليتخذه ثكنة لجنوده فاضطر الشيخ سي عبد الحميد إذ ذاك إلى الالتحاق بالمساجد ليستفيد من الدروس الحرة و كان من أهم مشائخه في المعهد الباديسي: الشيخ أحمد حماني، الشيخ النعيم النعيمي، الشيخ البشير الإبراهيمي... و رجع الشيخ بوعبدلي إلى ولاية الجلفة سنة 1954 حيث درس في مسجد "بن معطار" إلى غاية 1956، ليغادر الجلفة مجددا ليتجه إلى مدينة بوسعادة حيث عمل هناك إمام متطوعاً بمسجد "النخلة" لمدة 4 سنوات ليرجع بعدها إلى بلدة حاسي العش سنة 1961، و عمل بها مدرساً للقرآن الكريم إلى غاية تعيينه إماما مرسماً سنة 1971... فكان الإمام و الخطيب و المدرس و المرجع الديني في كل ما يتعلق بأمور الشرع أين استفاد منه الكثير من الأئمة و الباحثين. كما كان له الفضل في الفصل في كثير من النزاعات داخل البلدة و خارجها...