ساعة ونصف حريق كانت كافية لتمحو آثار وجود عائلة كاملة بما فيها وثائقها الثبوتية الشخصية بداية من الدفتر العائلي ، بطاقة التعريف الوطنية ، بطاقة الناخب ، دفتر الصكوك البريدية ، شهادات عمل لفترات سابقة ، وكأن هذه العائلة ليس لها أرض أو وطن أو عنوان.... ساعة ونصف من نشوب الحريق المفتعل دمر كل شيء ولم يسلم أي شيء بهذا البيت الفوضوي المتواضع جدا . الطفل أحمد وأخيه السعيد لن يلتحقا بمقاعد الدراسة بعد انتهاء العطلة الشتوية بسبب اجرام من قاموا بالسرقة والحرق حيث حرقوا لهم جميع أثاث المنزل بما فيهم أدواتهم وكتبهم ومحافظهم المدرسية وبذلك حرقوا معهم ابتسامة وفرحة ونشوة الرجوع إلى مقاعد الدراسة بابتدائية "صويلح شويحة " بحي الزريعة وبذلك تكون هاته المدرسة قد أحالت تلميذيها إلى التقاعد المبكر كما هذا الحريق حطم عائلة بأكملها وأصبحت بدون مأوى وبدون أي تجهيز وما بقي لها سوى علم الجزائر تحتمي به هي اذا مأساة تعرضت لها عائلة " مريني بجقينة " مساء الجمعة على الساعة 10 ونصف بحي الزريعة المجاور لابتدائية صويلح شويحة بالجلفة حيث قام مجموعة من اللصوص بسرقة وحرق المنزل وذلك بتحطيم الباب الخارجي للمنزل وباب الغرفة الداخلي وانجر عنه سقوط سقف الغرفة من شدة النيران التي لم تنطفأ إلا بعد تدخل الحماية المدنية والشرطة ، حيث استغلوا هؤلاء اللصوص فترة غياب العائلة عن المنزل حيث كانوا في زيارة إلى أقاربهم في البادية -حسب تصريح العائلة-، وقد تم سرقة جهاز تلفاز وجهاز "ديمو" وثلاثة قارورات غاز البوتان وتم سرقة 4 ملايين سنتيم وحلقات ذهب وسلسلة وخاتم من ذهب كانت الزوجة والأم المسكينة تخبئهم للزمن، ولكن هؤلاء اللصوص لم يرحموا هاته الأسرة الضعيفة التي توحي وللوهلة الأولى أن الفقر حطمهم وهؤلاء اللصوص حرقوهم وحرقوا ابتسامة الأطفال الأربعة وشردوهم ليبقى في الاخير الشارع وعلم الجزائر مأوى لهم . يذكر أن هاته الأسرة التي عانت الفقر والحرمان بأن هذا السكن الذي احترق هو ملك لأحد الخواص ونظرا لوضعيتهم المزرية منحه لهم مؤقتا إلى غاية أنه ربما تمنحهم السلطات سكن اجتماعي حسب اعتقاده حيث أن هذا المواطن له ملف طالب سكن تحت رقم 22144 بتاريخ 2004.01.05 ولكن لحد الساعة لم يستفد من سكن وبات الشارع مسكنهم ،
فمن يضرب بقوة القانون ويعيد ابتسامة هذه العائلة من جديد التي احتمت بعلم الجزائر بلد العزة والكرامة ويمنحهم سكن ويعيد الأطفال إلى مدارسهم.