أقدم مساء أول أمس العشرات من سكان حي الزريعة الفوضوي بمدينة الجلفة في الساعة الخامسة ونصف مساءا على إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة عبر باب الشارف والمؤدية إلى الاتجاهات الأربعة لوسط المدينة، وقد أكد سكان الحي أن حركتهم الإحتجاجية هذه جاءت نتيجة المطالبة بإسكانهم في سكنات لائقة والترحيل الاستعجالي من سكناتهم بعدما أصبحت هذه السكنات كارثية على -حد تعبيرهم- حيث يعيش هؤلاء السكان في مباني فوضوية منذ سنة 2006، ورفعوا فيها لافتات "الشعب يريد الرحيل"، وقال المحتجون سئمنا من الانتظار والوعود التي لا نزال نسمعها يوميا، ونطالب بالتسريع في الترحيل والسكن في سكنات لائقة، مضيفين أن سكناتهم أصبحت غير لائقة للإستعمال السكني نتيجة قدمها من جهة، وأن العيش أضحى فيها -حسب المحتجين- شبه مستحيل من جهة أخرى، وأضاف محدثونا أن " العديد من العائلات أصبحت منازلها لا تستطيع إيواء كل الأفراد الذين يتزايد عددهم، وننتظر من السلطات ترحيلنا وأن يسرع المقاول الذي تكلّف بالمشروع لأنه لم ينته بعد منه لنسكن في سكناتنا التي نتنتظرها بفارغ الصبر"، المحتجون استهجنوا تصرف السلطات المحلية التي سبق وأن وعدتهم بالترحيل ضمن قائمة السكنات الجديدة، إلا أنها بقيت مجرد وعود، ليقرروا مساء أول أمس تصعيد الاحتجاج إلى غاية ترحيلهم، مما دفع بالمتظاهرين في خطوة من الغضب والسخط على الجهات المسؤولة محليا إلى التجمهر وسط طريق المدينة الأمر الذي تسبب في شل حركة المرور بصفة شبه تامة لساعات ما استدعى تدخل عناصر الأمن وتدخل قوات مكافحة الشغب في محاولة منها إطفاء فتيل غضب المحتجين ومنه تفريقهم، يأتي هذا في الوقت الذي سقط أحد المواطنين أرضا بعد تعرضه للقنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها الشرطة لتفريق المحتجين، مما أجج حالة الغضب في صفوف المحتجين الذين صعدوا من لهجتهم للمطالبة بحضور المسؤول الأول على رأس الولاية لإنهاء معاناتهم وسط بنايات فوضوية، كما خلفت المواجهات إصابة شرطي، وامتدت الاحتجاجات العارمة إلى ساعات متأخرة من عشية أول أمس، في حين طمأن البعض من أعوان الشرطة وضباطها الوفود الساخطة والغاضبة بإعادة المحتجين إلى حي الزريعة من حيث أتوا بعد مفاوضات ومحاولة لتهدئتهم الذين كانوا في أي لحظة على وشك الانفجار، خصوصا في كثرة المراهقين الذين ملأوا الطرقات، وفي هذا السياق ناشد سكان حي الزريعة الفوضوي السلطات المعنية التدخل لترحيلهم بعد المفاوضات التي جمعتهم بأعوان الشرطة وضباطها، قبل أن يعيد بعدها سكان الحي فتح الطريق.