احتضن المركز الثقافي الإسلامي مساء الخميس مجموعة من محبي الشيخ علي نعاس ومن المتابعين الشغوفين بالمشاركة والحضور لتحريك المشهد الثقافي بما يخدم الساحة الثقافية، حضور جميل ينم عن حب وإخلاص في متابعة النشاط الثقافي ومحبة الاكتشاف والاستطلاع وكل ما يتصل بالعلم والتعلم خاصة وأن المركز الثقافي الإسلامي بالجلفة وخلال هذا الأسبوع احتفل بيوم العلم فقدم محاضرات ونشاطات متعددة كان ختامها تكريم الباحث علي نعاس. وقد جاءت هذه الالتفاتة الطيبة منه وذلك لما أنجزه الرجل خدمة للمكتبة الجزائرية والعربية، فهو الذي أصدر ثلاث كتب لحد الآن تتحدث كلها عن الموروث العلمي والديني في المنطقة (تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد، باقة من القصائد الثمينة لأحمد بن معطار، إيقاظ الناس بمناقب الشيخ عبد الرحمن النعاس) ولأن كل الأيام علم ومحبة وتواصل فقد ظل المركز الثقافي الإسلامي دؤوبا على التركيز في نشاطاته الثقافية العلمية على تكريم شخصيات تشتغل بجهد وصدق وإخلاص في المجالات الثقافية والدينية فقد كرّم سابقا وجوها لها أثر العلمي والفعلي في الساحة الثقافية والدينية على غرار الشيخ الإمام عامر بن المبروك محفوظي –رحمه الله- والشيخ الإمام الميلود الأمين قويسم، والشيخ الباحث اللغوي بن ناجي غويني، والأستاذ الدكتور علي شكري، والأستاذ المفتش العام أحمد بن محمد بونوة. ومواصلة لاعتراف المؤسسة العلمية الثقافية بأثر مثل هؤلاء في صناعة الثقافة وتدوينها، وإحساسا بالمسؤولية الثقافية والعلمية والتاريخية أراد المركز الثقافي الإسلامي وعلى رأسه السيد المختار براهيمي بالجلفة أن يثمن هذا الدور الريادي في استقصاء رجالات العلم والمعرفة ويكرم الشيخ الباحث علي نعاس عرفانا بمجهوداته وتشجيعا له على المثابرة والبحث واهتماما من المركز بأساتذة وأعلام المنطقة ومبدعيها وباحثيها الذين يشتغلون وينشغلون بالعلم والمعرفة. هذا وقد قدّم بعض أصدقاء الشيخ والمقربين منه ومحبيه ورفقائه كلمات في حقه، وكانت الكلمة الأولى من طرف الشيخ بن ناجي غويني والذي تحدث عن فائدة العلم والتعلم والأخلاق والفضائل الحميدة، ليأتي دور الأستاذ الفاضل المفتش العام أحمد بن محمد بونوة في كلمة دقيقة تصب أساسا في أهمية عمليات التدوين والتأليف في تاريخ هذه المنطقة وخصوصياتها المهمة والفاعلة في التاريخ الجزائري ككل. كما تقدم الشيخ الإمام الطيب براهيمي معتمد الأئمة بكلمة تصف هذا الدور المهم في الكتابة عن أعلام المنطقة حتى لا يرحل تاريخهم برحيل الرجال، وفي السياق نفسه تقدم الشيخ المربي الأستاذ الكاتب بن هادي بغداد وهو زميل الشيخ أيام الدراسة بكلمة تقترب أكثر من فضاء الشعر. كما ختمت الكلمات بما جاد به الأستاذ أحمد العسالي في حق الرجل من محبة وإخلاص وصدق. وفي آخر هذا اللقاء قدم مدير المركز الثقافي الإسلامي السيد المختار براهيمي رفقة الشيخ بن ناجي غويني والشيخ الطيب براهيمي والأستاذ أحمد بونوة هدية متواضعة لا تصل قدر الرجل وإنما هي كما قال مدير المركز مجرد فرصة طيبة للقاء الأحبة. أما الجمهور الحاضر دائما في المناسبات فقد كان سعيدا بتواجده في هذا التكريم على غرار بعض الذين التقينا بهم كالأستاذ الطحشي، والأستاذ سالم، وبعض إطارات الولاية، وبعض المحبين الطيبين المخلصين لهذه النشاطات الهادفة.