[image] تمر على ظهور نتائج الانتخابات التشريعية أكثر من شهر والتي حصدت فيها الأفلان 208 مقعدا على المستوى الوطني، وبالرغم من اعلان المجلس الدستوري عن نتائج الطعون في الانتخابات فان عدد المقاعد التي نالها الحزب العتيد تظل محل استغراب حول هاته النتائج و الطعون لدى المجتمع الجزائري خاصة فئة الشباب ، و أما عن ولاية الجلفة التي تقاسم فيها الافلان و الارندي المقاعد الاربعة عشر فان لعبة الطعون ادت دورها ايضا بالولاية حيث اٌنتزع مقعدا لكلا الحزبين لصالح تكتل الجزائر الخضراء... " الجلفة إنفو" زارت عددا من احياء ولاية الجلفة المختلفة لرصد بعض آراء شباب الولاية حول الانتخابات ....حول نتائجها ....النواب و البرلمان . خطاب الرئيس حدد النتائج... و النواب استغلونا نزلنا الميدان و اتجهنا الى "حي قناني" و هو من الاحياء القديمة بالولاية حيث يعرف قاطنتها بان اغلبيتهم من " وليدات البلاد " أو من أهل الجاه لنقابل في الطريق "هناء" جامعية و موظفة متوجهة الى عملها القريب من مسكن عائلتها ، شابة بدت لنا انيقة المظهر مهتمة بعالم السياسة بعد حديثنا معها حول رأيها في نتائج الانتخابات حين قالت " انها كانت متوقعة خاصة ان خطاب الرئيس كان المؤثر الأول لها كما ان الشعب الجزائري بشكل عام مزال مرتبط بالأفلان لخلفية تاريخية خاصة الشيوخ كونه الحزب الذي قاد عملية التحرير من الاستعمار الفرنسي " و تضيف هناء أن التزوير قد يكون موجودا في اجندة هذه الانتخابات لكن ليس بتلك الطريقة التي كانت تحدث في سنوات فارطة .... و عن الأحزاب المحلية التي فازت بالمقاعد تقول انهم ليسوا كلهم بالضرورة سيعملوا لصالح الولاية فمنهم من يملك حقا الضمير للتغيير و منهم من يريد الحصانة و التقرب من السلطة " صورة من حي "قناني" و إلى "حي بربيح" كان التوجه أيضا حيث زرنا بعضا من شوارع هذا الحي العتيد الذي تعالت بناياته في الآونة الاخيرة بشكل ملفت للانتباه حيث يظهر للزائر ان اغنى عائلات الجلفة تعيش هنا و اثناء التجوال استقطعنا حديث ثلاث شباب جالسين على حائط مكتب البريد التابع لهذا الحي و قد كان ثلاتهم في ابهى حلة الا ان المفاجئ ان ثلاتهم ايضا عاطلون عن العمل و فور فتح موضوع التشريعيات الاخيرة بدأ "عبد القادر 28 سنة" بالحديث ليؤكد " ان نتائج الانتخابات مزورة ....و بالرغم من انني عملت يوم الانتخاب و اديت الواجب الانتخابي الا اني لا اثق في هؤلاء النواب لدرجة اني وضعت ورقة بيضاء داخل الصندوق لان النتائج كانت ستكون لصالح حزب جبهة التحرير بطريقة او باخرى " صورة من حي "بربيح" اما "علي 28 سنة" يقول " اني لم انتخب اصلا لاني لا اثق لا في الانتخابات و لا حتى في الذين فازوا"... و عن "محمد 30 سنة" ذكر انني شاب فقير و كل همي الزواج و لكن عاطل عن العمل فكيف اذهب الى الانتخابات و الاكثر انا لا افهم فيها و لم احضر لاي حملة انتخابية لأن النواب لن يعملوا شيئا في البرلمان " وكان لحي "باب الشارف" مقصد ايضا فهو من الأحياء العريقة التي يقطنها الكثير من الاغنياء و شبابها من الذين يمارسون العمل التجاري بكثرة على حسب احد المارة الشيوخ الذي سألناه عن وضعية الشباب هنا الى ان التقينا ب "زيدان 23 سنة" من سكان الحي ..يرتدي آخر صرخات الموضة التي يلبسها شباب هاته الايام و كان قد انتبه الى حديثنا مع الشيخ فاسهب متحمسا في الحديث عن الانتخابات حيث قال " ان النتائج كانت واضحة دون اي شك فالأفلان استعمرت الجزائر بعد فرنسا و الذين اكدوا وجوده هم اهل السلطة نفسها و كبار السن فوالدي مثلا افلاني و عمل في الحملة الانتخابية في هذا الحزب اما انا فقد عملت في حملتين مع اني لا احتاج للعمل لكن استغليت الفرصة لكسب بعض المال و في النهاية لم انتخب اصلا لأني بصراحة لا اصدق أكاذيب هؤلاء النواب لانهم يريدون استغلالنا فانتهزت الفرصة و كذبت ايضاعلى اصحاب الحملات ... أما البرلمان فلن يتغير فيه شيئ و سيعودون بعد 5 سنوات بنفس الأحاديث" صورة من حي "باب الشارف" شباب الاحياء الشعبية لا يثقون رغم فسحة الأمل في اليوم الموالي أخذنا طريقا الى موقف الحافلات لننطلق الى "حي برنادة" و هو من الاحياء التي يقطنها الفقراء و البطالون بكثرة ....و نحن في طريقنا تحدث احد الشباب داخل الحافلة التي تنقلنا عن صور المترشحين التي لازالت عالقة بالجدران و مكدسة واحدة تلوى الاخرى ليقول هذا الشاب الذي يتحدث رفقة صديقه كلهم " بياعين السوق " حتى سألناه حول رأيه في الانتخابات و تبعاتها فذكر "حمد" صاحب ال 26 سنة " اراهن اننا لن نرى احدا من المترشحين بعد ان فازوا ... اصلا لم نرهم في حملاتهم الانتخابية التي وجهوها الى مناطق معينة باسم العروشية و الجهوية " لنكتشف ان الشباب من قاطنة حي برنادة الذي دخلناه والهدوء يكتنف زواياه و الواضح ان موضوع الانتخابات و النواب و البرلمان ليس له مكان في هذا الحي . صورة من حي "برنادة" و في تجولنا صادفنا "أمينة 27 سنة" جامعية عملت كملاحظة في الانتخابات التشريعية ذكرت ان عملية الانتخاب على الاقل في المركز الذي عملت به كانت شفافة لكن غالبية الاصوات تقول أمينة مستغربة " كانت لصالح الأفلان " و تضيف " كيف لشعب يريد التغيير لكنه بيده صوت لنفس الحزب الذي لن انتظر منه ان يغير شيئا و رغم ذلك اكدت أمينة أنها أدت الواجب الانتخابي مع انها لا تثق بهاته الانتخابات عامة و لا حتى بنواب الجلفة بشكل خاص الذين سيخدمون مصالحهم الشخصية على حساب المواطن الفقير فحيّنا مثلا يعيش فيه الكثير من الفقراء و بدلا من تلك الحملات التي كانت عبارة عن حناء و عطر و امور لا تفيد كان لابد من اعطاء وعود ينفذها هؤلاء النواب . حي "الفصحى" كانت له زيارة ايضا و هو من الاحياء التي تقطنها عائلات فقيرة فتحدثنا مع "عبد القادر 25 سنة" جامعي بدا منهك الحال لكن حديثه عن الانتخابات جعله ينشط نوعا ما متحمسا في الحديث عن استحقاق العاشر من ماي عندما ذكر " ان خطاب الرئيس بوتفليقة جعلني أغير رأيي و اذهب للانتخاب بل و اختار حزب الافلان رغم اني لم اكن متحمسا للقائمة الافلانية هنا بالولاية معتبرا سايح انها لم تكن في المستوى على حد قوله ...ويضيف لقد خرجت من اجل بوتفليقة آملا به هو و ليس بالنواب لاني لا افهم عملهم و لا حتى عمل هذا البرلمان الجديد . صورة من حي "الفصحى" و من حي الفصحى قادتنا اقدامنا الى حي "زريعة" بعد طول عناء ، و هناك قابلنا العجوز "فريحة" التي رافقتنا في هذا الحي الى ان انتقلت بنا الى السكنات الفوضوية حيث تعيش و لا حظنا استغراب البعض من وجودنا حيث تيقنوا فورا أننا لسنا من القاطنة..... استغلينا في جولتنا خروج "فطيمة 22 سنة" خلسة من وراء باب بيتهم و فور سؤالنا عن موضوع الانتخابات ترددت كثيرا في البداية لكن ذكرت في الاخير انا لم انتخب بل انتخب اخوتي عني كما سمعت احاديث البعض من المترشحين الذين زارونا هنا بانهم سيحسنون اوضاعنا فور فوزهم لكن لم نرى اي شي لحد الساعة لانهم كلهم " فاسدون " ، أما "فاطنة 25 سنة" أم لثلاثة اولاد استقبلتنا في بيتها الذي كان مهترئا و ذكرت انها لم تنتخب لكن زوجها ادى واجبه بعد تلك الحملات التي زارتنا بالحي و اعطوا لنا وعودا كثيرة و تذكر فاطنة اننا وضعنا أملا كبيرا في نواب الجلفة كي يخدمونا في نفس الوقت اخشى ان ينسوا وعودهم لتؤكد ان فوز الافلان بغالبية الاصوات لا يهمها المهم ان تعيش في مستوى افضل كون ان زوجها عامل في اطار شبكة . صورة من حي "الزريعة" الفوضوي نحتاج الى طفرة على مستوى التنشئة السياسية لإعادة الأمل في الشباب وعن آراء الشباب حول نتائج الانتخابات و تبعاتها زرنا الاستاذ "نوري النعاس" رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الجلفة للحديث عن ذلك فذكر " ان الانتخابات التي عشناها في الآونة الأخيرة يمكننا ان نعتبرها كمتخصصين في العلوم السياسية متميزة فهي فتحت باب الديمقراطية على مصراعيه من خلال عدد المترشحين و القوائم التي تواجدت على مستوى الولاية حيث اعتبر المتحدث " ان قائمة الورقة البيضاء كانت من بين القوائم المتاحة للناخب ان يصوت عليها دون ان يفرض عليه احد" و عن تشكيك الشباب فيما اذا كانت الانتخابات مزورة يقول " ان الثابت في نتائج الانتخابات انها لم تكن مزورة لأننا زرنا اغلب المراكز الانتخابية و رأينا حجم الاقبال و طريقة الفرز و كانت الأمور تمشي بطريقة عادية و ليس هناك اثباتات للتزوير بل كان لدينا تصور مسبق حول النتائج المتوقعة و التي تيقنت ان الافلان سيحصد فيها اكبر نسبة مقاعد ، و على مستوى الولاية ايضا كانت النتائج متوقعة " و يرجع المتحدث السبب في ذلك " ان الشباب يفتقد للثقافة السياسية سواء كان هؤلاء الشباب في الاحياء الراقية او الاحياء الشعبية فلا فرق بينهم ، كما أن عامل المقاطعة كان جزءا من هاته النتائج لان الكهول و الشيوخ اعطو كلمتهم للحزب العتيد الا اني اتفق مع الشباب في ان القوائم المحلية و المترشحين المحليين لم يكونوا في مستوى طموحات هؤلاء الشباب كون ان غالبية البرامج كانت مفرغة من محتواها ، و على الرغم من ذلك لو هيئت كل الظروف الانتخابية فان الشباب لن يذهب لصناديق الاقتراع "... الاستاذ "نوري النعاس" رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الجلفة و عن فقدان الشباب الثقة في نواب البرلمان المحليين يذكر الاستاذ نوري النعاس " أن الشباب اصلا ليس لديهم فكرة عن عمل البرلماني لانهم لا يعرفون انه يصنع القوانين كونهم يفكرون بان النائب بمجرد اعتلائه كرسي البرلمان سيعود اليهم غدا بالسكنات و العمل و .... و بالتالي لا يفرقون بين السلطة التنفيذية و التشريعية " ليؤكد المتحدث " نحتاج الى طفرة على مستوى التنشئة السياسية لاعادة الامل في الشباب و هذه البلاد " و يختتم " علينا ان نبتعد عن النظرة السوداء لاننا امتزنا بروح السلبية " .