ما الفرق، في نهاية الأمر، بين الانقطاعات الكهربائية التي تحدث في مصر بسبب شح الغاز الطبيعي الذي يصدّر إلى إسرائيل وتلك التي تحدث في الجزائر لأسباب يقال عنها دائما إنها تقنية وخارجة عن نطاق مسؤولية سونلغاز؟ لا فرق إطلاقا، بل إن هذه الحالات تعبر عن التكامل والمصير المشترك للنظامين الشقيقين والشعبين الشقيقين في البلدين الشقيقين ! * في مصر يذهب الغاز المصري إلى إسرائيل لتحقيق الرفاه لليهود في إطار سياسة التهويد الشامل وتكريس الشعب المصري وبقية الشعوب العربية كقطعان من العبيد والأقنان لهؤلاء اليهود في مقابل شراء ذمة المسؤولين المصريين والعرب من الموساد وأجهزة الدولة العبرية، فيما تبقى الشعوب في غياهب الظلام والحر والقاتل والخسائر المادية المهولة ببسب الحرمان من الكهرباء التي تذهب لإنارة المنازل والشوارع وتدوير آلات الإنتاج في إسرائيل، ومع ذلك فالشعب المصري مجبر على دفع ثمن الكهرباء التي لا يستهلكها وإنما يستهلكها الشعب اليهودي المختار.. وفي الجزائر التي لا تقل انقطاعات التيار الكهربائي فيها حدة كما يحدث في مصر، يعطي المسؤولون تبريرات لذلك أغرب من الخيال، فيقول المسؤول الأول عن سونلغاز إن السبب في هذه الانقطاعات المتواترة التي تحدث كل يوم وكل ليلة في التيار الكهربائي في مختلف أنحاء البلاد دون تمييز، يعود إلى كون الشبكة الكهربائية الجزائرية معدة أساسا لضمان الضوء وسير الثلاجة والتلفزة، وليس الحاسوب والمكيف والغسالة... وكأن الذنب هو ذنب مخترع الكمبيوتر والمكيف والغسالة الكهربائية الآلية، وكأن الذنب هو ذنب العلم والتقدم، وكأنه ذنب المستهلك الجزائري الذي يدفع ثمن ما يستهلكه أكثر من غيره ودون تردد أو تأخر، وهل أن قدم التجهيزات والشبكة والكوابل التي قدمها مدير سونلغاز كأسباب إضافية للانقطاعات التي كثيرا ما تتسبب في إتلاف الأجهزة الكهرومنزلية وانقطاع المياه عن المواطنين، هي من مسؤولية المستهلك أم من مسؤولية سونلغاز التي لا غاية لها سوى الجباية والتحصيل مقابل هذه الخدمات الرديئة والإهمال في الصيانة والتجديد على الرغم من التوفر المهول للغاز المستعمل في تشغيل المولدات الكهربائية والأموال الطائلة العائدة من جيوب المواطنين؟. فما الفرق أخيرا بين أن يكون الإنسان في مصر عبدا مباشرا لإسرائيل، وبين أن يكون هذا الإنسان حرا في الجزائر، ولكنه متهم باستعمال الكمبيوتر والمكيف والغسالة الأوتوماتيكية! إنه المصير المشترك للشعوب العربية مقابل المصير المشترك لحكامها.