بإعلان المؤسسة الوطنية للسكك الحديدية عن مناقصة لمنح الدراسات التقنية التي تخص بعض الولايات منها : بسكرة ، وسكيكدة ، والجلفة ، وبشار ، وتبسة ، وتلمسان ، والبليدة ، وبجاية، يكون هذا المشروع قد تأكد انجازه ولم يبق إلا إتمام الدراسة والانجاز . ورغم أن المشروع يعتبر إضافة في مدينة الجلفة ، وسيخفف من أزمة النقل ويقضي على احتكار بعض الطفيليين من الناقلين ، إلا أنه قبل أن يُنجز هذا المشروع ، فعلى سكان وسط المدينة وحي 5 جويلية وحي الوئام ، وحي بوتريفيس، أن يُحضروا أنفسهم لفوضى الحفر وصعود الأتربة ، وغلق الشوارع ، والازدحام الكبير ، وحتى غلق بعض المحلات المقابلة للطريق . فبالنسبة لمحاور الدوران les ronds points التي أنجزت في عهد حمو التهامي بالغش والصفقات المشبوهة ، سوف تعرف حتما، إما تعديلات أو مسح من على الطريق، وبالنسبة للرصيف المغروس بأنواع الأشجار الذي يتوسط طريق وسط المدينة، وحتى حي 5 جويلية ، سيتم محوه من على الخريطة ، والغريب والذي يؤسف له ، أن هذه المشاريع تمت إعادتها عدة مرات بدون مراقبة ولا حسيب. هذه الفوضى القادمة مع التهديم والحفر ، ستقابلها شوارع وسط المدينة المغلقة ، ومركز المزابل والنفايات المحيط بمقر البلدية من كل جانب ، ومشاريع الأرصفة ستكون في خبر كان ، لأننا ننجز بدون تخطيط ولا بعد نظر ، مشاريع تنجز بسرعة وتهور وارتجالية ، ولا تأخذ الاحتياطات المستقبلية في الحسبان. مادامت الارتجالية ، وانعدام الضمير ، والتفكير إلا في نهب المال العام ، مثلما كان حاصلا مع الوالي السابق ، فسوف لن تقوم لنا قائمة ، وسنبقى في التخلف وسياسة الترقيع ، وإيجاد الحلول الظرفية ، التي ستدفع ثمنها الأجيال القادمة ، والتي حتما ستتفنن في لعننا والضحك على بعد نظر من تقلد المسؤولية بضيق نظر. من جانب آخر، يجب ذكر دولة اليابان كمثال في هذه المشاريع ، فرغم أنها دولة تسكن فوق الزلازل ، ولاتفارقها الكوارث ، إلا أنها ترفع التحدي دائما ، وعلى ذكر اليابان ، رأيت أنه من الضروري أن أقترح على مكتب الدراسات ومديرية النقل والسلطات المحلية ، أن يفكروا في إنجاز ترمواي الجلفة على جسور حديدية معلقة ، وبالتالي ستكون العملية الأولى من نوعها في الجزائر وحتى في افريقيا والعالم العربي ، وقد يستغرب الكثير هذا الاقتراح ، إلا أنه معمول به في الدول المتطورة وأثبت فعاليته ، ومن مزايا هذه الطريقة في الانجاز ، تفادي التهديم ونزع الأشجار والأرصفة ، واعادة التزفيت . فالمبالغ التي ترصد وتخصص لأشغال الهدم وتغيير المسالك , وكل العمليات التي تتعلق بالانجاز يمكن اضافتها إلى الكلفة الاجمالية لمشروع الترمواي ، وبذلك نكون قد انجزنا مشروعا عصريا بأقل تكلفة لا تتبعه الفوضى ولا الازدحام على الطرقات ، إذا فكرنا مليّا بالفكرة ، فهي ليست بالمستحيلة ، لأننا في الأخير لن نصعد إلى القمر. فأهلا بالترمواي وبما سيخلفه من زيادة في الفوضى التي شبعنا منها ، وهنيئا للسكان بهذا الانجاز ، والتمنيات إلى بلديات الولاية بانجازات تخدم المصلحة العامة ، بعيدا عن التبذير ونهب المال العام ، عجل الله بفناء كل من تورط فيه . وفي انتظار القطار والمطار ، تقبل الله صيامكم وصيامنا بمزيد من الأجر والمغفرة.