تعاني بلدية بئر خادم من تأخر التهيئة وإقامة المنشآت التربوية والثقافية والرياضية، التي ينتظر المواطنون تسريع وتيرة إنجازها، لإنعاش مختلف النشاطات التي أثرت كثيرا على حياتهم اليومية، خاصة أن الكثافة السكانية التي ارتفعت إلى65 ألف ساكن، لم يرافقها تجسيد المشاريع المبرمجة، مما شكل عقبة في تنمية هذه البلدية الواقعة غرب العاصمة، والتي تتربع على مساحة 98 كلم متر مربع، أغلبها أراض تابعة للدولة، مما جعل ملف العقار من بين أكثر الملفات حساسية، لتعرضه للنهب من قبل الخواص من حين إلى آخر. الزائر لهذه البلدية التي تعتبر واحدة من بين بلديات دائرة بئر مراد رايس، يلاحظ الفوضى الكبيرة والاختناق في حركة المرور التي تشهدها طرقها الرئيسية، حيث يجد سكانها وزوارها، صعوبة كبيرة في الوصول إلى وسط المدينة، خاصة من جهة حي سوريكال، وذلك بسبب ضيق الطريق والتدفق الكبير لعدد المركبات التي يقصد أصحابها مختلف المحلات التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة، فضلا عن الإقبال الكبير للباحثين عن فرصة للعمل القادمين من مختلف ولايات الوطن، كما تشكل مواقف الحافلات عائقا أمام المارة بسبب ضيق الطريق بعدة جهات من البلدية، منها مدخل ومخرج الحافلات على مستوى محطة نقل المسافرين، التي تشهد فوضى عارمة بسبب التوافد الكبير للمسافرين، وقربها من الطريق السريع الذي ضاعف الازدحام بسبب عدم احترام الناقلين لأماكن التوقف واستقبال الزبائن. وما زاد الطينة بلة هو الركن العشوائي للسيارات على جنبات الطرق الرئيسية رغم ضيقها، حيث لاحظت ''المساء'' في الجولة التي قامت بها إلى بئر خادم، انتشار هذه الظاهرة التي استاء لها المواطنون كثيرا، لما تسببه من عرقلة في حركة المرور، خاصة ببعض الأحياء حيث تتواجد المؤسسات التربوية، مما يعرض حياة الراجلين منهم التلاميذ إلى مخاطر عديدة، فلا الراجل ولا صاحب السيارة وجدا المساحة الكافية للتنقل، الأمر الذي جعل سياقة المركبات في بئر خادم وغيرها من بلديات العاصمة أمرا جد صعب، نظرا لما تشكله من خطورة على الطرفين. وقد عبر سكان بعض الأحياءل''المساء''عن تذمرهم من الضغط والاختناق الذي تشهده حركة المرور في بلديتهم، وطالبوا بمعرفة مصير مشروع الطريق الذي كان مقررا إنجازه من قبل مديرية الأشغال العمومية، والمتوقف منذ خمس سنوات، والذي سيخفف الضغط على بئر خادم وعين النعجة، خاصة وأن العديد من الحافلات منها أيضا تلك المتوجهة إلى السمار وباش جراح تمر عبر بلديتهم.
السكان يطالبون السلطات بمراقبة الأشغال يعتبر حوش الحبقي ''الزونكا'' ببئر خادم، واحدا من الأحياء التي طالت معاناة سكانها بسبب غياب الممهلات وعدم صلاحية الرصيف الذي لم يخصص للتهيئة من قبل الشركة التي تكفلت بإنجاز الطريق قبل أيام قليلة، مما يشكل خطرا على حياة الراجلين خاصة تلاميذ المدارس الذين يسيرون على الطريق جنبا إلى جنب مع السيارات، فضلا عن مشكل الأتربة والأوحال التي تعيق المرور في الرصيف الذي احتلته الأشجار السميكة، التي يمتد عمرها إلى تسعين سنة خلت، وهو أدى بالسكان إلى المطالبة بمراقبة الأشغال التي تسبب عدم إتمامها إلى انسداد البالوعات، وتدهور حالة الأرصفة، كما راسلوا مديرية الغابات لبئر خادم من أجل نزع الأشجار التي أصبحت تعيق سير الراجلين، لكن لم يحظ هؤلاء حتى بالاستقبال من قبل المكلفين بالاتصال بالمديرية. وفي حديثهم قال مواطنون ل''المساء'' إن بعض التعاونيات لم تستفد من التهيئة اللازمة، سواء من ناحية الطرق أو الممهلات أو قنوات الصرف الصحي، ما اضطرهم إلى المبادرة بإتمام الأشغال بوسائلهم الخاصة، على غرار القاطنين بحوش حبقي، الذين طالبوا السلطات المحلية بمراقبة أشغال الطرقات المنجزة أثناء وبعد إتمامها، نظرا لعدم التزام بعض المؤسسات بدفتر الشروط وتسليمها المشروع قبل الانتهاء منه، مثل تهيئة الرصيف. وما أثار قلق المواطنين وانشغالهم هو عدم التهيئة اللازمة للطريق الممتد من حي الصفصافة إلى سيدي مبارك، وعدم إتمام أشغال الرصيف منذ ثلاث سنوات، كما لم تكلف شركة ''سيال'' نفسها إتمام عملية تهيئة الطريق بزونكا القديمة بالقرب من الثانوية، بعد قيامها بأشغال التطهير التي قامت بها، مما يعرقل حركة سير السيارات والمركبات، حيث يعترضهم مشكل الحفر التي ألحقت أضرارا كثيرة بمركباتهم، كما نبه السكان من خلال ''المساء'' إلى التجاوزات في العمران التي يرتكبها البعض، من خلال عدم احترام رخصة البناء، وتوسيع المسكن بتحويله من بناية ذات طابقين إلى مسكن من عدة طوابق، ما يحتم ضرورة المراقبة لفرض احترام القانون. وحسب سكان حي زونكا، فإن هذا الأخير توسع بعد إنجاز حي سوريكال، غير أنه لم يستفد من مشاريع ومرافق ضرورية مثل سوق جواري، رغم بعده بكثير عن السوق البلدي الوحيد، كما يفتقر الحي وأحياء أخرى إلى مرافق أخرى هامة مثل المرافق الصحية، ودور الحضانة وملحقة للبريد. سكان حي سيدي مبارك من جهتهم يعانون من تدهور قنوات الصرف الصحي وانسدادها كلما تهاطلت الأمطار، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وسط الحي الذي صعبت الحياة به، حيث يطالب سكانه بتوسيع القنوات وتهيئة الحي بشكل لائق. وقد تساءل العديد من سكان بئر خادم الذين التقتهم ''المساء'' عن سبب تأخر إنجاز العديد من المشاريع والمرافق الهامة التي أرهقهم غيابها، كما اعتبروا المقر الحالي للبلدية غير لائق، لضيقه وقدمه من جهة أخرى، وأثار بعضهم مشكل غياب المرافق الثقافية التي أدت إلى جمود هذا الجانب، كما أدى النقص الكبير في الهياكل الرياضية إلى لجوء الشباب إلى المقاهي والشارع الذي أصبح متنفسهم الوحيد، مما يعرضهم إلى الكثير من الآفات الاجتماعية، ويتساءل سكان بئر خادم أيضا عن مصير قاعة السينما القديمة التي كانت تحتضن عدة نشاطات وحفلات، قبل أن توصد أبوابها، الأمر الذي أدى إلى ركود في النشاطات الثقافية والرياضية، في هذه البلدية التي لا تبدو أنها في قلب العاصمة، ويلاحظ زائرها أيضا قدم بعض البنايات التي تعود لحقبات فارطة خاصة في وسط المدينة، التي تتميز بحركة كثيفة للشباب، خاصة بالقرب من حديقة خمسة جويلية المقابلة لمقر البلدية، حيث ينتظر عدد من هؤلاء الإفراج عن قائمة متكونة من خمسين مستفيدا من مشروع مئة محل التي أنجزت ناحية لفيرجي، وذلك عكس المسنين والمتقاعدين الذين وجدوا في''الدومينو'' لعبة مسلية، تجمعهم بالرفاق في الحديقة العمومية التي وجدناها خلال زيارتنا تعج بالمواطنين، منهم أصحاب سيارات الأجرة التي ركنت في مكان قريب. وإذا كان البعض قد استسلم لمشكل البطالة لانعدام الوحدات الصناعية باستثناء مصنع الحليب، فإن آخرين وجدوا ضالتهم بالسوق الوحيد الذي يقصده عدد كبير من المواطنين من مختلف جهات بئر خادم ومن خارجها، لوقوعه بالقرب من محطة الحافلات التي ستعوضه بعد نقله إلى مكان آخر غير بعيد عن الموقع الحالي، الذي تميزه الفوضى لضيقه، ما جعل التجار ينتظرون مشروع السوق الجديد، الذي وعدت السلطات المحلية بإنجازه مثلما أكده رئيس البلدية ل''المساء''.
السكن من أبرز المشاكل الواقع أن مشكل السكن، هو من بين أبرز وأهم المشاكل التي يعاني منها السكان، فأكثر من ثلاثة آلاف طلب سكن اجتماعي تم إيداعها لدى المصالح المعنية التي لم توزع لحد الآن أية كوطة، باستثناء مئة سكن اجتماعي، التي سيعلن عن قائمة المستفيدين منها بعد انتهاء اللجنة المعنية من التحقيق الميداني لمعرفة المتضررين الفعليين من أزمة السكن، بينما تم إيداع سبع مئة ملف آخر في السكن التساهمي، كما تعاني بئر خادم من البيوت القصديرية التي انتشرت لتصل إلى ألف ومائة بيت، موزعة على ثلاث مواقع كبيرة، هي سيدي مبارك، طريق سحاولة ''سان جورج'' وتقصراين، والتي يعيش قاطنوها في ظروف جد صعبة وشكلت عقبة في طريق تنمية البلدية التي تعاني من مشكل العقار الذي تحول كله إلى بنايات شيد أغلبها في السنوات الأخيرة، قبل أن تتدخل السلطات المحلية أحيانا لوضع حد للنزيف في العقار مثلما حدث في الموقع الذي يتم فيه إنجاز مرافق رياضية مختلفة بحي سيدي مبارك، وهو المشروع الذي قال رئيس البلدية إنه سيكون الرئة بالنسبة لبئر خادم، ويضم قاعة متعددة الرياضات يمكن أن تدشن في جوان القادم، ومسار للركض، وملعب جواري وملعب للكرة الحديدية بحي زونكا، كما يتم إعداد دراسة لإنجاز مرافق رياضية أخرى في المساحة المتبقية، بالإضافة إلى مساحة خضراء للعائلات والأطفال لسد العجز المسجل حاليا، في انتظار الانتهاء عام 2012 من أشغال الملعب البلدي المتوقفة منذ 15سنة، حسب ما صرح به المسؤول الأول على البلدية ل''المساء''.
نقص في المرافق التربوية من جهتهم ينتظر سكان بئر خادم تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التربوية المبرمجة، للتخفيف من حدة الاكتظاظ الذي تعاني منه أغلبية المدارس البالغ عددها ثماني عشرة مدرسة، وتقليص العجز في الهياكل التربوية، الذي انعكس على مستوى التلاميذ وتحصيلهم العلمي، حيث يفتقر حي جنان السفاري إلى متوسطة وابتدائية، كما يحتاج حي تيقصراين إلى متوسطة وثانوية، كما تحتاج أحياء جنان السفاري، والشاربوني، والسعادة وحي افتوش في وسط بئر خادم، وزونكا إلى مدارس، لتسهيل تنقل التلاميذ وتقريب المؤسسات التربوية منهم.
البلدية تعد بوجه جديد لمدينة بئر خادم وفي رده على انشغالات المواطنين، وعد رئيس بلدية بئر خادم السيد سعدون عبد الرزاق، بتغيير وجه مدينة بئر خادم من الآن إلى الصائفة القادمة، حيث ستغرس- حسبه - أشجار بالأحياء الرئيسية، خاصة وسط بئر خادم الذي سيحظى باهتمام كبير، إلى جانب مقر البلدية الحالي، كما يجري إنجاز عدة مرافق ذات طابع اجتماعي، رياضي وثقافي، منها سوق جديد، ومكتبة بحي السعادة نسبة إنجازها الآن 60 بالمئة، قاعتان للقراءة واحدة بحي زونكا وأخرى بتقصراين، كما يجري إنجاز مرافق رياضية، وبرمجت البلدية أيضا مشاريع لإنجاز مؤسسات تربوية أخرى بعدة أحياء، ومشاريع أخرى جارية على قدم وساق، على غرار تهيئة الملعب البلدي بوسط المدينة وإتمام تعبيد العديد من الطرقات بأحياء البلدية وتوفير الإنارة العمومية، كما أن الأشغال ستنطلق قريبا لتهيئة مساحة وأرضية مناسبة للعب الكرة الحديدية، مضيفا في سياق متصل، أن بلدية بئر خادم لم تكن لديها مكتبة بلدية غير أنه خلال سنة 2011 حيث ستتعزز بأربع مكتبات، أي مكتبتين بلديتين وقاعتين للمطالعة، بالإضافة إلى إنجاز ثانوية من الممكن جدا أن تفتح أبوابها خلال الدخول المدرسي القادم، إذ وصلت نسبة الأشغال بها حوالي 80 بالمائة.