في الوقت الذي يشهد فيه قطاع التربية بالجلفة حالة انسداد وشلل شبه تام منذ ما يفوق الأسبوع على خلفية قرار وزير التربية تعيين الأمين العام لمديرية التربية لولاية البليدة على رأس القطاع، تعرف بعض المؤسسات التربوية بعاصمة الولاية حالة من اللااستقرار نتيجة العديد من المشاكل وخاصة في الطور الابتدائي... ومن بين هذه المؤسسات ابتدائية "بن حليمة محمد" بقلب مدينة الجلفة التي تعاني من نقص فادح في التدفئة منذ انطلاق الموسم الدراسي... فالابتدائية المذكورة تجري فيها العديد من الترميمات والإصلاحات، فقد أصبحت عبارة عن ورشة مفتوحة على مصراعيها، حيث كان من المفروض أن تجرى أشغال البناء والترميمات أثناء العطل الصيفية، مما جعل التلاميذ والمعلمين يعيشون جوا مكهربا وفوضويا وسط ضجيج أدوات وآلات البناء، و أصبحت بذلك تشكل خطرا كبيرا لتواجد آلات البناء الحديدية وغيرها وأكوام الأحجار والأتربة في الساحة التي كانت من المفروض أن تكون مخصصة للعب أثناء الإستراحة ... أما المشكل الآخر الذي يعاني منه تلاميذ المدرسة يكمن داخل حجرات الدراسة وتحديدا الأقسام الموجودة في الطابق العلوي، حيث تنعدم به التدفئة المركزية بانعدام المدافئ التي شكلت خطرا على صحة الأطفال الذين لم يتحملوا قساوة البرد فأصبحت حالاتهم تسوء أكثر فأكثر... ولقد حز في نفس إحدى معلمات المؤسسة ما يعاني منه التلاميذ الصغار ولم تستطع تحمل مأساتهم وكذا شكواهم اليومية ومعاناتهم من البرد فبدل أن يركزوا معها في الدرس تجدهم يتعذبون من جراء ألم وشدة البرد فقامت وبلغت إدارة المؤسسة بذلك عدة مرات وحسب معلوماتنا فإن إدارة المؤسسة بلغت الجهات الوصية عن طريق عدة مراسلات ولكن بدون جدوى. لكن و لأن للصبر حدود... لم تبق أمهم الحنون ووالداتهم الطيبة ومعلمتهم الفاضلة مكتوفة الأيدي وهي ترى فلذات أكبادها والأمانات التي في عنقها يتعذبون أمام عينيها وفي حالة فريدة من نوعها استنجدت بإحدى الحافلات ونقلت فلذات أكبادها إلى المسؤول الأول على الولاية وبدأ الأطفال وببراءتهم يتكلمون عن معاناتهم اليومية ويشتكون بكلماتهم البسيطة والمعبرة على المباشر ليرد الوالي بأنه سيحل المشكل سريعا ...ليتم ارجاعهم لمؤسستهم وسط تعزيزات أمنية مشددة من طرف مصالح الأمن ليتفاجأ الكل بوصول وبعدها بساعات مجموعة من المدافئ إلى المؤسسة. يذكر في الأخير وبعد أن علم أولياء التلاميذ بهذا الخبر الفريد من نوعه عبروا عن بالغ سعادتهم وامتنانهم لهذه الخطوة التي أتت بثمارها المرجوة من طرف معلمة أولادهم ... كما عبروا عن سعادتهم وامتنانهم كذلك للتدخل السريع والإيجابي من طرف المسؤول الأول عن الولاية ...