مرضى السرطان في الجلفة يضطرون الى قطع مسافة 250 كلم للعلاج ... إما أن المسؤولين المركزيين يكذبون على سكان الجلفة و ممثليهم ... و إما أن هناك قوى و لوبيات داخلية تكبح المشاريع المقترحة و تقتلها في مهدها. فكيف تم برمجة مشروع مستشفى جامعي في أقصى الجنوب الغربي ببشار و معه مركز سرطان؟ و هناك ولايات أحق و أولى. وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات السيد "عبد العزيز زياري" و حسب ما نقلته يومية "الوطن" في عددها رقم 6739 ليوم أمس، قام بزيارة إلى ولاية بشار يوم الأربعاء 12 ديسمبر 2012 و تفقد عدة منشآت تابعة لقطاعه أهمها مشروع بناء المستشفى الجامعي الذي استفادت منه الولاية و الذي يستحوذ على مساحة 16300 متر مربع و خصصت له الدولة مبلغ خمسة ملايير دينار جزائري. كما تفقد الوزير أيضا مشروع مستشفى طب العيون الكوبي و الذي شهد تأخرا في الإفتتاح بثلاث سنوات. و عرّج المسؤول الأول على قطاع الصحة على مركز مكافحة التسمم المفتتح مؤخرا"centre de désintoxication" ليضع بعدها حجر الأساس لمشروع مركز مكافحة السرطان و مشروع بناء مستشفى بطاقة 120 سرير. و إذا كان القصد من استفادة ولاية بشار من تلك المشاريع هو تنمية الجنوب، فالأولى هو برمجتها في ولاية أدرار التي تمت في صحرائها (رقان) التجارب النووية الفرنسية و سكان رقان إلى اليوم يعانون من كل أنواع السرطان بسبب الإشعاعات النووية، أو في ولاية تمنراست التي تعتبر بؤرة توتر و بها مقر ناحية عسكرية مثل ولاية بشار و يوجد بها الأفارقة من كل الجنسيات و يتم تسجيل أرقام مخيفة فيها حول الأمراض المعدية كالإيدز مثلا. كل تلك المشاريع انطلقت في ولاية بشار. يحدث هذا رغم أن عدد سكان ولاية بشار لا يتجاوز عدد سكان بلدية الجلفة لوحدها، و رغم أن ولاية بشار بدون تلك المنشآت تعاني أصلا من نقص حاد في الأطباء المتخصصين لا سيما في أمراض القلب و الأمراض التنفسية و التصوير الطبي ... و نحن لا نحسد سكان بشار على ما استفادت منه ولايتهم و لكننا نلوم السلطات على تقصيرها في حق من هم أولى. أما في الجلفة التي تعرف أرقاما رهيبة في مرضى السرطان و في ضحايا إرهاب الطرقات زيادة على الكثافة السكانية الرهيبة للولاية (أكثر من 3% من سكان الجزائر) فما زال سكانها يشدون الرحال إلى البليدة و العاصمة على مسافة تزيد عن 250 كلم... بالله عليكم ألا يستحق 3% من سكان الجزائر مستشفى جامعيا؟؟ لماذا نجد 20 مستشفى جامعيا في العاصمة و على بعد 50 كلم نجده في البليدة و على بعد 100 كلم في تيزي وزو، و على بعد 150 كلم من تيزي وزو نجده في بجاية الذي افتتح منذ ثلاث سنوات هناك؟ لماذا نجد مستشفى جامعيا في وهران و على بعد 90 كلم نجده في سيدي بلعباس و على بعد 150 كلم نجده في تلمسان؟ لماذا نجده في سطيف و قسنطينة و عنابة و المسافة بين هذه الولايات لا تتجاوز 200 كلم في أسوء الأحوال؟ لماذا هذا الإجحاف و المنطق الغريب في منح هذه المشاريع؟ نواب الجلفة في العهدة السابقة طرحوا هذا المشكل على الوزير السابق ولد عباس، و يومها قال لهم (أو كذب عليهم) بأنه لم يتم برمجة أي مشروع مستشفى جامعي (بشرى لسكان الولاية / استلام مركز مكافحة السرطان قريبا بالجلفة) وأن هناك لجانا تدرس ذلك و معايير يتم تطبيقها مثل شغل أكثر من 40 % من أسرة المستشفيات. المستشفى الجامعي و مركز السرطان بالجلفة يمكن لهما تغطية مساحة جغرافية كبيرة لولاية الجلفة و الكثير من بلديات الولايات المجاورة مثل المسيلة و تيارت و الأغواط و المدية و غرداية، و كذلك توفير الرعاية الصحية لمنطقة ذات كثافة سكانية مرتفعة تصل إلى أكثر من أربع ملايين مواطن باحتساب الولايات التي ستصبح مرتبطة به أي حوالي 10 % من سكان الجزائر. و مثلما كان وزير الصحة واثقا من نفسه في أقصى الجنوب الغربي في قدرة قطاعه على توفير الطاقم الطبي المتخصص للمستشفى الجامعي في بشار، فالأجدر و الأولى أن الوزارة اقدر على توفير هذا الطاقم في ولاية الجلفة باعتبارها همزة وصل و المسافة بينها و بين الكثير من الولايات لا تتجاوز 400 كلم (الجزائر، البليدة، تيبازة، غليزان، تيارت، البويرة، المسيلة، غرداية، المدية، الشلف، البيض، معسكر،برج بوعريريج، سطيف،عين الدفلى، باتنة، بسكرة، تيزي وزو،...) حسنا لننتظر العهدة الرابعة ... و لا تنسوا أن تصوتوا بنسبة 90 % كعادتكم لعل و عسى أن تستفيد ولايتنا مما تستحقه !!