تعد المحطة الوطنية المركزية لمكافحة التصحر، إحدى الفروع الأساسية التابعة للمعهد الوطني للأبحاث الغابية الواقع بمدينة الجلفة، يهتم بتطوير مجمل البحوث العلمية الهادفة للحفاظ على التوازن الأيكولوجي والبيئي على مستوى الولايات السهبية حيث تعكف المحطة المذكورة على إعداد برامج رائدة ومشاريع من شأنها الحفاظ على الغطاء النباتي والأشرطة الغابية قصد التصدي لعوامل التعرية وزحف الرمال نحو الشمال... بعد أن أضحت مجمل الولايات السهبية الداخلية عرضة لكارثة بيئية حقيقية نسجتها عدة مظاهر وتحولات أيكولوجية كالزحف المتسارع للرمال وتعرض أجزاء هامة من أراضيها لخطر التصحر الشبه التام في بعض النقاط منها، حيث تتضح الصورة وبشكل جلي على مستوى تراب ولايتي الجلفة والأغواط، إذ أضحت جل الأراضي محاصرة بالرمال جراء عوامل التعرية وزوال الأغطية النباتية بسبب الحرث العشوائي للفضاءات المشكلة كدرع واقي لخطر التصحر ، إلى جانب ندرة الأحزمة الغابية وتراجع مبادرة إعادة التشجير في الوقت الذي استهلكت فيه مبالغ مالية ضخمة تجاوزت مئات الملايير على مشاريع وهمية لمكافحة التصحر بواسطة التشجير وإعادة غرس فضاءات عشبية تتماشى مع طبيعة البيئة الصحراوية الجافة. ففي ولاية الجلفة نجد الرمال قد تركت بصماتها واضحة على مستوى بلديات: سد الرحال - قطارة -أم العظام - تعظميت وحتى شمال الولاية كمناطق البيرين- حد الصحاري - عين وسارة وحاسي بحبح، حيث توجد أروقة كاملة بطولها وعرضها مشكلة كثبانا من الرمال تعد إحدى بؤر التعرية والتصحر ناهيك عن وجود أخطار جمة تهدد البيئة بشكل عام. من هنا تأتي اهتمامات المحطة المركزية لمكافحة التصحر عن طريق إعداد دراسات علمية وأبحاث تقنية موجهة بالخصوص إلى محاولة إيجاد الميكانزمات الأساسية لإعادة بعث الأنشطة الفلاحية منها الهادفة إلى تدعيم الأغطية النباتية عن طريق إعادة إحياء زراعة بعض النباتات الصحراوية المقوية كنبات الحلفاء، والقطف المستعمل بالخصوص كمراعي لتغذية الأنعام ومصدر للكلأ، حيث تقوم المحطة بإعداد وبرمجة العديد من المشاريع الخاصة بالتشجير والتشجيع على زراعة مختلف الأنواع من الأشجار المقاومة لعامل التصحر كأشجار الصنوبر الحلبي وغيرها، إذ تكرس جل مجهوداتها في إعادة التكييف والحفاظ على التوازن البيئي عن طريق تدعيم الشريط الغابي المعروف بالسد الأخضر خاصة على مستوى غابة المجبارة وسين الباء.