في يوم الثلاثاء 19 مارس 2013، و بالتفاتة طيبة و كريمة في حفل ديني و تربوي بهيج حضره جمّ كبير من المعلّمين و الأساتذة والمديرين و المحبّين و الرفقاء و الأصدقاء غصّت بهم القاعة، أبّنت مدرسة الشهيد بن سيدي عيسى أحمد رقم (1) مديرها الفقيد و الرّاحل "جعدي بوفارس" رحمه الله الذي وافته المنية يوم 02/03/2013. و لقد كانت التأبينية بمثابة التكريم لعائلة الفقيد، و هي رسالة ترفع من معنويات العائلة و المحبّين الذين أجمعوا بلسان الحال والمقال على دماثة أخلاق الراحل و طيب أخلاقه و تفانيه في عمله. انطلق الحفل التّأبيني مفتتحا بآيات بيّنات من القرآن الكريم تلاها الأستاذ "عنيبة عطاء الله" لتتبعها مداخلة للمكلّف بإدارة المدرسة الأستاذ العبّاسي عيسى الذي ذكّر بمناقب الفقيد و خصاله و بعض سجاياه التي يجمع عليها كل من عرفه، بحيث أضفى على كلمته المؤثّرة طابعا أدبيا متمثلا في قصيدة رثائية ألقاها بالخصوص بين فترات المتحدّثين. ثم كانت بعده كلمة للأستاذ "عبد العالي عيسى" مدير مدرسة بحاسي فدول الذي كان متأثّرا جدا بالفقيد و هو يتحدّث عنه بحكم الزمالة التعليمية و التربوية التي جمعتهما سنين طويلة، حيث ذكّر ببعض الصفات و المميزات التي كان يتحلى بها المؤبَّن رحمه الله. و في نهاية الحفل التّأبيني أحيلت الكلمة إلى الشيخ أبو القاسم العباسي إمام مسجد أبي بكر الصدّيق بسيدي لعجال الذي استهلّ حديثه بمقدّمة عقيدية تربط الإنسان بالخالق سبحانه ، كونه تعالى الأول و الآخر و الظاهر و الباطن، ثم ارتقى بالحضور مذكّرا إيّاهم ببعض خصال الفقيد. حيث قال عنه بأنه كان مربيا و معلما مخلصا و لعله ممن ذكرهم النبي عليه الصلاة و السلام في قوله "إنّ الله و ملائكته وأهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها يصلون على معلمي الناس الخير ". و بالنسبة لعلاقة الفقيد مع عائلته، ذكر ذات المتحدث أن الفقيد كان بارّا بوالديه، و الدليل عليه أن أسرته الكبيرة إخوانه و أخواته و أبناء إخوانه و أبناء أخواته و من ينتمي إليهم كانوا يجتمعون عنده بكثرة ينالون بها إكرامه و إطعامه . كما أن الفقيد كان كفيلا لليتامى، ربّاهم منذ صغرهم حتى تعلّموا و صاروا كبارا، و كانوا الى غاية وفاته لا يخرجون عن كفالته المعنوية و التربوية و حتى المادية. كما كان الفقيد "جعدي بوفارس" أمينا بلديا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في الثمانينيات بما يظهر عليه من مثابرة و إخلاص في عمله من أجل الارتقاء بالشباب إلى الأخلاق الفاضلة و القيم النبيلة. و في ختام الحفل التأبيني قدّمت هدية تكريمية مواساة لعائلة الفقيد رحمه الله و لتبقى في سجلّ التاريخ التربوي والتعليمي الذين مارسهما في وظيفته النبيلة . و للإشارة ، فلقد كان للمجلس الشعبي البلدي لسيدي لعجال برئاسة السيد "فراج بوداود" وقفة طيبة تحسب لهم ضمن نشاطاتهم الثقافية و التربوية التي طالما انتظرها الجميع، بحيث كان لهم المساهمة الفعّالة في إنجاح هذه التأبينية المباركة.