أشاد يوم السبت بالجزائر العاصمة عدد من الشخصيات الوطنية و الأجنبية و أصدقاء لعبد الحميد مهري بالمسار المتميز للفقيد و مناقب المناضل "الذي نذر كل حياته لخدمة الوطن و قضايا الأمتين العربية و الإسلامية". في هذا الإطار، ذكر وزير الخارجية الأسبق، الأخضر الإبراهيمي، خلال الوقفة التأبينية التي نظمتها عائلة الفقيد أن عبد الحميد مهري "كان شخصا وطنيا يتسم بالعديد من الصفات و الأخلاق النبيلة و محل تقدير و إحترام الجميع" مضيفا أنه كان من رواد الاندماج المغاربي. وبعد أن إستذكر بعض مواقف الرجل لا سيما إبان الثورة التحريرية المظفرة دعا السيد الإبراهيمي الأجيال الصاعدة إلى التعرف و النهل مما تركه الراحل و قدمه للجزائر و للأمة العربية جمعاء. أما المديرة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي السيدة رحاب مكحل فقد أكدت أن السنوات التي عرفت فيها الراحل "كانت كافية للتعرف عن صنف من القادة المتميزين". و أضافت أن عبد الحميد مهري إجتمعت فيه العديد من الفضائل كالتواضع و النزاهة و الشجاعة و الحكمة مشيرة إلى أن وفاته "ليست خسارة للجزائر و الأمة العربية فحسب بل للإنسانية قاطبة". بدوره، أكد سفير المملكة العربية السعودية السيد سامي عبد الله الصالح أنه "بوفاة مهري تكون الجزائر و الأمتين العربية و الإسلامية قد فقدت رجلا سياسيا من الطراز الأول و ديبلوماسيا فذا و أحد أبرز وجوه الحركة الوطنية الجزائرية". و أضاف أن الراحل كانت له بعد إستقلال الجزائر "مساهمة مشهودة" في بناء الجزائر الحديثة من خلال مختلف المسؤوليات التي تقلدها سواء على مستوى مؤسسات الدولة أو على المستوى الحزبي. وتعذر على الكثير من المدعويين الأجانب حضور الحفل التأبيني و لكن بعثوا بكلماتهم إلى المشاركين من بينهم الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي ورئيس مركز دراسات الوحدة العربية السيد خير الدين حسيب الذي أكد في رسالته أن الفقيد "جمع بين صفات عديدة نادرا ما تجتمع عند شخص واحد" مضيفا أن نضاله "تعدى الجزائر ليشمل الوطن العربي بكل همومه و مشاكله". بالمناسبة، أعلن أن مؤسسته ستبحث إمكانية إستحداث جائزة بإسم الفقيد و إعداد ندوة حول فكره و نضاله. كما تداول على المنصة العديد من أصدقاء و معارف الفقيد من الجزائر و خارجها و قدموا شهادات عن سيرة و خصال الراحل و إسترجعوا مواقفه بخصوص العديد من القضايا. وحضر الحفل التأبيني شخصيات وطنية و سياسية و عدد من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني و ممثلين عن السلك الديبلوماسي العربي و الإسلامي بالجزائر.و تم الإعلان خلال هذا الحفل التأبيني أن كل الشهادات التي تم تقديمها سيتم جمعها و طبعها في كتاب ستصدره عائلة الفقيد قريبا. كما تم تنظيم على هامش هذا الحفل معرض صور لإستعراض أهم المحطات النضالية للراحل عبد الحميد مهري. يذكر ان الفقيد المجاهد عبد الحميد مهري وهو احد الشخصيات الوطنية و التاريخية البارزة قد إنتقل إلى رحمة الله يوم 30 جانفي الماضي بالمستشفى العسكري لعين النعجة بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 85 سنة.