في اللقاء الأخير ، حين أبدلتَ حياتي بتصورات عن الحياة ، في الزقاق المجاور ، وسط الضجيج ، عندما قلت لي : عليك أن تختار ، بحثت في كومة وجوه لأف عام ، وأنا أردد سؤالي القديم : وجه من ياترى أرتدي ؟ في اللقاء الأخير ، ولأنك سايرتني بطريقة اختلاف تدبيرك ، هممت بالدخول إلى الحجرات ، ربما أرى دورات حياتي كما تدور مسبحة هناك ، ولكن الفضاء ابتلع النور كله ولم أحصل سوى على حجر النيزك . في اللقاء الأخير ، وحين أعطيتني القلادة وأخذت رقبتي ، كنت مشغولاً بأكبر أنجاز لحضارة الكلام ، عندها كنت أوزع النسخ المجانية من كتابك القديم ، ألصق الملصقات على باب بيتك الجديد ، عندها كنت أقودك لمعرفة حالي ، كنت أصرخ بك لتنفيذ ارادتي ، كنت أرجوك لتتركني بلا أحلام تبرز إليك مني . في اللقاء الأخير .. وحين سألته عن اختفاء الأشياء فيه أو اختفائه فيها سمعته يقهقه من فوق الحجرات ، يلعب بلحيته البيضاء ، يترك ثوبه الفضفاض يذهب مع الريح ، وكأنه يهزأ بمن يخلع نعله في الطريق الخاطئ .