لاحظ الكثير من أبناء مدينة الجلفة في الفترة الأخيرة اختفاء المتسولين الأفارقة أو تناقصهم إلى حد ضئيل جدا بعدما صنعوا إلى وقت قريب جزءا من ديكور عاصمة السهوب أين كانت أماكن تواجدهم مركّزة في وسط المدينة في كل من ساحة "محمد بوضياف" و بالقرب من السوق المغطاة و مفترق طرق باب الشارف. وكانت مدينة الجلفة طيلة الأشهر الأخيرة، خصوصا بعد اندلاع الحرب في مالي، قد شهدت وفود العشرات من العائلات النازحة من دول الساحل الإفريقي حيث أن أغلبهم من فئة النساء و الأطفال ولا وجود للرجال البالغين بينهم مما يجعلهم عرضة للخطر. رغم أن مختلف فئات المجتمع الجلفاوي قدّرت ظروفهم و تعاطفت معهم مادامو ضحايا حرب لا حول لهم بها و لا قوة. و سبق ل "الجلفة إنفو" أن دقّت ناقوس الخطر المحدق بأولئك المتسولين من أجل التكفل بهم و حفظ كرامتهم و انسانيتهم (المقال الأول، المقال الثاني) خصوصا بعد أن اتخذت مجموعة منهم ساحة "محمد بوضياف"، مقابل المدخل الرئيسي للمسجد الكبير (سي أحمد بن شريف)، مقرّا لتجمعهم و مبيتهم وصارت مناظرهم تشكل ديكورا يوميا طيلة اليوم و هم يتجولون في شوارع المدينة و خاصة الأطفال منهم في مفترق الطرق و الأرصفة وسط الطريق و يعرّضون أنفسهم للخطر. وفي الأيام الأخيرة لشهر شعبان و طيلة أيام رمضان لاحظنا اختفاء هؤلاء الأجانب. فالمارّ وسط ساحة "محمد بوضياف" يلاحظ اختفاء الأفارقة الذين سكنوا الساحة مدة من الزمن، عدا عائلة تتجول في السوق المغطاة لوسط المدينة و أخرى بحي قناني بالقرب من مفترق الطرق بربيح... و في اتّصال ل "الجلفة إنفو" مع مسؤول على صلة بالقضية، أفاد هذا الأخير بأن "السلطات تتكفّل بالملف" و دون أن يعطينا مزيدا من التفاصيل. و ... سكان حاسي بحبح يطالبون بتوفير مركز إيواء مؤقت لجالية النيجر تلقّت "الجلفة إنفو" رسالة من جمعيات ممثلة للمجتمع المدني لبلدية حاسي بحبح تطالب السلطات بالتكفّل بالمهاجرين الأفارقة من دولة النيجر و المقدّر عددهم ب 35 فردا حسب ذات المصدر. و أفاد ذات المصدر أن حالة المهاجرين المذكورين "جدّ مأساوية بالنظر الى تزامنها مع شهر رمضان و فصل الصيف بسبب غياب الإيواء" مضيفا أن "هذه الجالية المسلمة تمكث بالقرب من محطة النقل الحضري بحي المحطة، وتستغل واجهتها للمبيت مفترشة الأرض أمام انعدام الأمن والحماية اللازمتين". كما أشارت ذات الرسالة إلى أن مصالح البلدية سرعان ما عمدت إلى إغلاق محلات المحطة في وجه أولئك المهاجرين الأفارقة في الأيام الأولى لشهر رمضان بعد أن قامت ذات السلطات بفتح تلك المحلاّت واستغلالها كمركز إيواء مؤقت لهذه الجالية المسلمة و تزويدهم بخزان ماء وفتح المراحيض. و قد أثارت الحالة المأساوية للجالية المذكورة، تضيف ذات الرسالة، مشاعر المحسنين من الشباب الذين انطلقوا في عملية نصب خيمة لتكون ملاذا لهم، بالإضافة إلى تكفل مطعم السبيل الموجود بوسط المدينة بتحضير وجبات الإفطار والسحور لهم ناهيك عن مختلف الإعانات الأخرى التي يبادر بها بعض المحسنين من مواطني المدينة. ويبقى مشكل غياب الرقابة الصحية للجالية مطروحا أين طالبت ذات الجمعيات، حسب نص الرسالة، بتخصيص يوم للفحص الطبي بالأخص لأطفال هذه الجالية الذين تبدو عليهم أعراضا مرضية في انتظار تحرّك الهيآت الرسمية من أجل تخصيص مركز إيواء حتى يمر عليهم شهر الرحمة في ظروف عادية.
صور ساحة المسجد الكبير بقلب مدينة الجلفة صورة حديثة لساحة المسجد الكبير (سي أحمد بن شريف) بالجلفة بعد إخلائه صور لأماكن تواجد الأفارقة بحاسي بحبح