تنافس المتسولين يحتدم عبر شوارع وهران و مساجدها و الأماكن الإستراتيجية لم يعد للمتسولين الذين كانوا ينتشرون بشوارع وهران مكان أمام إنتشار ظاهرة تسول الرعايا النازحين من دول مختلفة ،حيث لاحظنا اختفاء مجموعات التسول المحلية التي كانت تتخذ من ساحة الإستقلال بالمدينةالجديدة "الطحطاحة" مكانا لاستعطاف المارة مقابل توزع الرعايا الأجانب على طول الساحة في مجموعات تستطيع أن تميز من خلالها الدولة التي ينتمون إليها . مع اقتراب زكاة عيد الفطر ،زادت حدة تنافس المتسولين عبر شوارع وهران و مساجدها و الأماكن الإستراتيجية التي لم تعد حكرا على فئة المحليين بعد أن نافسهم فيها رعايا من عدة دول إفريقية ، يتخذون اليوم من حي المدينةالجديدةبوهران مستقرا لهم و جلبوا معهم طقوسا متعددة للتسول بطرق احتيالية جعلت المتسولين الجزائريين يطورون هم أيضا طرق الحصول على أكبر قدر من المال ، بل بعضهم حدد سقف المبلغ الممنوح لهم ب 10 دج مثلا حتى يتمكن من تسهيل العملية على المتصدقين . و قد لاحظ سكان الباهية هذه الأيام خلال إقبالهم على أكبر سوق لبيع الملابس في المدينةالجديدة تحضيرا لعيد الفطر ،أن نوعية المتسولين تضم بالإضافة للمحليين و الأفارقة سوريين يجذبون عطف المتصدقين أكثر من غيرهم كون الفئتين السابقتين معروفتين في الأوساط الشعبية أما الفئة الثالثة فهي جديدة و أكثر من ذلك ظروفها تختلف . و في انتظار إجراءات التكفل بهؤلاء الرعايا الأجانب ووضع حد للمتسولين المحليين ،فقد قامت مؤخرا مصالح الأمن رفقة مصالح أخرى بحملة لجمع المتشردين من الطرقات خاصة في شهر رمضان ،كما قامت السلطات المحلية بالتكفل ب 115 رعية إفريقية كانت تتخذ من محطة نقل المسافرين بحي ياغموراسن مكانا لترصد المسافرين طلبا للصدقة . و كشف مدير الأمن الولائي أنه سيتم هذه الأيام التكفل بالرعايا السوريين حتى يقضوا عيد الفطر في ظروف حسنة رفقة أطفالهم. و لكن تساؤلات المتسولين تمحورت حول زكاة الفطر التي لا تدخل غالبا في صندوق الزكاة التابع لوزارة الشؤون الدينية ،و تذهب مباشرة للفقراء أغلبهم متسولون محليون أبدوا تخوفهم من أن يحرموا هذه المرة من هذه الأموال التي ربما يوجهها أصحابها للرعايا السوريين أو الأفارقة ،وقد لاحظنا أن المتسولين المحليين ضبطوا الأماكن الإستراتيجية في وهران التي يجلبون منها الزكاة عوض المساجد و الأماكن العمومية التي لم تعد لهم وحدهم .و هكذا فالأزمات الدولية تطال حتى فئة المتسولين .