أبدى العديد من المواطنين تخوفهم الشديد من ترقب اندلاع حرب مواقع مع بداية شهر رمضان بين العشرات من النازحين الأفارقة والمتسولين المحليين، الذين تحولوا على مر السنين وجوها معروفة في المدينة، التي عادة ما تنتشر هي الأخرى خلال هذا الشهر الذي يرى فيه المتسولون فرصة لاستعطاف المواطنين ودغدغة عواطفهم الدينية لكسب المزيد من الأموال. ولاحظت “الخبر” من خلال جولة بشوارع المدينة الرئيسية إحكام عائلات إفريقية بأكملها على ساحات ومواقع تزدهر فيها مهنة التسول لما تتوفر عليه من مساجد ومصليات، مثلما هو الحال مع مسجد الحسن البصري والمهاجرون، بالإضافة إلى مواقف السيارات ومفترقات الطرق وإشارات المرور دون نسيان مداخل الإدارات العمومية والمحلات الكبرى. وتتخوف مصالح الأمن من أن يتحول هذا الديكور إلى ساحة لمواجهات بين المتسولين الوافدين والمحليين، وهو ما جعل تلك المصالح تتخذ تدابير احترازية، تتجسد في تسيير دوريات لإحصائهم وتحديد مواقعهم، تحسبا لحدوث عمليات سرقة بالإكراه أو الاعتداء على المارة وغيرها من مختلف الآفات. ويتخذ المتسولون الأفارقة أساليب عدة لاستعطاف السكان، إذ لا يكتفون بموقع واحد، بل غالبا ما يختارون التنقل من مكان لآخر، غير آبهين بانزعاج منافسيهم المحليين..كما يتخذ هؤلاء من محطة نقل المسافرين القديمة مأوى ثابت لهم، تحولت مع توافد أعداد جديدة من المهاجرين إلى مخيم له زعيمه.. يأتمرون بأوامره وينتهون بنواهيه.