منعت اليوم الجمعة الشرطة البطالين، المنضوين تحت لواء مكتب ولاية الجلفة للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، من تنظيم وجبة افطار جماعية بجانب مقر الولاية قبل أن يقرر البطالون الانتقال الى الجهة الأخرى المقابلة للولاية و تناول وجبة افطارهم تحت زخّات المطر التي انعشت الجو دقائق قبيل آذان المغرب ... حين وصول "الجلفة إنفو" الى مقر الولاية بالقرب من موقف الحافلات، وجدنا حوالي ثلاثين بطالا و معهم لافتات مكتب ولاية الجلفة للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين و البعض الآخر يحملون قفّاتهم التي جلبوا فيها وجبات افطارهم من بيوتهم. و في نفس الوقت ستة سيارات للشرطة و حوالي عشرين عنصرا من قوات مكافحة الشغب بعضهم يحمل الهراوات و البعض الآخر بالزي المدني. و بعد مفاوضات بين ممثلي البطالين و ضابط شرطة بالزي المدني تعامل مع الموقف بحكمة، قرّر البطالون الانتقال الى الجهة المقابلة للولاية عند مفترق الطرق و تناول وجبة افطارهم بعد أن أعلمهم عناصر الشرطة بأن هناك "أوامر فوقية" بمنعهم من تنظيم وجبة الإفطار أمام مقر الولاية. و هو ما دلّ عليه رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين "الطاهر بلعباس" في صفحته الرسمية على الفايسبوك أين أشار الى أن الشرطة قد قامت بمنع البطالين من تنظيم الإفطار الجماعي لبطالي ورقلة أمام مقر الولاية. و في تصريح ل "الجلفة إنفو"، أكّد السيد خالد شنوفي ، رئيس المكتب الولائي للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، أن الهدف من تنظيم وجبة الإفطار الجماعية هو من باب التضامن من البطالين مع المشرّدين و المعوزين الذين لا يملكون قوت يومهم مضيفا " أردنا أن نقول للسلطات أننا كبطّالين و رغم معاناتنا من البطالة الا أنّنا نريد تسجيل تضامننا مع المشرّدين في الشوارع ومع من لا يجدون أماكن يفطرون فيها وكذا من لم يستفيدوا من قفة رمضان أو مطاعم الرحمة. ولذلك قررنا المبادرة بمشاركة الفئات السابقة بإفطار من بيوتنا. وكما ترى يوجد معنا الآن بعض المتشردين والفقراء الذين حضروا معنا. وقد تعرضنا الى مضايقات أمنية بحجّة "أوامر فوقية" في هذا اليوم الذي حضره البطالون من كل الفئات .. الجامعيون و المعاقون و المطرودون تعسّفا وغيرهم". ومن خلال حديثهم الى "الجلفة إنفو"، أجمع البطالون على أن الهدف من هذا الإفطار هو أن تكون رسالة رمزية الى كل من يهمه الأمر ب "أننا ابناء عائلات و من عمق المجتمع و لسنا مجموعة من الانتهازيين، لأننا نفكّر في باقي الفئات الأخرى التي لها ظروفها الخاصة و لكنّها تلتقي معنا في شعور واحد و هو المعاناة". ورغم الوضع الذي وجد فيه البطالون أنفسهم بعد تغييرهم لمكان "الإفطار الاحتجاجي" كما سمّاه أحدهم، الا أن روح الفكاهة لم تفارق بعضهم ربّما كطريقة لنسيان معاناة البطالة و لو الى حين. فهذا أحدهم يطلب كأس ذو استعمال واحد "جوطابل" فيردّ عليه بطال آخر الذي اقتبس من مسرحية "الزعيم" بالقول "البطال لا يستعمل الكأس "الجوطابل" ... البطّال يجب أن يكون مثل الزعيم ... يلهف على طول". ليفترق الجمع و يضربون لبعضهم موعدا يوم الجمعة القادمة من أجل تنظيم نفس الإفطار الجماعي ... الاحتجاجي ...