بعد أن قرّرت الولاية خلال شهر رمضان الحالي نزع حلّة المصابيح الكهربائية التي كانت تزيّنها بسبب ما سمّيناه "تبذيرا" في ظل حاجة المواطن البسيط الى الكهرباء، انتقلت سلطاتنا الرشيدة هذه المرّة الى العمل الميداني بكل نشاط من أجل التّكفّل بانشغالات المواطن ... ولكن دعونا نلقي نظرة بسيطة هل كان ذلك النشاط عبر الموقع الإلكتروني للولاية أم عبر الميدان من خلال "أحياء الزواولة" ... ومن خلال زيارة الى الموقع الإلكتروني لولاية الجلفة، فانّك ستبتهج اذا كنت تعاني من جفاء الماء لحنفية بيتك. لأن ولايتنا العزيزة قد بادرت الى نشر برنامج شهر جويلية التزوّد بالماء الشروب عبر أحياء بعض بلديات الولاية (سقطت دار الشيوخ والإدريسية وغيرهما من البرنامج) من خلال جداول فيها التواريخ والتوقيت الساعي. ولم تنس "الجزائرية للمياه" عبر موقع ولايتنا العزيزة أن تذيّل تلك الجداول بملاحظات تلقي فيها -كالعادة- بالمسؤولية على مصالح سونلغاز في حال انقطاع الكهرباء (رغم أنه يمكنها اقتناء مولّدات كهربائية). كما تعهّدت شركتنا العزيزة على قلوبنا –وعبر نفس الموقع- بتعويض الأحياء التي تشهد تذبذبا في التزوّد بالمياه. "الجزائرية للمياه"، شركتنا التي ندفع لها من جيوبنا نظير الخدمات التي تقدّمها، ألقت باللائمة ضمنيّا على سكّان بعض الأحياء بمدينة الجلفة بسبب ارتفاعها وكأن لسان حالها يقول "واش داكم تسكنو لهيه ...بيعوا أحواشكم و ارحلوا". وعزت شركتنا الموقّرة -عبر نفس الموقع- نقص التموين (بلدية الجلفة كمثال) بكل من أعالي "الفصحى، بن سعيد، الزريعة، الصنوبر" الى ضعف قوّة ضغط المياه. و لكنها لم تقل لنا ان كان هذا المشكل قابلا للحل أم لا في هذه الأحياء المرتفعة؟ وهل تعرف هذه الشركة و مسيّروها أن أحياء في العاصمة مبنية فوق "جبال" ولا تعرف مشكل التزوّد بالمياه مثل أحياء بوزرّيعة والأبيار؟ ... فهل أحياء "بن سعيد" و "الزريعة" و "الفصحى" مبنية فوق جبل أم لأنها الأحياء التي يسكنها الزواولة؟ "الجزائرية للمياه"، شركتنا العزيزة جدّا جدّا على قلوبنا بفضل خدماتها الراقية، ذكرت في الجدول المنشور في موقع الولاية أن حيّ "سليمان عميرات"، مثلا، سوف يتزوّد طيلة شهر جويلية بالماء الشروب كل 04 أيّام في التوقيت 6:00 الى 11:30 صباحا. ولكنّ سكّان هذا الحي خرجوا منذ يومين (رفقة سكان حي العمراوي) وقاموا بقطع الطريق للمطالبة بالماء الذي لم يزر حنفياتهم منذ أكثر من شهر اي طيلة شهر جويلية. حسنا ... دعونا نلتمس عذرا لشركتنا العزيزة جدّا جدّا و لنَقُلْ أن سكّان تلك الأحياء "يصّبحو رقود" ولا يستيقظون قبل منتصف النهار ... ولو عرّجنا قليلا على البلديات التي شهدت احتجاجات وشكاوي طيلة شهر جويلية بسبب انعدام مياه الشرب لوجدنا نفس "الكلام العسلي" على موقع الولاية الإلكتروني ونفس "الواقع المرّ" في الميدان. فبرنامج توزيع المياه في موقع الولاية لم يذكر بلدية دار الشيوخ رغم أن فيها قطاعا يشرف على توزيع المياه أم أن الصراعات بين مسؤول القطاع و بعض النقابيين غطّت عن واقع توزيع الماء هناك؟ فحيّ المقطع "بونفر" يشهد تذبذبا في توزيع الماء و حرمان الكثير من شوارعه بسبب عدم توصيله بقناة الماء. وبذات البلدية نجد أن حي"250 مسكن" لم ير هو الآخر الماء ويغرق في الظلام بسبب انعدام الكهرباء. أما حيّ 20 مسكن ببلدية الإدريسية، فالماء صار ضيفا طال غيابه طيلة شهرين عن حنفياتهم في ظل عدم توفر برنامج للتوزيع بموقع الولاية حول ذات الحي.وهكذا يتكرر المشكل نفسه بعين وسارة بحي العقيد عميروش الذي يضطر ساكنته الى التزود بالمياه عن طريق الصهاريج ب 600دج للصهريج الواحد في ظل غياب الماء عن حنفياتهم طيلة شهر جويلية 2013. رغم أن البرنامج يقرّ باستفادة السكان كل يومين من السابعة الى العاشرة صباحا. الموقع الإلكتروني لولايتنا العزيزة نقل أيضا قرارا أصدره ديوان الوالي في أكتوبر 2012 من أجل اجبار أصحاب النقل الحضري (33 سيّارة) على التوقف في محطّة حي بن سعيد وليس محطة عين الشيح القديمة. ولكن ذلك القرار لم يطبّق الى يومنا هذا. لكنّ المشكل لا يتوقّف هنا، فقد كتبنا منذ عامين عبر هذا المنبر عن مأساة "الباءات الثلاث" وهي ثلاث أحياء لا يزورها النقل الحضري وتبدأ بحرف الباء... بن سعيد ... برنادة ... بن تيبة. السّيّد الوالي ... نتمنى أن يطيل الله عمرك و بقاءك في هذا المنصب الذي تشغله منذ سنوات ... و نشهد انجاز الترامواي و السكة الحديدية و المطار و غيرها من المشاريع الضخمة ... و لا ننسى المشروع الضخم و الذي سيحدث الطفرة النوعية بالمدينة و المتمثل في اجبار أصحاب "النقل الحضري" على زيارة أحياء "الباءات الثلاث". ثمّ لماذا لا يتمّ اجبار الشركات الراغبة في الاستثمار في النقل الحضري على شغل هذه الخطوط الثلاث وغيرها من خلال دفتر الشروط ... أليس ذلك ممكنا؟ كما نتمنّى أن يطيل الله عمركم يا سيادة الوالي و تنجحوا في ايصال الماء الى حنفياتنا كل أربعة أيام حسب البرنامج المعلن وليس يوميّا مثلما هو الأمر في حسين داي التي كنت واليّا منتدبا عليها ذات يوم ...