تعيش عائلة عمي العربي التي تتكون من ستة أفراد معوقين حركيا بإعاقة كلية بحي برنادة الشعبي ببلدية الجلفة في وضعية مزرية للغاية حيث تأويهم غرفة واحدة ضيقة تفتقر إلى أدنى شروط السكن على الإطلاق ، بالإضافة الى الفقر المدقع الذي يلازمهم طيلة مراحل حياتهم إذ يعيشون من صدقات الآخرين و تبرعات أهل الخير و الجود من أبناء المدينة ناهيك عن المرض الذي ظل يأكل أجسامهم أمام الهيئات الصحية العمومية... الإعاقة أصابت كلا من (إبراهيم سنة47) و (أحمد41سنة) و (محمد 35عام) و( بن علية 30سنة) و (عائشة27) هذه ألأخيرة التي كانت تحلم في ريعان شبابها قبل أن يعصف بها هذا المرض الوراثي أنها ستحمل عبأ هذه العائلة الفقيرة و المحرومة التي أصابها ألأمرين ، ناهيك عن أمهم ذات 67 سنة هي ألأخرى مريضة و مصابة في عينيها بداء خطير و ميؤوس منه هذه المشاكل الصعبة التي تتخبط فيها العائلة لم تمكن من استفادتهم حتى من سكن يؤويهم من حر الصيف و قر الشتاء رغم مطالبتهم المستمرة للجنة السكن بالدائرة منذ 2002 حسب وصل استلام الملف المودع إلى مصالح السكن الاجتماعي بالبلدية و رغم الزيارات المتكررة للمصالح المعنية التي نقلت مأساة هذه العائلة و تسجيل الحالة المزرية التي هم عليها عبر آلة الكاميرا لكن دون جدوى في ذلك... حكاية هذه العائلة مع الشلل الحركي و الغبن الاجتماعي مريرا تبدأ حينما يبلغ الفرد منهم سن ال18 حيث تبدأ عضلاته في تقلص مستمر شيئا فشيئا إلى أن يشل كليا ويجد نفسه طريح الفراش أو على كرسي متحرك في أحسن الأحوال مصابا بمرض يسمى "تراخي العضلات" حسب الأطباء المختصين في طب العظام بمستشفى آيت ادير بباب الوادي بالجزائر العاصمة الذين أكدوا في فحوصاتهم أن هذا الداء هو مرض وراثي و الشفاء منه لا يمكن حاليا و البحث عن التوصل إلى العلاج النهائي لا يزال قيد الدراسة في أكبر المعاهد العالمية ، مطالب عائلة العربي التي تحتاج إلى أكثر من إعانة و مساعدة من المسؤولين على كافة المستويات و على رأسهم وزارة جمال ولد عباس ، تمحورت في مطلب أساسي و ضروري وهو استفادتهم من سكن اجتماعي أو تحت أي اطار قانوني خاصة وأن صاحب الدار التي هم تحت سقفها ضاق بهم ضرعا و لم يستطع تحملهم قي هذا السن بعدما كبر أولاده وتضاعف نسله من أسرته التي تتقاسم قوتها و سكنها مع هذه العائلة التي يأكل الشلل أطرافها مما زاد تخوف صاحب المنزل من هذه الوضعية الغير صحية للمعوقين. هؤلاء الإخوة المعوقون استفادوا مرة واحدة من ثلاث دراجات إلا أنها تعرضت إلى أعطاب بشكل كلي و لم تدم طويلا إذ توقفت الدراجات عن السير و الاستعمال لكونها من النوعية الرديئة جدا و لا تحمل المواصفات التي تجعلها قابلة للصيانة و عند مطالبة الجهات المختصة بدراجات أخرى تفاجأ هؤلاء المرضى بردود غير مسؤولة من قبل مسؤول عن صندوق الضمان الاجتماعي الذي رفض طلبهم بحجة أنهم ليسوا موظفين عند الدولة ولا هم طلبة جامعيين ، الأمر الذي زاد من معاناتهم و تسبب لهم في إحباط حقيقي و ألم جسماني ونفسي يمكن استنتاجه من خلال وجوههم الحزينة .