يكفي القليل من الصمت إصدار أنيق في حجم متوسط نحيف كصاحبه عن دار فيسيرا و في خمس وستين صفحة نثر عليها جميل الحرف وندي القصيد . بغلاف ذي لمسة جمالية خاصة بالبنفسجي اللامع وهو يعانق بطرف خفي شيء من البياض كما تعوم على البنفسج شموع متقدة على وضعيات قلقة غير مستقرة هائمة على وجه الماء والظلمة الخافتة. اما العنوان : يكفي قليل من الصمت فهو العتبة التي توَّسم هذا العمل كعتبة شادة إذ كيف يكفي القليل من الصمت في وقت بح فيه الكلام من الكلام . حتى إن الإخراج لهذا العمل مكن الصمت من الظهور وبجلاء إذ أن معظم القصائد تبدأ في النصف الثاني من الصفحة أما قسمها الأعلى فكان للقليل من الصمت . وإني أكرر هنا أنا لست بالناقد لذا حاولت قراءة الأمجد قراءة المحب الباحث عن جمالية الإنسان الخفية بين ثنايا الحرف المصلوب على صدر القصيدة ،لأجد أربعة عشر قصيدة مخفية في صفحات عادية الجودة مع بياض فيه خفة وصفرة . طبعا أولها قصيدة العمل يكفي القليل من الصمت وهي قصيدة رابحة فائزة في مسابقة مشهودة العام الماضي جائزة رئيس الجمهورية على معاشي لإبداع الشباب وفيها يتكلم الصمت ويصمت الحرف إلا رقة وإنسانية الإنسان ،فيها يتواعد الأمجد مع ميرة عند باب مقهى صغير قد تحضر وقد تغيب لتترك له السير في مكانه بين متاهات الحبيبة القصيدة أو القصيدة الحبيبة بين غد اليوم وغد الأمس وغد الغد . كلما امعن الأمجد في تفاصيل المتاهة زاده الحب قصيدة ولا شيء سوى القصيدة وماذاب فيها من أنين ناي جرحه الغيّاب وذكريات حبلى بحكايا العشق والإشتهاء المبحوث عنه في حفلات عيد الميلاد المزدانة بشُميعات تحترق في زاوية الصالون بلذة فيزفر سؤال آخر . هل هوّيت ولو ؟؟في تساؤل الروح المسكونة بألم الروح عن الخريف القصير والمساءات ولون العمر عن الحلم المفقود عن اللا شي في كل الأشياء وعن ليل عشق هرب خلسة ،فيتكلم عن بقايا المكان الحزين المطل على مقهى الذكريات المرشوشة بنقاط العطر الذائبة في منديلها وفي طعم النهد وسيبجارة الليل التي تحرك مشهد السكون الصامت عندما يتحدث السكوت . ومن تكون ياترى ؟؟؟. ليرد الصمت وهو الماضغ لحرف ليلى وبكاء بن الملّوح وما انشده الغرام والغمام وما سكن في هدل الحمام عن كلام الليل و القصائد المكتومة ، عن احاديث كبرياء العاشقين وفي صحراء الكلام ،عن تيه الكلمات في جسد القصيد العاري تحت المطر ومخالب الشتاء ،مع مواويل يقودها الوحي النفسي بصوت الابتهال امام ابواب الريح لينهار الشاعر مصرحا : انا لست إلا هذه الكلمات ولست إلا الصدى انا كنت في البدىء وفي بطن أمي اغني عن كلام الكلام وصمت الصمت بعد عام وعشرين عام . عن الطيران عن الحرية والسماء وزمن التسارع ومن الفناء وسماع القلب اللاهث وراء كلام البدئ ونسيان الحب . في الحب يذوب الكلام ويسطو الصمت مع الذهول في حرف امجدي شاعري حالم وجميل تتناثر فيه الحروف كما شظايا القلب المسكون بالحب الذي يعيد نفسه بعد كل حب بعد كل شتاء أو عثرة حنين في سالف الذكر ودفتر الإبتهال المتوقع في قول المنام بين نجمات اللوحة والرسم والمُضيّ وحيدا صوب الذات الهاربة من الذات بإلحاح المستحيل فيسيل الدم الازرق في السحابات والمساءات وهي تغني اغنية الحُطام وقد نُحتت على وتر لحنٍ غجريٍ تتبكم به قيثارةحزينة بفرط يسير على مهل في شوارع شدى إمرأة ليعاودني السؤال من هذه المرأة؟ أهي الحبيبة ؟ أم الحروف المنثورة في أغنية الشعر وقلب السحاب حد المشي حافيا على وتر في مهب الوجع ذات تشرين ، وذكر تشرين وليس اكتوبر فيه بنة ياسمين الشرق والحنين الى المشرق أغاني العطر وعطر الهديل المطوّق بالياسمينات الملّونة بأغاني الغارقين في كؤوس الشوق والمستحيل .. .غرقت في شاعرية ماكتب الأمجد وجرفني الحرف المتاع ، الأكيد ان حبيبة الأمجد عيون قصيدة .