الكفاءات و التأطير بعد إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال عن تسجيل دراسة لمشروع مركز مكافحة السرطان بولاية الجلفة وإحالة الفصل في قضية المستشفى الجامعي على وزيري الصحة والتعليم العالي، التقت "الجلفة إنفو" بعضا من الأطباء الأخصائيين من أجل الحديث حول إمكانية تجسيد المشروعين المذكورين بولاية الجلفة. وحسب أحد الأطباء المختصين، فان إمكانية نجاح مشروعي المستشفى الجامعي ومركز مكافحة السرطان بولاية الجلفة مرهونة بضرورة ضمان السيرة المهنية والأكاديمية للأطباء الأخصائيين كأساتذة مساعدين في العلوم الطبية بالمستشفى الجامعي. حيث أشار ذات المتحدث إلى أن الطبيب الأخصائي، لاسيما في التخصصات النادرة كأمراض السرطان، يفضّل العمل بمستشفى جامعي أو بملحقة تابعة له من أجل مواصلة مسيرته الأكاديمية تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وليس فقط المسيرة المهنية التي لا تشكّل عامل جذب للأطباء المختصين. وأضاف أخصائي آخر أن الحل بالنسبة لولاية الجلفة يكمن في ضرورة فتح "ملحقة لمستشفى جامعي" من أجل إغراء الأطباء الأخصائيين على العمل في ولاية الجلفة وبالتالي ضمان استقرار الإطار الطبي بها. وحسب ما هو متداول إعلاميا، فان مستشفيات الشمال، لا سيما بالجزائر العاصمة، تشهد ظاهرة تكدّس الأطباء الأخصائيين الراغبين في ضمان مسيرة مهنية وأكاديمية بالمستشفيات الجامعية من جهة. ومن جهة أخرى، فان الإطار الطبي بالمستشفى الجامعي ينال راتبين شهريين محترمين تضمنه كل من وزارتي الصحة والتعليم العالي. وكانت "الجلفة انفو" قد حاورت في ندواتها مع كلا من الدكتور "خالد شيبان"، مدير الصحة والسكان، والبروفيسور "علي شكري"، رئيس جامعة الجلفة، الذين أكدا على أن ولاية الجلفة بمستشفياتها وجامعتها قادرة على احتضان مشروع ملحقة مستشفى جامعي. وفي ذات الصدد، أشارت مصادر ل "الجلفة إنفو" عن مساعي بين جامعتي الجلفة"زيان عاشور" وجامعة البليدة "سعد دحلب" منذ عامين من أجل فتح ملحقة لكلية الطب بالجلفة قصد ضمان تمدرس الطلبة في الجذع المشترك للعلوم الطبية، وهي المساعي التي لم تكلّل الى حد الساعة بنتائج ملموسة. ويطرح عدم استقرار الأطباء الأخصائيين بالجلفة تجربة مريرة بسبب عدم ضمان المسيرة الأكاديمية لهم. حيث أن مصلحة العلاج الكيميائي بمستشفى الجلفة كانت قد خسرت الدكتورة "بريكسي" الأخصائية في أمراض السرطان والتي هي اليوم أستاذة مساعدة في الأمراض السرطانية بالمستشفى الجامعي بالبليدة. ونفس المشكل يطرح مع الطبيبين الأخصائيين الذين عيّنتهما وزارة الصحة في إطار الخدمة المدنية بولاية الجلفة شهر آفريل الفارط، حيث لم يلتحق الأخصائيان المذكوران بولاية الجلفة وطعنا في القرار لدى وزارة الصحة. لأن مستشفيات الجلفة لا تضمن لهما المسيرة الأكاديمية والمتمثلة في مواصلة التدريس والبحث تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتالي ضمان الترقية في الرتب العلمية وهو ما يمكن حلّه عن طريق توفير "ملحقة لمستشفى جامعي بالجلفة" تابعة للمستشفى الجامعي بالبليدة أو بالعاصمة أو غيرهما. وأضاف متحدّث آخر، أن هناك العديد من زملائهم من الأطباء المختصين قد أعطوا موافقة مبدئية للعمل في الجلفة دون شروط مسبقة اذا تم ضمان مسيرتهم الأكاديمية في ملحقة لمستشفى جامعي، هذا فضلا عن أبناء ولاية الجلفة من الأساتذة المساعدين في العلوم الطبية العاملين في مختلف المستشفيات الجامعية. أما بالنسبة لتخصص الصيدلة، فقد أشار أحد الأطباء المختصين الى أن امكانية احتضان هذا التخصص مضمونة اذا ما تم توفير ملحقة المستشفى الجامعي كضمان للسيرة الأكاديمية من جهة. ومن جهة أخرى لتوفر مخابر البيولوجيا بجامعة الجلفة. وفي ختام لقائنا مع الأطباء المذكورين، فقد أشاروا الى ضرورة أن تتوحّد جهود المنتخبين مع السلطات التنفيذية وأبناء الولاية الغيورين حول مطلب واحد وهو "ملحقة مستشفى جامعي بالجلفة" لضمان نجاح مركز علاج السرطان بإغراء الأطباء الأخصائيين في تخصص الأمراض السرطانية وغيرها من التخصصات.