( الرجاء من دعاة التيئيس و التفشيل - ممن يقتلون الأمل و الحلم - عدم التعليق هنا احتراما لمعاناة مرضى السرطان بالجلفة. و لو كان مريضا واحدا في ولاية مليونية كولاية الجلفة، فانه من حقه أن يعالج بالقرب من بلديته و أن لا يتحمل عناء السفر 250 كلم أو 110 كلم كل أسبوع ) لماذا يتغنى وزراؤنا بالجوارية؟ و لماذا يتغنون بتقريب الإدارة من المواطن؟ و لماذا يتغنون بتقريب البعيد عندما تراهم يتحدثون عن القطار السريع و الطريق السيار؟ لماذا يتغنون بتقريب السجون و المحاكم من المواطن؟ لماذا يتغنون بالشرطة الجوارية و تقريب الأمن من المواطن؟ و بأي حق يتغنون بتقريب الصحة من المواطن و الحال أن هذا المواطن مازال يشد الرحال إلى مستشفيات الشمال؟ هل انجاز مركز جهوي لعلاج السرطان بالأغواط معناه إنهاء معاناة مرضى السرطان بالجلفة و غرداية مثلا؟ كلا ... فمرضى السرطان بالجلفة مازالوا مع معاناة الطريق و هذه المرة عوض السفر إلى البليدة شمالا 250 كلم صارت المسافة 110 كلم جنوبا ... يعني دائما و عبر الطريق الوطني رقم 1 سوف يستذكر المرضى معاناة مرضهم إلى جانب المثل القائل "السفر قطعة من عذاب". المشكلة الملاحظة في الجزائر هي أنه لا توجد إرادة لدى الوزارة من أجل توفير الطاقم الطبي المتخصص لعلاج مرضى السرطان عبر الوطن، فعندما ندقق في عدد الولايات التي استفادت من مراكز علاج السرطان - و بغض النظر عن العامل الديمغرافي – نجد أن تسع ولايات على الأقل بها مستشفيات جامعية و بها مراكز علاج السرطان في آن واحد (الجزائر، وهران، سطيف، قسنطينة، عنابة، باتنة، تلمسان، تيزي وزو، البليدة). يعني أن تلك المستشفيات الجامعية يوجد في كل منها مصلحة للأورام و كل مصلحة فيها أستاذ (بروفيسور) و/ أو أستاذ مساعد و طلبة داخليون (Internes) و طلبة مقيمون (résidents) في تخصص الأمراض السرطانية (cancérologues)، فضلا عن الطاقم شبه الطبي و التقني. المفروض في إنشاء مراكز علاج السرطان أنها من أجل تغطية النقص المسجل في الولايات التي تعاني من انعدام المستشفيات الجامعية و المختصين. يعني لماذا هذا التكديس للأطباء في تخصص علاج السرطان داخل الولاية الواحدة (مستشفى جامعي و مركز علاج سرطان !!!... un CHU et un CAC dans la même wilaya !!!). ما الفائدة من تكوين طبيب أخصائي إذا كان سيعود للعمل داخل مستشفى جامعي؟ كم عدد الأطباء الاختصاصيين الذين يؤدون خدمتهم المدنية داخل مستشفى جامعي؟ و هل ذلك معقول و منطقي؟ لماذا لا يوجد مركز لعلاج السرطان في رقان التي كانت ضحية لتجارب نووية حربية فرنسية؟ لماذا لم تطالب سلطاتنا فرنسا بالتكفل بعلاج مرضى السرطان في رقان؟ الأرقام المتضاربة عن داء السرطان بالجلفة لو نعود قليلا إلى الوراء حول السجال الواقع بخصوص الأرقام، فإننا نستحضر تصريحات السعيد بركات وزير الصحة الأسبق الذي أعلن سنة 2008 أن ولاية الجلفة تسجل معدل 60 حالة لكل 100 ألف نسمة مقارنة بنسبة الانتشار الوطني للسرطان (94 حالة لكل 100 ألف نسمة) ،أي أن عدد مرضى السرطان بولاية الجلفة بلغ حوالي 700 حالة فقط حسب كلام الوزير. غير أنه و في نفس الفترة تقريبا نقلت جريدة "الوطن" (أكتوبر 2008) عن جمعية "شعاع الأمل" إحصاءها لحوالي 1100 حالة سرطان بولاية الجلفة. أي بزيادة 16 حالة عن المعدل الوطني !! مثلما نقلت جريدة "ليبرتي" في عددها رقم "8732" –جويلية 2008- أن عدد مرضى السرطان بولاية الجلفة تجاوز 2000 حالة أي أكثر من ضعف المعدل الوطني. ترى من نصدق ؟ إحصائيات وزارة الصحة من خلال مديريتها؟ أم الجمعية الناشطة في الميدان و التي تضم في عضويتها أطباء مختصين؟ لو نعتبر أن إحصائيات وزارة الصحة عن عدد مرضى السرطان بالجلفة هي المرجع الصحيح ... فهذا يعني أنه من بين ال 700 مريض سرطان من ولاية الجلفة يوجد على الأقل العشرات و العشرات ممن يتنقلون أسبوعيا إلى البليدة و العاصمة من اجل العلاج سواء بوسائلهم الخاصة أو بواسطة سيارة جمعية شعاع الأمل. ألا يستحق أولئك العشرات –حتى لا نقول المئات- مركزا لعلاج السرطان؟ الحديث عن السرطان في الجلفة لن ينتهي مادام سكانها لم ينالوا حقهم في العلاج الجواري ...