رغم ما يقال بأن البلاد تعيش في بحبوحة مالية غير معهودة على لسان بعض مسؤولينا السامين في الدولة من خلال التصريحات الكثيرة ، إلا أن ظاهرة التسول لا تزال تستفحل وبشكل واسع في مجتمعنا وبدأت تأخذ طابعا مختلفا عما كان يعرف به المتسول فقد أصبح هذا الأخير يعكف على ورد معين من أذكار " الشحاتين" ليستعطف بها قلوب المارة بين الأزقة وخاصة المرافق العمومية لنيل مراده من خلال تلك العبارات الرنانة والكلمات " المفبركة " فالظاهرة كانت تمس الفئات العاجزة غير القادرة على جلب قوت اليوم ، أما في الأيام الراهنة فالتسول ما فتئ يمثل عملا مربحا وتجارة لن تبور لدى الكثير من المحتالين ربما فاقت تجارة تهريب السجائر وتبيض الأموال... فشوارع ولاية بشار باتت لا تخلو من هاته الفئة علما أن معظم هؤلاء يتمتعون بصحة جيدة ، ولعلّ ما هو جدير بالذكر تلك النسوة اللواتي أصبحن يجلن المقاهي دونما إستحياء ليمددن أيديهن تسولا ، أو يقفن أمام أبواب المساجد عند أوقات الصلاة مما قد يحرج المصلين ، فهل العيب في أن يحتزم أحدهم أو إحداهن على ظهره حزمة من حطب فيبيعها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خير من أن يعطى أو يمنع ربما إعتاد جل الشعب الجزائري على ما تقدمه الدولة من قروض في الفلاحة والاستصلاح وقروض الأغنام وقروض السكن قد أتقلت همم هؤلاء ... فولاية بشار من الولايات التي تعد ورشة مفتوحة على المشاريع والإستثمار ، إلا أن ما تعكسه صورة مد اليد في الأزقة و الأماكن العمومية بها يرفع مؤشر القلق ولا يبعث على الإطمئنان ،فهل أصبحت ظاهرة التسول خطة يديرها أعداء هذا الوطن لتشويه صورة البلد أمام الرأي العام والمجتمعات الأخرى ، أم هي الحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء دفعت بهم إلى التسول والتجوال بين الشوارع وملأ الأماكن العمومية ، ليعطى أحدهم أو يمنع ، أو ربما يكون الحل في أن تقحم الدولة التسول كمهنة يحترفها البعض أو على الأقل يعرف بها المحتاج من المحتال ..؟ ويبقى السؤال مطروح لمصالح الحماية الإجتماعية وهيئات صناديق الزكاة لدراسة الظاهرة وإتخاذ ما ينبغي أن يكون حتى لا تستفحل الأمور أكثر .