أثناء الكلمات التأبينية ودّعت اليوم الخميس ولاية الجلفة احد أبناءها البررة المجاهد "بوبكر هتهات" عن عمر ناهز 87 سنة وسط توافد حشود كبيرة إلى مسقط رأسه دار الشيوخ، فقد امتلأت مقبر ة "الحدي وميصرة" عن آخرها، بحضور ضباط جيش التحرير الوطني و في مقدمتهم الأمين الوطني لمنظمة المجاهدين "السعيد عبادو" ليواكبوا الحدث بقلوب خاشعة وعيون دامعة، بالإضافة إلى محبيه من أبناء الجلفة وسط حضور لافت للسلطات المحلية على رأسهم والي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي ورؤساء الدوائر والبلديات إضافة إلى السلطات العسكرية والمدنية ... وعقب صلاة الجنازة التي جرت على غير العادة بالمقبرة نظرا لتوافد الحشود من مختلف الولايات، استمع الحضور إلى الكلمات التأبينية التي تحدثت عن مناقب الفقيد، فقد كانت الكلمة الأولى لوزير المجاهدين "الطيب زيتوني" قرأها الأستاذ "لبوخ الخليفة" والتي عزى فيها كل الجزائريين في فقدانهم احد الأبطال الأشاوس في الفترة التحريرية واحد حاملي لواء الحرية والاستقلال، لتليها كلمة عضو المجلس الشعبي الولائي المجاهد "عبد الحميد حاشي" الذي عدد خصال المرحوم ساردا مسيرة كفاحه منوّها بالمواقف الخالدة التي بقيت راسخة في أذهان محبيه... وفي كلمة مؤثرة أكد النائب البرلماني السابق "مصطفى بن عطالله" بأن الفقيد كان مخالطا لأصحاب الرأي والفكر ومجالسا لأهل القرآن والذكر، ولا غرابة في ذلك فقد أخذ النيل والمسالك من أفواه الشيوخ الفحول وفق الطريقة الرحمانية، ليصدق عليهم القول (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ... من جانبه أكد المجاهد "مختار لمخلط" أن المجاهد "بوبكر هتهات" هو أحد القامات الكبيرة التي فقدتها ولاية الجلفة واحد ابرز رموزها، بفقدانه فقدت الجلفة احد ركائزها... أما كلمة رئيس المنظمة الوطنية للمجاهدين "السعيد عبادو" فقد كانت كلمة في الصميم باعتبار انه يعرف الرجل جيدا، حيث أشاد ببطولات المجاهد أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال ومواقفه التي بقيت راسخة في أذهان من عايشوه ليعزي في الأخير جميع الحاضرين ... الكلمة الختامية كانت لشيخ زاوية الهامل الشيخ "محمد مأمون القاسمي الحسني" الذي دعى للمجاهد "بوبكر هتهات" بالرحمة والمغفرة معزيا عائلته وذويه وكل أبناء ولاية الجلفة في مصابهم الجلل ... وبخصوص خصال الرجل كان ل"الجلفة إنفو" حديث مع بعض رفاق دربه المجاهد يحي امعيزة : المرحوم "بوبكر هتهات" جُنّد في الثورة قبل عام 1959 و كان من المناضلين الأوائل، فقد كان سياسيا، رُقي بعدها في عديد الرتب منها مساعد أمين قسمة، المجاهد "بوبكر هتهات" كان رجلا مخلصا وذا همة وكان صاحب إرادة قوية، بعد الاستقلال دخل في حزب جبهة التحرير الوطني لينتخب بعدها كنائب في المجلس الشعبي الوطني ويعتبر من مؤسسي جمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة ... المجاهد الشيخ لقليطي: المجاهد بوبكر هتهات كان من المتعطشين للثورة فقد كان من المسؤولين الاوائل ليلتحق بعدها بجيش التحرير الوطني بالمنطقة الثانية من الولاية السادسة كان رجلا مخلصا وعاقلا ، كانت بيني وبينه أثناء الثورة التحريرية اتصالات مباشرة خلال الاجتماعات وفي بداية 1962 كان مسؤول القسمة في جهة الاغواط بالقرب من الزاوية التيجانية وكان تابعا للناحية الثالثة وكنت حينها ملازما عسكريا ، أما بعد الاستقلال فقد انخرط في الحزب في محافظة ورقلة مسؤولا عن الاغواط وانتخب مرتين كنائب في البرلمان الجزائري ليؤسس بعدها جمعية أول نوفمبر وفي الأخير نترحم على الفقيد وعزائنا لأولاده وعائلته... المجاهد المبخوت البار : تعرفت على المجاهد المرحوم "بوبكر هتهات" سنة 1956 بالمكان المسمى "القناجي" بمنطقة "الخلة"، التقيت به عقب قضية "بلونيس"، فقد كان كاتبا عند المجاهد "الهاشمي"، وبعدما أصبحت مسؤولا عن قسمة 39 ، كان عريفا أولا سياسيا في عام 1960 تحت مسؤوليتي، تدرج بعدها إلى أن أصبح مساعدا، لقد كان "هتهات" مجاهدا أدى ما عليه في سبيل استقلال الوطن.