ساحة الرازي بالبيرين تعرف معظم الحدائق العمومية وساحات المدن (هذا إن جاز تسميتها بالحدائق) حالة مزرية من إهمال وتراكم للأوساخ على طول السنة وعرضها، وهي في عرف المدن عادة تدل على نمط حضاري راق وسلوك متحضر و دليل على رقي وتطور هذه المدن... وتعرف مدينة البيرين كغيرها -وهذا في الغالب- حالة من الإهمال و اللامبالاة ويرجع ذلك إلى حالة الجهل والتجاهل لمعظم المسئولين المحليين السابقين و السابقين الحاليين والذين يهللون لمزيد من تشييد هذه الساحات والحدائق وغرضهم في ذلك ليس إلا لمزيد المكاسب و الإنجازات لتقاسم الريع وغيره، ويتطلع المواطن الغيور على مدينته إلى يوم يرى فيه بناءات وإنشاءات كهذه تبنى على أساس من الوعي بأهميتها كمعلم سياحي وحضاري يشرف المدينة وأهلها ويعطي الانطباع بأن ما يبنى في الغالب هو من أجل رفاهية المواطن وراحته ، لا من أجل البناء وفقط ويترك الباقي كأطلال رغم ما في بعض الأطلال من ماض و إبداع... ومن المسلم به أن معظم الحدائق المنجزة (كجدران وأسوار) أتت بضغط من بعض المواطنين ورؤساء الأحياء بعد ما كان أصحاب الكروش المنتفخة من مسئولين و أصحاب معارف و مصارف ( يحومون حول هذه المساحات لإنجاز سكنات ومحال .) ولولا فطنة المواطن ووقوفه في وجه هذه الاعتداءات لما بقيت مساحة ولا ساحة، ومن نافلة القول أن أهم إنجاز قام به مجلس بلدي سابق هو إعادة ترميم وبناء ساحة (أول نوفمبر سابقا) وهي وإن كانت بإجماع جل المواطنين أحسن ساحة وأنظف موقع قبل أن تُهدم و يتم إعادة بناءها بمواصفات لا تنطبق مع ما قدم من مكتب الدراسات، و لتقليل ضغط المجتمع المدني تم إطلاق تسمية ( رحبة الجوابر . ساحة الجوابر...) بدون مراعاة للتسمية الرسمية والتي لازمت الساحة منذ إنشاء هذه المدينة (ساحة أول نوفمبر سابقا) وبدون مداولة رسمية في هذا الشأن... والجدير بالذكر أن تسمية ( رحبة الجوابر) تدل على استخفاف هؤلاء (بالصالحين من الجوابر ) و أنجزت الساحة على أساس أنها تحتوي على أشجار ونباتات غاية في الروعة و تحت قبتها تنطلق نافورة ماء لم نرى على جوانبها أي قطرة ماء منذ تدشينها قرابة عشرية مما يعدون، وتكسرت قللها وهدم رخامها و أصبحت محل اشمئزاز زوارها وتندر قاصديها . ناهيك على تراكم الأوساخ فيها وعلى جوانبها، هذه الساحة تقع في وسط المدينة يقابلها المسجد الكبير (عبد الحفيظ القاسمي) و هو في حد ذاته معلم ديني و عمراني يضاهي أكبر و أجمل المساجد في أنحاء الولاية كلها، هذا في وسط المدينة أما في أحياءها فحدث ولا حرج مساحات مسيجة (من برى) و أوساخ مكدسة (من الداخل) و كأن الغرض من تسييجها هو ستر عوراتها، و لكم كان طموحنا يوما ما أن نرى هذه الحدائق و الساحات تبعث الفخر فينا بأننا أصبحنا مدينة مثالية عوض هذه المدينة التي غزاها (الغبار) وكثرت فيها قطعان الماعز وغاب فيها دور المسؤول (خاطيني) و دور المواطن ( البايلك) أفلا تستحق منا مدينة (الجوابر) أن نرأف بها فتعطينا من بركاتها عزا وفخرا لحاضرنا ومستقبلنا. هذه الدار تشبه الأطلال في وسط صحراء في انتظار السياح مشروع ساحة أول نوفمبر أو رحبة الجوابر ليته منفذ على الورق ساحة أول نوفمبر سابقا- و التي تحولت إلى رحبة الجوابر حديقة يعشعش فيها الإهمال ونضب ماءها حديقة جامع حمزة بن عبد المطلب ( يا لمشبح من برى) ساحة الرازي ... مساحات جار عليها الماعز والإهمال اشجار وأحجار و قاذورات
النافورة لم تخرج منها قطرة ماء وهاهي حالها الأحواض المخصصة للغرس كما هي منذ إنجازها