الأستاذ عايدي تواتي رحمه الله رحل المربي "عايدي تواتي" الذي كان مثالا للأستاذ المناضل في مهنة التدريس و خير مثال لها و مرجعا قيمي في الأسلوب التعليمي ، كما كان صاحب أخلاق مثالية و عالية لكل من عرفه ، ليترك خلفه صدمة كانت كبيرة جدا على الأسرة التعليمية وأيضا على الفريق الذي تضامن لقضيته وان كانت الصدمة الأكبر على عائلته التي تأملت شفاءه إلا أن القدر جعله يرحل بصمت و هدوء كبيرين لم يكن متوقعا ليلفظ أنفاسه الأخيرة و تصعد روحه الى بارئها مع رفع آذان صلاة العصر يوم الأربعاء 20/08/2014 بعد أن كان جالسا بين أسرته على سريره يحتسي فنجان القهوة و هو يقابل أولاده و زوجته و أمه كما ذكروا . وفي سياق القضية، اتصلت الجلفة انفو بالأستاذ " جيدول بن يحي " المنسق الأول لقضية الأستاذ عايدي تواتي وذكر أن خبر الوفاة كان عنيفا وغير محسوب بالمرة إلا أن قضاء الله وقدره كان أقوى وعجل بالرحيل ، ويعتبر الأستاذ جيدول من بين أكثر الأصدقاء قربا للمرحوم و لازمه طيلة فترة مرضه رفقة ثلة من الأحباب والأصدقاء ومن عرفهم الأستاذ بحكم الزمالة والعمل حيث شكلوا وبطريقة عفوية لجنة تضامنية وهيئة منظمة مبنية على التشاور والفعل الجاد عملت على رفع قضية الأستاذ وإيصال معاناته ، و كان آخر إجتماع تم تنسيقه مع أعضاء اللجنة قد برمج يوم الأحد العاشر من الشهر الجاري وحضرت خلاله "الجلفة أنفو" باعتبارها المتابع الإعلامي للقضية واتفقت اللجنة حينها على كتابة رسالة توجه الى نواب البرلمان بغرفتيه تحمل طلب التدخل العاجل في قضية الأستاذ لتسريع إجراءات التكفل بعمليته وعلاجه التي تعطلت على مستوى مديرية صندوق الضمان الإجتماعي وذلك بالموازاة مع ما كانت تقدمه مصالح الولاية وعلى رأسها والي ولاية الجلفة السيد "جلاوي عبد القادر " الذي كان يتابع وعن كثب فصول القضية إلا أن الموت كان أسرع من أي تخطيط في أن تصل الرسالة الى أيدي النواب . إن قضية الأستاذ عايدي كانت قضية رأي عام هزت قلوب الناس في كامل أرجاء هذا الوطن لعدة أسباب أهمها أن الأستاذ كان صاحب مكانة في قلوب الكثير من الجلفاويين حتى أولئك الذين لم يتقربوا منه كثيرا نظرا لسيرته الطيبة التي قدمها في مسيرة التعليم ولأبناء ولايته ما جعل الجميع يتعاطف مع حالته ، كما أن الأستاذ يمثل صورة ذلك المواطن الجزائري الذي قدم واجبه اتجاه وطنه والموظف البسيط الذي لا حول له ولا قوة والإنسان الذي طالب بحقه ليجد العراقيل والبيروقراطية وعدم الشعور بالمسؤولية قد وقفت أمامه وجعلته مهانا في بلده وفي بلد أجني كان بالأمس مستبداً في وطنه، كل هذه الأسباب الظاهرة منها والخفية جعلت صورة المواطن الجزائري الذي يطالب بحقوقه اتجاه بلده تُسقط على حالة الأستاذ "عايدي تواتي" . و في نفس الوقت ، كانت الحملة التضامنية التي عرفتها الجلفة من طرف المواطنين وبعض الهيئات الرسمية والسلطة قد خلقت أملا من قبل المواطنين في أن تتم الرعاية لحالات متعسرة كحالة مربي الأجيال وكم هي كثيرة تنتظر بصمت لمن يلتفت إليها و قد كان الأستاذ قد عبر عن الحملة التضامنية في إحدى الفيديوهات التي سجلتها "الجلفة أنفو" معه حين قال أنه لم يرى من قبل هذه الحملة بولايتنا كما كانت أمنيته أن تفكر السلطات وبالتعاون مع المواطنين في تشكيل لجان خاصة تشمل مختلف المؤسسات و الهيئات المعنية تشرف على دراسة والتكفل بمثل هذه الحالات المستعصية وأن يُخْلقَ صندوق خاص للتكفل بصحة المواطن الجزائري ويُحافظ على كرامته داخل الجزائر و خارجها أيضا . وفي كلمة أخيرة من أعضاء الحملة التضامنية التي وقفت مع قضية عايدي تواتي رحمة الله أكدوا أن مساندتهم للقضية طيلة فترة صراع صديقهم مع المرض قد زادته إرادة على البقاء في الحياة و صبرا على المرض وزادهم تحمسا وصمودا أمام العراقيل التي كانت تصادفهم إلا أن قدر الله كان أقوى ، لتبقى حالة الأستاذ المرحوم تطرح عدة تساؤلات عن طبيعة تلك العراقيل التي تتميز بها إدارتنا الجزائرية الرشيدة و القطاع الصحي الذي أصبح يخطف أرواح العديد من الجزائريين بدل الوقوف على حياتهم، و عن مدى وصول إنشغالات ذلك المواطن البسيط الذي سيتيه في صراعه مع البيروقرطية وبشكل يومي مع الهيئات و الأكثر من ذلك ، ما هو دور ممثلي الشعب من برلمانيين و مسؤولين في مختلف الهيئات للوقوف مع قضايا المواطنين الذي كان صوتهم هو من أجلسهم على كرسي عرش المسؤولية .؟ ومن هذا المنبر الإعلامي، تقدم أسرة الحملة التضامنية للقضية شكرها الخالص ودعواتها لكل من ساهم في الحملة من محسنين ومواطنين بسطاء وسلطات وجنود الخفاء الذين قدموا الكثير لإيصال قضية وصوت المواطن الجزائري "عايدي تواتي " لأعلى هيئات الدولة وعلى رأسها صندوق الضمان الإجتماعي لأخذ حقه المشروع آملين في أن تتواصل حملات التضامن مع مواطنين آخرين و وقوف جدي من قبل من بيدهم الحل و الربط . صورة مدرسية ل"عايدي تواتي" مع قسم 1SA3 بتاريخ 6 جوان 1981 (مرسلة من طرف الأستاذ بن م. عيسى)