متوسطة حمو محمد ببربيح علمت "الجلفة إنفو" أن السيد والي الولاية كلف مديرية الصحة للوقوف على حالة الأستاذ عايدي حيث انتقل إليه رئيس مصلحة بالمديرية رفقة طبيب لمعاينة حالته، وهو ما اعتبره متضامنون مع الأستاذ "عايدي تواتي" بداية لمتابعة حالته التي تستلزم تكاتف كل الجهود من سلطات و محسنين. ومتابعة لقضية الأستاذ "عايدي تواتي"، التي أصبحت تشغل بال الرأي العام خاصة بعد تداولها من طرف الكثير من زملاء و تلاميذ و محبي الأستاذ "عايدي" على صفحات التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، تنقلت "الجلفة إنفو" مرة أخرى إلى بيت ذلك الرجل الشهم الذي ما إن تجالسه حتى يطول الحديث معه ولا يُمَلْ... وكذا إلى بيته الثاني بمتوسطة "الإمام بربيح" سابقا، أين تحدثنا إلى تلامذته وزملائه... فالأستاذ "عايدي" لا يزال يصارع المرض و في حاجة ماسة دوما لدواء "سيروم ألبيمين Albimine" النادر و المرتفع ثمنه...حيث قام رفقة ابنه البار الذي سيتبرع له طواعية بكبده بكل التحاليل الطبية اللازمة للقيام بالعملية الجراحية...فحسب زوجة الأستاذ فإن الأبناء الكبار لشدة حبهم و تعلقهم بأبيهم فقد تنافسوا فيما بينهم للتبرع بكبدهم لوالدهم، ليتم اختيار الابن الأكبر بالنظر لسنه المقبول ووضعه الصحي الجيد. أما والدة أستاذ اللغة العربية التي لا تستطيع التحكم في دموعها كلما حدثناها عن ابنها وحفيدها، فقد أكدت أنها كلما تدعو الله بالشفاء لابنها دون إجراء العملية الجراحية إلا و يواسيها "التواتي" قائلا: هذا قضاء و قدر يا أماه"... انتقلنا إلى متوسطة "حمو محمد" بحي بربيح التي يعمل بها الأستاذ "عايدي تواتي" للتعرف أكثر على هذا الأستاذ و الأب كما وصفه التلاميذ، حيث وما إن ذكرنا اسم الأستاذ في المؤسسة حتى أجمع الكل على وصف أخلاقه الكريمة ومعاملته الطيبة مع الجميع دون تمييز، إذ قال عنه الأستاذ "ربيح عمر" الذي هو زميل له منذ أكثر من 14 سنة و أول من بادر بوضع النداءات وكذا التنقل في مختلف بلديات الولاية "هو الأستاذ المسؤول الذي لا يتردد في فعل الخير، المتفاني في عمله والمتقن في أداء مهنة التدريس،" -مضيفا- "إننا ندعو له بالشفاء ونرجو أن يساهم المواطنون في مساعدة هذا الرجل "... أما زميلة له بالإدارة فقد أكدت بأن الأستاذ في منزلة الأخ بالنسبة للجميع، حيث كان متقنا لعمله و إنساني في معاملته، فالكل هنا بالمؤسسة - تضيف المتحدثة - يحب استشارته، كما أنه ما إن يسمع عن أحد من العمال والزملاء بأنه في حاجة لمساعدة ما، كان أول من يبادر و يسعى للخير...ذكرياتنا معه كلها طيبة وراقية. من جانبه الزميل وصديق العمر الأستاذ "جيدول" الذي لازمه طيلة مشوار التدريس و الحياة يقول عنه: "قبل أن يكون "تواتي" أستاذ هو أخ لي و صديق حميم، و هو يعاني من المرض منذ الموسم الدراسي الماضي، حيث لم يتوقف عن العمل حرصا منه على تلاميذه... و مع بداية الموسم الحالي أصر الزملاء على أن يتوقف، و قد قال لي يجب أن أقدم لهم على الأقل قاعدة عمل حتى يسهل لهم التأقلم مع الأستاذ الذي سيخلفني... حتى أنه قدم للتلاميذ مطبوعات تلخص أهم الدروس ... قال عنه التلاميذ : وما إن زرنا التلاميذ في أحد أقسام الأستاذ و هم تلاميذ قسم 4 م 3 وعرفوا سبب مجيئنا حتى تكلم الجميع يصفون فيه خصال الرجل، حيث قالت التلميذة "شنوف رميسة" : "هو أب قبل أن يكون أستاذ... كان يفتح لنا دائماً المجال للحديث والاستفسار في شتى المواضيع...فبقدر تفانيه في التدريس كان صارما وحريصا على أداء الواجبات و على إتقان اللغة العربية فكان لا يتكلم الدارجة ولا يسمح لأحد بذلك، حيث إن تكلم أحد بها يرد عليه "عذراً أنا لا أتقن اليابانية " ... من جانب آخر اتصلت بنا "ف. فصيح" إحدى تلميذات الأستاذ لمدة عامين وهي الآن طالبة جامعية، حيث و ما إن علمت بأن الأستاذ مريض تأثرت وحزنت كثيراً وتكلمت مع "الجلفة إنفو" وهي تجهش بالبكاء مؤكدة بأنه كان يشجعهم على حب الدراسة وطلب العلم، حيث كانت أكبر مكافأة ابتسامته عندما ننجح في دراستنا –على حد قولها-، متسائلة كيف لأستاذ مثله ألا يجد المساعدة؟ وقد كشفت ل "الجلفة إنفو" أنها في إطار بعث حملة خيرية لمساعدة الأستاذ تكون تقليدا لكل من هم في حاجة إلى المساعدة مستقبلا، وهي المبادرة التي تعلمتها من الأستاذ بتقديم يد العون من دون انتظار المقابل. وفي ختام زيارة "الجلفة إنفو" للمتوسطة كان لنا حديث مع السيد المدير "حميدي محمد" الذي قال عنه :"التحق الأستاذ عايدي بمهنة التدريس في 07 / 09 / 1987 ... و بالنسبة لي أعرف الرجل من زمان طويل... وكمدير للمؤسسة منذ سبع سنوات فإن الرجل أعتبره من خيرة الأساتذة بتميّزه بالانضباط والنظام في العمل و بعلاقته الجيدة مع الجميع من أساتذة وعمال وكذا التلاميذ، فهو إنساني لأبعد الحدود كما أن الأقسام التي يشرف عليها متميزة في مادته والنتائج ظاهرة جلياً فإننا كل نهاية موسم نجري تحاليل كاملة على النتائج خاصة منها في شهادة التعليم المتوسط الذي تقارب نتائج اللغة العربية ب 80 % من النجاح وكذا المستوى، وهذا دليل على إتقانه و تفانيه، و في الأخير ندعو له بالشفاء العاجل، و كما أن حالته أثارت تلاحم زملاءه وكل الطاقم التربوي". وبالنسبة لسير الهبّة التضامنية مع الأستاذ "تواتي عايدي"، فمازالت الآمال معلّقة على نشر النداء لكل المحسنين وأهل الخير في مساعدة هذا الأستاذ الذي ساهم في تربية الأجيال وفي بناء الوطن فأقل ما يستحقه أن يقف الجميع معه لاسيما السلطات المحلية وأهل الخير. حملة الطالبة "ف، فصيح"