سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأطفال باستعجالات الجلفة يشاهدون مناظر مروّعة لضحايا الحوادث وينتظرون دورهم مع المساجين والبالغين !! الحل يكمن في تفعيل استعجالات لطب وجراحة الأطفال بمستشفى الأم والطفل
القرار بيَد مديرية الصحة هو واقع مرير اشتكى منه كل من يفد الى مصلحة الإستعجالات بحي الحدائق حيث صار ضغط العمل يتحمله المرضى وذويهم والأطباء المناوبون والأطقم الإدارية والطبية. "الجلفة إنفو" عاينت واقع مصلحة الإستعجالات بالجلفة وتحدثت مع المرضى ومع الأطباء والعاملين بها ليتفق الجميع وبلسان واحد على أن واقع الإستعجالات الطبية بالجلفة سببه تراكمات سوء التسيير الإداري لقطاع الصحة بالجلفة. حوادث المرور بولاية الجلفة تحتاج لوحدها تكفّلا طبّيا خاصا لا تكاد تمر ليلة بمصلحة الإستعجالات الطبية لمدينة الجلفة الاّ وتشهد وصول ضحايا لحوادث مرور متفرقة تقع بمختلف الطرقات الوطنية والبلدية التي تغطّيها المصالح الصحية لعاصمة ولاية الجلفة ومنها الطريق الوطني رقم 01 والطريق الوطني رقم 46 الذين يشهدان حوادث بصفة مستمرة مثلما هو الأمر بالنقاط السوداء بالولاية التي يتجاوز عددها 50 نقطة سوداء وعلى رأسها نقطة "راس الريح" القريبة من مدينة الجلفة بمسافة 06 كلم جنوبا. ويمكن التدليل على عدد حالات حوادث المرور التي تأتي الى مصلحة الإستعجالات بالإحصائيات الأسبوعية التي تقدمها القيادة العامة للدرك الوطني والحماية المدنية والتي تأتي فيها ولاية الجلفة دائما في الطليعة سواء من حيث عدد الحوادث أو عدد القتلى أو عدد الجرحى. حيث أن ولاية الجلفة مثلا قد احتلت المرتبة الرابعة وطنيا في عدد حوادث المرور في الأسبوع الأخير لشهر سبتمبر في حين أن مصالح الحماية المدنية هي الأخرى قد سجّلت 04 قتلى على الأقل و32 جريحا خلال 03 أسابيع من شهر سبتمبر الفارط يتم توجيه أغلبها الى مصلحة الإستعجالات لمدينة الجلفة. وهذا الواقع صار سببا في تضاعف العمل على الأطباء المناوبين حيث يقول أحد الأطباء المناوبين في دردشة مع "الجلفة إنفو" أن مصلحة الإستعجالات الطبية الجراحية تستقبل الحالات المستعجلة لحوادث المرور ومرضى مؤسسة اعادة التربية والمرضى العسكريين فضلا عن المرضى المدنيين الذين يأتون لأسباب مختلفة بتعقيدات صحية مختلفة. نقص في عدد الأطباء العامين المناوبين بمصلحة الإستعجالات أكّد أحد الأطباء المناوبين في حديثه ل "الجلفة إنفو" أن العمل بمصلحة الإستعجالات صار يتطلّب منهم العمل وسط تعقيدات مفروضة عليهم. فقد يحدث وأن يكون الطبيب مشغولا بفحص عادي لأحد الأطفال أو البالغين حتى يأتي ضحايا حادث مرور وهم أصحاب أولوية تتطلب التفرّغ لهم من أجل فحص الضحية "examen" ومراقبته طبّيا بين 20 الى 30 دقيقة "surveillance" مع التركيز على سلامة ضحية حادث المرور في مناطق الصدر "thoracique" والبطن "abdominale" والرأس "cérébrale" وغيرها من التحاليل والاستمارات المختلفة الى أن تستقر حالته على وضع معيّن "hémodynamiquement stable" ليقوم بعدها الطبيب بإعداد استمارة المراقبة الطبية للمريض "fiche de surveillance". وأثناء ذلك يجب على بقية المرضى أن ينتظروا وهو ما صار يتسبّب في حالات نرفزة وغضب للمرضى أو أوليائهم كونهم لا يتفهّمون أولوية الحالات الطبية بل ويسمحون لأنفسهم بالتدخل في مهام الطبيب والقول بأن مريضهم هو صاحب الأولوية. وقد أكّد محدثنا أنه رغم تغطية مصلحة الإستعجالات لأكثر من 400 ألف نسمة بالجلفة دون الحديث عن البلديات المجاورة لها، فان ادارة المستشفى وفّرت لها 14 طبيبا عاما فقط يضمنون المداومة خلال شهر في حين أن مستشفى "محاد عبد القادر" به 54 طبيبا عاما مناوبا خلال شهر رغم الضغط الكبير على مصلحة الإستعجالات مقارنة ببقية المصالح. حيث ذكّر في هذا الصدد ان عيادتي "عين اسرار" و"عين الشيح" هما نقطتا مداومة وليستا مصلحتي استعجالات وغالبا ما يتم ارسال المرضى من هناك الى مصلحة الإستعجالات بحي الحدائق. مرضى القلب والأطفال بمصلحة الإستعجالات أمام مناظر مروّعة نوع آخر من الحالات التي تأتي الى مصلحة الإستعجالات بالجلفة وتفرض ضغط عمل رهيب على الأطباء ويتعلّق الأمر بالأطفال دون 15 سنة. حيث يقول أحد الأطباء المناوبين "نستقبل كل ليلة ما متوسّطه 30 حالة للأطفال ما دون 15 سنة وبأمراض مختلفة. ويرتفع هذا العدد ليتجاوز 60 حالة أطفال يوميا اذا كنّا في مواسم الاصطياف والعطل المدرسية أو عطل نهاية الأسبوع أين تكثر الحوادث الرياضية والحوادث المنزلية وحوادث الطرقات. فضلا عن حالات التسممات أو الإسهال أو المغص المعوي وغيرها مثلما حدث في عيد الأضحى ونفس الأمر بالنسبة لشهر رمضان الذي صار يتزامن مؤخرا مع موسم الحرارة". كما أكّد ذات الطبيب أن حالات المرضى لدى الأطفال تتضاعف مع التغيرات المناخية المفاجئة أو عند حلول فصل الشتاء أين تستقبل مصلحة الإستعجالات عشرات الحالات كل ليلة لأطفال أصيبوا بنزلة برد أو الحُمى أو التهاب اللوزتين وغيرها. وأمام وجود مصلحة واحد للإستعجالات بمدينة الجلفة تغطي أكثر من ثلث مليون نسمة لعاصمة الولاية وبكل المرضى (أطفال، بالغون، مُسنّون، نساء، مساجين، عسكريون، مدمنون، ذوي الأمراض المزمنة والأمراض الخطيرة كالسرطان) صار الأطفال المُسعفون باستعجالات الجلفة يقفون على المباشر أمام مشاهد مروّعة للدماء وجرحى حوادث المرور وجرحى شجارات المنحرفين وهو ما وقع مثلا ليلة المناوبة يوم 16 ماي الفارط. ونفس الأخطار النفسية يمكن أن تقع أيضا بالنسبة للمرضى الآخرين عند مشاهدتهم للمناظر الأخرى. حيث يقول طبيب مناوب "في احدى الليالي ونتيجة للضغط الرهيب للعمل وعدم وجود أسرّة شاغرة وضعنا مريضا بالقلب في قاعة العلاج وفجأة تم ادخال ضحية حادث مرور مضجّرا بالدماء فوقعت مضاعفات صحية للمريض الذي كان يعاني من داء القلب نتيجة للمنظر المروّع وصراخ وآلام ضحية حادث المرور ولولا ستر الله وكفاءة الطاقم المناوب لتفاقم الوضع". الحل: فتح 05 استعجالات طبية و/أو جراحية متخصّصة أكّد الأطباء المناوبون الذين تحدّثت معهم "الجلفة إنفو" أن الحل بالنسبة للوضع المزري للخدمات الصحية الاستعجالية الجراحية والطبية يكمن في اعادة النظر في خريطة التوزيع. وفي هذا الصدد يرى ذات المتحدّثين أنه بات من الضروري فتح مصلحة استعجالات طبية وجراحية للأطفال (ما دون 15 سنة) بمستشفى الأم والطفل. حيث يتوفّر هذا الأخير على مناوبة طبية لأطباء عامّين وأطباء مختصين في أمراض الأطفال (Pédiatre) وأطبّاء مختصين في جراحة الأطفال (CCI). ونفس الأمر بالنسبة لمستشفى حي شعوة "240 سرير" الذي يجب أن يكون خاصا الإستعجالات الجراحية لوحدها. كما أن تفعيل دور مصلحة استعجالات لطب النساء بمستشفى "الأم والطفل" من شأنه أيضا أن يخفف من الضغط خصوصا وأنه توجد به أيضا مداومة طبية متخصصة لأمراض النساء والتوليد "gynéco-obstétrique". واقترح محدّثونا أيضا اعادة فتح نقطة إستعجالات بمستشفى 326 سرير "محاد عبد القادر" وتخصيصها للإستعجالات الطبية فقط دون غيرها من أجل دعم عمل الإستعجالات الطبية الجراحية بحي الحدائق. ونفس الأمر بالنسبة لتفعيل مصلحة استعجالات طب وجراحة العيون بمستشفى الصداقة الجزائرية الكوبية خصوصا وأنه مؤسسة استشفائية متخصصة وتضمن هي الأخرى تكفلا نوعيا. أغلب الولايات تضمن نقاط استعجالات طبية جراحية متخصصة لمرضاها ماعدا الجلفة اعادة توزيع خريطة الإستعجالات بمدينة الجلفة ليس بدعة، بل سبقتها اليه مؤسسات صحية بعدة ولايات. ففي الجزائر العاصمة معروف أن مستشفى الحراش "زميرلي سليم" متخصص في الجراحة بأنواعها ولديها مصلحة استعجالات خاصة بهذا الشأن. في حين أن مستشفى حسين داي الجامعي معروف أيضا بمصلحة الإستعجالات الخاصة به في طب وجراحة النساء والتوليد والأطفال. أما في ولاية البليدة فنجد مصلحة استعجالات طبية وجراحية خاصة بالأطفال والمواليد الجدد واستعجالات طبية وجراحية خاصة بالنساء والتوليد في مستشفى بن بولعيد. في حين أن مستشفى "فروجة" يضمن استعجالات جراحية خاصة بالجراحة العامة والكسور. وقد أكد الأطباء أن هذا التقسيم موجود في أغلب الولايات. وكحلّ مستعجل وآني اقترح أحد الأطباء ضرورة وضع مداومة طبية متخصصة لطب الأطفال بمصلحة الإستعجالات بحي الحدائق في انتظار فصل الأطفال عن البالغين. مشكل الصحة بالجلفة يبدأ من عدم احترام المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يتساءل الكثيرون عن عدم احترام التوازن والتنسيق أثناء توزيع المنشآت الصحية بولاية الجلفة. وفي هذا الصدد تساءل أحد المهندسين المعماريين عن عدم توزيع العيادات الصحية الجوارية بطريقة عادلة. فمثلا في حي بربيح وما جاوره لا يوجد هيكل صحّي ونفس الأمر بالنسبة للعمارات الجديدة بالقطب الحضري الجديد بحي بربيح والتي لم يتم الى حد الآن برمجة أي مشاريع صحية يتم بناؤها بالتوازي مع مشاريع السكنات الاجتماعية. ونفس الملاحظة أبداها ذات المهندس المعماري بخصوص موقع مستشفى 240 سرير بحي "شعوة" الذي لا يقع في منطقة ذات امتداد وتوسع بالمدينة. بل تم بناؤه في موقع شبه منعزل ولا يمكن الولوج اليه مباشرة مثلما تقتضيه الحالات الاستعجالية نحو المؤسسات الصحية. واقترح محدثنا ضرورة ايلاء أهمية خاصة عند اعداد مخططات شغل الأراضي "POS" خصوصا بالجلفة الغربية التي تقلّ فيها المنشآت الصحية وفي ظل ارتفاع عدد السكان والسكنات. وسوف تعود "الجلفة إنفو" الى قضية الهياكل الصحية والمدرسية بالجهة الغربية للمدينة في تحقيق استقصائي خاص بها.