تشير عبارة ''استعجالات'' إلى حالة عاجلة تستوجب التكفل بها بسرعة. لكن ما وقفنا عليه خلال جولة ليلية عبر مستشفيات الجزائر العاصمة وبشاروبسكرة والطارف وتلمسان.. بينت أن هذه الكلمة موجودة على الورق فقط ولا أثر لها في الواقع الذي يصطدم به المواطن.. فأين الخلل؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ ''الخبر'' جالت في عدد من مستشفيات الوطن وعادت بهذه المعاينات الميدانية تاركة الحكم لمن يهمه الأمر. بداية الجولة كانت من مستشفى بئر طرارية بالأبيار في العاصمة، إذ ارتأينا أن نعاين استعجالات الأطفال، ظنا منا بأن مرورنا عليه سيكون مثل مرور الكرام، لأنه من غير المعقول أن يتهاون طبيب في التكفل بالبراءة.. لكن بمجرد ولوجنا قاعة الانتظار تبيّن لنا العكس. وعلى كراسي قاعات الانتظار الباردة جلس العشرات من الآباء والأمهات وفي ''حجورهم'' أطفالهم ينتظرون دورهم في الفحص من طرف المناوبة. هنا لا شيء يعلو فوق عارض الحمى المرتفعة والحالات التشنجية والتسممات الغذائية.. أسباب استوجبت نقل عشرات الأطفال على جناح السرعة إلى مصلحة استعجالات الأطفال لمستشفى..إلى غاية هنا كل شيء كان عاديا.. لكن ما هو غير عادي هو ترك طفل صغير لا يتعدى ال3 سنوات عليه أعراض الإصابة بتسمم غذائي ينتظر مدة قاربت ال6 ساعات، حيث أكدت والدته التي نفذ صبرها وهي ترى ابنها يتلوى من شدة الألم، أنها جاءت للمستشفى في الخامسة مساء وها هي عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف ليلا، من دون أن تتمكن من عرض ابنها على الطبيب. حالة أخرى لطفل أصيب بحالة تشنج ''حمى مرتفعة'' وكان والده يصرخ بأعلى صوته ببهو قاعة الاستعجالات خوفا على فلذة كبده من المضاعفات الخطيرة. ورغم وجود ثلاث قاعات للفحص يشرف عليها أطباء مقيمين، فإن في قاعة الانتظار كان يجلس ويقف طابور طويل من الآباء ينتظرون ''ساعة الفرج'' التي لم تأت..ويقول هؤلاء عن سر الانتظار الطويل، إن التحايل في تسجيل أدوار المرضى من طرف الأعوان، وأحيانا الأطباء أنفسهم، هو السبب.. وصادف وجودنا بالمستشفى وجود مهاجر بفرنسا رافق أخاه وابنه المريض، حيث أكد بأن مثل هذه المعاملات لا ''نجدها إلا في الجزائر''. غادرنا مصلحة استعجالات الأطفال وصراخ الرضع الذين ملوا من الانتظار رغم أولويتهم في العلاج، قاصدين مصلحة استعجالات الكبار بذات المستشفى، فوجدنا مجموعات من الشباب ينتظرون دورهم في الفحص وسط صمت رهيب قطعه صراخ شاب خرج لتوّه من قاعة العلاج بعد مشاجرة مع الطبيبة المناوبة، بسبب وصفة طبية كتبت دواء لا يتعدى سعره 200 دينار فقط، مقدّرا بأنه ''لن يكون مفيدا لحالته ما دام بهذا السعر !''، بالإضافة إلى رفض الطبيبة تدوين اسم شقيقه المؤمّن لدى الضمان الاجتماعي بينما هو بطّال.. بدون دخل أو تأمين صحي. استنفار سببه حالة سُل كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء عندما وصلنا إلى مصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى مايو بباب الوادي، الذي تحول ممره الطويل إلى قاعة لاستقبال الحالات الاستعجالية.. منهم من خضع للحقن بالمصل الحيوي وآخر بالدم، ومنهم من كان موصولا بأنبوبة أوكسجين. ومن هؤلاء، سألت ''الخبر'' شيخا في ال70 من عمره كان يعاني من نوبة ربو حادة، عن مدة انتظاره، فأجاب بأنه لا يذكر المدة بالتدقيق بسبب حالة فزع شديد أصابت الأطباء بسبب الإعلان عن استقبال مريض بالسل.. ولما طلبنا من الأطباء تزويدنا بقناع واق مثل غالبية المنتظرين في القاعة، أجابوا بأنهم المعنيين بارتداء الأقنعة دون غيرهم بسبب حالة السل الحادة التي دخلت المصلحة في تلك الليلة..فما كان منا إلا الاستعانة بمناديلنا الخاصة مثل بقية النسوة اللواتي كن هنالك. كانت المصلحة تعج بالوافدين من كل حدب وصوب.. وجلب انتباهنا شاب يقف في الرواق، ولا تبدو عليه علامات المرض، فسألته ''الخبر'' عن سبب تواجده، فأجاب بأنه رافق واثنين من أبناء حيه كهلا متشردا يرقد في إحدى قاعات مصلحة الاستعجالات العصبية بعد تعرضه لنوبة تشنج وصرع حاد من جراء نفاذ المخدّر الذي كان يتعاطاه. تركنا حي باب الوادي وأبواق سيارات الإسعاف تدوي صمت الليل معلنا عن قدوم حالات استعجاليه أخرى، وقصدنا رفقة السائق مستشفى مصطفى باشا الجامعي. دخلنا قاعة مصلحة الاستعجالات الجديدة والتي لم يمر على تدشينها وقت طويل، فوجدناها بمختلف مصالحها قمّة من حيث التجهيزات، لكن ينقصها نظام العمل الصارم الذي يميز مصالح الاستعجالات في الدول المتقدمة، إن لم نقل بانعدامه تماما، والذي لا نراه إلا في المسلسلات والأفلام الأجنبية. فقد كانت المصلحة تعج بالمرضى وغير المرضى من الجنسين من مختلف الأعمار. وأول ما استرعى انتباهنا تجمهر عدد من الأشخاص أمام قاعتين متجاورتين، تسللنا إلى إحداهما مع المتسللين فوجدنا أنفسنا وسط مرضى في وضعيات متباينة.. منهم من كان غائبا تماما عن الوعي وموصول بالأجهزة الطبية، وعوض أن يشرف على مراقبته طبيب مختص، لاحظنا أن سريره محاط بأفراد من أسرته تحولوا بإرادة قادر إلى ملمين بالمجال الطبي، حتى أن منهم من كان يعلق على ما تظهره شاشة الجهاز من نتائج. ومن المرضى كذلك من كان يغط في سبات عميق، وهناك على سرير مقابل، ينام فتى يعاني قصورا كلويا حادا وفوق رأسه شقيقته التي كانت تخاطب والدتها هاتفيا مزودة إياها بتطورات حالته.. وخلف مكتب الطبيب المناوب، جلست فتاة مدت رجليها على كرسي الضيوف وغرقت في مكالمة هاتفية. خرجنا من الغرفة متسللين مثلما دخلناها، وكم كانت دهشتنا كبيرة حينما وقع بصرنا على ما كتب عند مدخلها بالبنط العريض ''مصلحة العناية المركزة''، لتزداد دهشتنا ونحن نعاين القاعة الثانية والخاصة كذلك بالعناية المركزة، رغم أن الأمر هنالك كان يختلف عن سابقه، حيث لاحظنا تواجد طاقم لم يتبين لنا إن كان طبيا أم شبه طبي، وسط تواجد مكثف لأهالي المرضى المتواجدين بها، أحدهم كان منهمكا في منح مريضه وجبة عشاء متأخرة، والآخر منكب على مريض غائب عن الوعي يراقب تنفسه. فيروس من صنع الخيال تركنا مستشفى مصطفى باشا الجامعي متوجهين نحو عيادة نعيمة للتوليد المتواجدة بأعالي حي بلكور والتابعة لذات المستشفى. كان الصمت سيد الموقف بالعيادة وهو ما وصفه مرافقنا بغير العادي، لأنه بحكم تبعيتها لمستشفى مصطفى باشا.. فإنها تشهد يوميا إقبالا كثيفا خلافا لليلة التي تواجدت بها ''الخبر''. وبمجرد دخولنا بهوها وجدنا سيدة حامل في أشهرها الأولى تعاني من مضاعفات صحية ورغم ذلك لم يتم قبولها، تحت ذريعة وجود فيروس ضار في العيادة يمنعها من استقبال المريضات، لتثور ثائرة زوجها الذي لم يكن لوحده وهو في هذه الحالة، إذ صرح مواطنون قصدوا العيادة لنفس الغرض ل''الخبر'' بقولهم: ''قبل نصف ساعة تم قبول امرأتين جاءتا للولادة، عندها استرسل المتحدثون في حديث ساخر عن ''هذا الفيروس الافتراضي''. مرحاض واحد ل400 مريض! ولمدة خمس ساعات كاملة، رافقت ''الخبر'' أطباء وعمال مصلحة الاستعجالات بمستشفى تلمسان، مصلحة أقل ما يقال عنها أنها تصلح لكل لشيء باستثناء العلاج لأكثر من مليون ساكن بالولاية.. ناهيك عمن يقصدها من الولايات المجاورة. وبالإضافة إلى نقص الأدوية وانعدامها أحيانا وضعف التأطير الطبي، فإن هذا المرفق يعيش كارثة بيئية حقيقية بسبب وجود مرحاض واحد يستعمله الآلاف من الزوار والعاملين به. ويقول مواطن من مدينة الحنايا رافق مريضا بالسكري أصيب بمضاعفات استدعت نقله إلى مصلحة الاستعجالات. فبسبب الاكتظاظ الكبير والضغط الذي تعرفه قاعاتها المتخصصة والتي تسميها الإدارة بغرف العلاج، لم يجد مريض السكري وكغيره من مئات المرضى الذين يقصدون المصلحة سريرا يستريح عليه بعد أن استفاد من مصل ''السيروم'' وقضى المدة على كرسي خشبي. وهذا شيخ آخر من مدينة عين الصفراء بولاية النعامة، قصد ذات المصلحة في الساعة الثامنة صباحا ومكث هنالك حتى العاشرة ليلا دون أن يفوز بسرير يقضي به ليلته إن طال عمره. ومثله كانت امرأة مسنة تنتظر دورها في الحصول على سرير. أما بهو المصلحة، فيعرف في أوقات الذروة اكتظاظا كبيرا ومناظر غير صحية وغير حضارية لمرضى لم يجدوا سوى ذلك المكان للاستشفاء، وبمدخل المصلحة إلى الجهة اليمنى يوجد مكشوف تابع لمصلحة الأمومة والطفولة يتم فيه الكشف على الأطفال في ظروف مأساوية. الفقير و''المعريفة'' وفي بسكرة تتشابه المأساة.. إذ تستقبل مصلحة الاستعجالات التي دخلت الخدمة قبل 3 سنوات بنحو 500 حالة تقصد المصلحة بدءا من الساعة الرابعة مساء إلى الثامنة صباحا. وتقول طبيبة مناوبة أن المصلحة تعاني ضغطا رهيبا مرده عدة أسباب، منها نقص الوعي لدى المريض الذي يقصد الاستعجالات للكشف عن أبسط الأمراض كالزكام أو الحمى، إضافة إلى عدم وجود المناوبة في مراكز الصحة الجوارية. مشيرة إلى ضعف عدد الأطباء بشكل عام وشبه الطبيين، وتسجيل انعدام عدد هام من الأدوية الضرورية التي تتطلبها الحالات الاستعجالية وخصت بالذكر ''سوليميدرول'' و''لازيليكس'' و''أدرينالين''. وفي هذا السياق، أسرّت ل''الخبر'' بعض المصادر أن الكمية المسخرة في الليلة الواحدة لا تكفي. فبعد الساعة العاشرة ليلا لا يجدوا شيئا يقدمونه للمريض، في حين أكد آخرون أن بعض المرضى يموتون أمامهم بسبب عدم توفر بعض الأدوية الضرورية، وخصوا بالذكر مادة ''الأدرينالين''، فيما أشار آخرون إلى أن المريض المصنف في خانة الفقير ولا يحظى ب''المعريفة'' هو الوحيد الذي يدفع الثمن. حقن مهدئة في بشار من جانبهم، يعترف أطباء وممرضو استعجالات العبادلة ببشار بالقصور في بعض الخدمات المقدمة بالمصلحة التي تستقبل يوميا ما بين 100 إلى 150 حالة استعجالية، ولاسيما في فصل الشتاء الذي تكثر فيه حالات الإصابة بنزلات البرد وحوادث المرور، مما يفرض دعم طاقم التمريض لهذه المصلحة، وهذا بعد النمو الديمغرافي المتزايد الذي تعرفه المنطقة. ويتفق الجميع بأن مصلحة الاستعجالات الطبية تجاوزت حدود اختصاصها وتحولت إلى مصلحة للفحص الطبي أو تقديم بعض الخدمات كحقن إبرة أو إعداد شهادة طبية وغيرها، وهي من صميم صلاحيات المراكز الاستشفائية الجوارية، وذلك ما يزيد من أتعاب الطاقم الطبي وشبه الطبي الذي يجد صعوبة في إقناع زوار المصلحة بأن خدماتها مقتصرة على الحالات الاستعجالية فقط، ليتسبب ذلك في خلق طوابير طويلة في قاعة الانتظار، مما يزيد من معاناة المرضى أصحاب الحالات الاستعجالية. مناوشات يومية مع العاملين في الطارف، لا يمر يوم من دون مناوشات بين مرافقي المرضى والعاملين، كثيرا ما تتطور إلى معارك تستدعي تدخل أعوان الأمن نظرا لسوء الخدمة وبطء التكفل بالمريض، إضافة لنقص التجهيزات الطبية كأجهزة التصوير بالأشعة وغياب الأطباء المناوبين في الفترات الليلية خاصة بالمناطق المعزولة ليتحول الأخصائيون إلى عملة نادرة الوجود باستعجالات هذه الولاية. وقد أكدت شكاوى عديدة وصلت ''الخبر'' وقوع حالات إهمال وعدم التكفل الصحي، آخرها ما سجل الشهر الماضي في مصلحة استعجالات المستشفى عندما اشتكى زوج سيدة حامل من إهمال العاملين لها، فتسببوا في ضياع رسالة توجيه بدخول زوجته المستشفى في شهور حملها الأولى بسبب معاناة من مشكل صحي. وكادت المرأة أن تفقد جنينها بسبب رفضهم استقبالها، قبل تحويلها على جناح السرعة لمستشفى عنابة الجامعي الذي يبعد بحوالي 80 كلم. وقد وقفت ''الخبر'' على الوضعية عندما دخلنا المصلحة التي غاب عنها رئيسها في عطلة نهاية الأسبوع، وباءت محاولتنا في البحث عن أي مسؤول بالفشل، إذ طرقنا كل الأبواب، إلا أن جميع الحجرات كانت خاوية على عروشها، حتى أننا لم نصطدم بأي رقيب أو حسيب لردعنا. حينها عدنا أدراجنا وتقمصنا دور المريض واقتربنا من صندوق الدفع، ليؤكد لنا العون الذي كان مشغولا بسيجارته ب''أن اليوم عطلة ولا مشكل في عدم الدفع''. لما طال انتظارنا في غرفة الانتظار لحوالي نصف ساعة دون أن يدخل أي مريض اقتربنا من عون آخر كان ينظم الدخول واستفسرنا عن عدد الأطباء المناوبين وسبب التأخير فأجاب بأنه يوجد طبيبان، لكن المشكلة في غرفة الفحص التي تتوفر على سرير واحد فقط، مما يجعل الطبيبين يتناوبان على فحص المرضى. الجزائر: ص.بورويلة / الطارف: ف.زيداني / تلمسان: ن. بلهواري بسكرة: ل.فكرون/ بشار: ع.موساوي قصص واقعية معوقة ضحية طبيبة نائمة في الدويرة فتح مدير مستشفى الدويرة، تحقيقا عاجلا في شكوى مواطن ضد فريق طبي مداوم باستعجالات الجراحة في المستشفى، بتهمة الإهمال في علاج ابنته المعوقة ''خليصة'' التي كانت تعاني من احتباس بولي حاد. حسب شكوى هذا المواطن، (اطلعت عليها ''الخبر'') فقد أوصل ابنته إلى الاستعجالات الجراحية بمستشفى الدويرة على الساعة الثانية صباحا في حالة صحية مستعصية تميزت بانتفاخ بطني جرّاء هذا الاحتباس البولي، وما زاد في المعاناة هو أن الفتاة معوقة ولا تعي ما بها. لكن هذه الوضعية المؤسفة لم تشفع للفريق الطبي المداوم في تلك الليلة، كي يتحرك بسرعة لعلاج المريضة، رغم محاولة طبيبتين مقيمتين، إسعاف المريضة. والمشكلة حسب والد المريضة خليصة، هي أن ''الطبيبة صاحبة الخبرة والمسؤولة عن فريق المداومة في تلك الليلة كانت نائمة ولم تحضر، بينما الفتاة المعوقة تعاني من آلام شديدة''. واستمرت معاناة خليصة من الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة والنصف صباحا، قبل أن تتدخل ''العناية الإلهية'' فقط لفك احتباسها البولي وتتخلص من كمية البول الذي تراكم لديها. وحاولت ''الخبر'' الحصول على رأي الجهة الطبية المسؤولة في مستشفى الدويرة، فقيل لنا أن العلاج ليس من اختصاص مستشفى الدويرة، لكن والد الفتاة المريضة، أوضح أنه ''كان أولى بالفريق الطبي للاستعجالات إرسال المريضة خليصة إلى مستشفى آخر بمجرد وصولها والكشف عنها وليس تركها تتألم بينما الطبيبة نائمة''. الجزائر: رمضان بلعمري رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد بعنابة البروفيسور عطايلية ل''الخبر'' ''نعمل تحت الضغط والاعتداءات اليومية'' تعرف مصلحة الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، ضغطا رهيبا بسبب طبيعة البناية التي تحتويها وكذا عدد المرضى الذين تستقبلهم من ست ولايات مقارنة مع طاقة الاستيعاب النظرية، التي لا تتجاوز 38 سريرا. أكد البروفيسور ساسي عطايلية، رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد، أن استعجالات المركز الإستشفائي الجامعي بعنابة، تستقبل ما معدله ألف مريض أسبوعيا من ولايات عنابة وفالمة والطارف وسوق أهراس وتبسة. وأضاف أن المرسوم الوزاري المشترك لسنة 1996، الذي أنشئت بموجبه استعجالات ابن رشد حدد عدد الأسرّة ب38 سريرا، وهو ما يدفعنا أمام ضغط العمل اليومي، إلى اللجوء إلى وضع المرضى في كراسي أحيانا وفي أروقة المصلحة أحيانا أخرى، بدافع عدم رفض المريض الذي يقصد الاستعجالات من أية ولاية كانت، وهو ما تسبب في العديد من الاعتداءات المسجلة يوميا ضد الطاقم الطبي وشبه الطبي. وفي هذا السياق، أكد على أن تحويلات المرضى من الولايات الأخرى، والمقدرة ب3017 تحويل خلال شهر جوان من السنة المنقضية على سبيل المثال، تكون بشكل غير منظم ومخالف لما نص عليه المرسوم المذكور أعلاه، من حيث عدم الاتصال بالمصلحة قبل نقل المريض، وكذا نقل مرضى كان بالإمكان معالجتهم في المستشفيات المتوفرة في تلك الولايات، كما هو الحال بمرضى الزائدة الدودية وغيرهم ممن لا يخضعون لعلاج من نوع عالي. وأشار إلى أن عمليات نقل المرضى تتم في ظروف صحية صعبة للغاية، حيث يتكفل سائق سيارة الإسعاف، في أغلب الأحيان، بالعملية كأنه ينقل بضاعة من ولاية إلى أخرى. وحسب المسؤول ذاته، فإن أغلب المشاكل، التي تعاني منها المصلحة ناتجة أساسا عن نوعية البناية التي تحتويها، حيث كانت مقرا للمخبر الولائي للنظافة وتقسيم المكاتب جاء على هذا النسق. وأضاف أنه حاول إلى أقصى حد ممكن تكييفها مع طبيعة المصلحة، التي تضم تخصصات الجراحة العامة وجراحة العظام، وهما التخصصان الأهم في المصلحة، وكذا تخصصي جراحة الأعصاب وجراحة الكلى والمسالك البولية، كما تم إنجاز أربع غرف للعمليات. وأشار إلى صعوبات أخرى، منها أن المصلحة مفتوحة على الخارج، وهو ما تسبب في تسجيل العديد من الاعتداءات، وكذا نقص النظافة، ناهيك عن مشكلة نقص الطاقم شبه الطبي الذي تحتاج إليه المصلحة بشكل كبير، وكذا عدم توفرها على طبيب مختص في الإنعاش والتخدير. وخلص إلى أن الحل على المدى القريب يكمن في تقليص تحويل المرضى، الذين يجب أن تتكفل بهم المستشفيات المتواجدة في ولاياتهم، عدا الحالات الضرورية، وكذا الإسراع في إنجاز المركز الطبي الجراحي المختص في الاستعجالات على مستوى البوني. عنابة:ع. زهيرة دخل لإجراء عملية جراحية في الحنجرة فمات في بيت الخلاء تروي إحدى المريضات، التقت بها ''الخبر'' بمستشفى الطارف، حادثة وقعت قبل شهرين لأحد جيرانها الذي نقل ليلا من قرية عين خيار إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى، لإجراء عملية جراحية استعجالية بسيطة على مستوى الحنجرة، حيث قضى ليلته في المستشفى، وفي صباح اليوم الموالي تعذّر على أهله الاتصال به هاتفيا، حيث كان يرن دون انقطاع.. وبعد انتقالهم إلى المستشفى للاطمئنان عليه، تفاجأوا بعدم وجوده على سريره، وبعد عملية بحث بمشاركة عدد من الممرضين، عثروا عليه ميتا بالمرحاض، وبعد تشريح الجثة، تبين أن الضحية فارق الحياة قبل 6 ساعات من العثور عليه في المرحاض! وقد أكدت مصادر من داخل المستشفى الحادثة. الطارف: فضيلة زيداني